تسارع استعمال تكنولوجيا الهاتف النقال في أوساط المجتمع الجزائري بشكل ملفت للانتباه، إلى درجة مقاربة مستعملي هذا الجهاز عدد سكان هذا البلد الذي قدر تعداده في الإحصاء السكاني الأخير بحوالي 35 مليون جزائري، وموازاة مع هذا العدد فقد بلغ عدد مستعملي الهاتف النقال أو مشتركي الهاتف، حسب الإحصائيات الأخيرة، حدود 27 مليون مشترك بنسبة انتشار وصلت إلى 83 بالمائة داخل المجتمع، ومن المتوقع أن تصل إلى 107 بالمائة في أفاق 2014 حسب ما أكده وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال، حميد بصالح، خلال إحدى خرجاته الإعلامية، أي أن عدد ممتلكي شرائح الهاتف النقال سيتعدى عدد السكان في الجزائر، مما يؤكد التحرر الكلي لسوق النقال في الجزائر وسيادة مبدأ المنافسة العادلة· -- اكتساح الهاتف النقال كل المجتمع الجزائري بنسبة 107 بالمائة في أفاق 2014 -- جنسيات شرائح متعددة تعادل عدد المتعاملين في السوق لعروض متعددة محمد الهادي بن حملة تزامن هذا التحرر مع فتح سوق التكنولوجيات الحديثة لوسائل الإعلام والاتصال، وكان أبرزها متزامنا مع بيع أول رخصة استغلال للهاتف النقال للخواص، ومع بداية 2001 ولادة أول متعامل هاتفي خاص لتتحرر سوق الاتصالات، وتبرز مع هذا التحرر مؤسسات اقتصادية جديدة تسعى لتسويق صورتها والوصول إلى المستهلكين من خلال الإشهار لترتفع مع هذا بورصة العديد من المؤسسات ذات العلاقة في مقدمتها سوق الإشهار· وتعتبر هذه المؤسسات اليوم الرقم 1 في هذا السوق الضخم الذي عرف هو الآخر تطورا رهيبا استعملت فيه كل التكنولوجيات والإغراءات بهدف كسب رضا المستهلك وجلب انتباهه ولما لا تغيير حتى دائرة توجهاته·· عروض مختلفة بشرائح متعددة مما لا شك فيه أن العروض المختلفة التي اقترحها المتعاملون ووضعت فوق طاولة الاختيار جذبت بشكل أو بآخر شهية الزبائن، وحركت فيهم اللذة في الاقتناء، ولم يعد الأمر يتعلق بشريحة طال استعمالها وصار رقمها معروفا لدى الكثير من الأصحاب والخلان، بل صار الأمر مبنيا في أساسه بالعرض والخدمات المميزة للمتعاملين، فالملاحظ أن المواطن الجزائري بصفة عامة صار مدمنا على استعمال الهاتف النقال إلى درجة أنه يقوم بترقب كل العروض التي يتم نشرها عبر صفحات الجرائد أو تلك التي تمر في ومضات إشهارية عبر التلفزيون أو الراديو، أو تلك التي يتلقاها في شكل رسائل نصية قصيرة· ألو ''واش كاش جديد··· عندكم'' الغريب في الأمر أن هذه العروض ومع كل ما تم تجنيده لها من ترسانة في وسائل الاتصال الجماهيرية والملصقات واللوحات الإشهارية في كل الأماكن في محطات الحافلات، في الحافلات، في مداخل أكشاك الهاتف العمومي ونقاط بيع الشرائح والتعبئة وغيرها··· كل هذا لم يغنِ عن استعمال الاتصال الشخصي والتحادث في المجالس حول جديد عروض كل متعامل، حيث لا تسمع إلا عن من يسأل بكل اهتمام ''واش كاش جديد·· عندكم·· كاش باطل ولا عفسا''، هذا هو لسان الحال عند غالبية الشباب ويكثر هذا التساؤل خاصة أيام الأعياد والمناسبات الدينية، وفي مقدمتها رمضان، حيث تزيد هستيريا الاتصال والتواصل وترتفع فيه المنافسة بين المتعاملين، كل يسعى لإرضاء زبونه، وكل زبون يبحث عن أرقى العروض الترويجية التي يمكن أن تلبي احتياجاته بأقل التكاليف وأحسنها· عبد الرحمن مبتول خبير اقتصادي: خلق المنافسة يعني خلق الاختيار