واستنادا إلى تقارير هيئات دولية متخصصة في قطاع الاتصالات، فإن مجال الهاتف النقال يعرف نموا متسارعا في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا سواء تعلق الأمر بعدد المشتركين أو بنسبة الكثافة الهاتفية، حسب السكان. وتفيد الإحصائيات المتوفرة بتجاوز عدد المشتركين بالمنطقة العربية ل 180 مليون مشترك مع بداية سنة 2009 عدد كبير منهم في شمالي إفريقيا ذات الكثافة السكانية العالية. فإلى جانب مصر التي تتصدر القائمة بأكثر من 35 مليون مشترك بفضل الديناميكية التي أقامها دخول المتعامل الثالث "اتصالات الإمارات" للسوق وبعدد سكان يقدر ب 70 مليون نسمة، فإن الجزائر تحتل الرتبة الثانية من حيث عدد المشتركين بحوالي 30 مليون مشترك يتقاسمها ثلاث متعاملين "موبيليس وجيزي ونجمة"، ولكن بعدد سكان يقدر ب 34 مليون نسمة, ثم تسجل الهيئات المتخصصة نمو نسبة الكثافة الهاتفية بالمغرب الذي قارب 24 مليون مشترك. هذه الدول تتقاسم النسبة الأكبر من الاشتراكات في المنطقة العربية. ويعمل حاليا 40 متعاملا للهاتف النقال في العالم العربي من بينهم متعاملون من دول الاتحاد الأوروبي عن طريق الشراكة وشراء رخص على رأسهم "فودافون" البريطاني الذي يعمل في مصر و"فرانس تيليكوم" وفرعه "أورانج", حيث تعمل هذه الشركات في 18 دولة عربية. وعلى عكس الكثافة الهاتفية في الهاتف النقال، فإن الهاتف التابث يشهد نموا أقل في العديد من الدول باستثناء دول الخليج ومصر،أين تشهد هذه الدول اشتراكات أكبر. ويقدر عدد المشتركين العرب في الهاتف التابث بحوالي 40 مليون مشترك. وتبين التقارير المتخصصة أن مساهمة المتعاملين الأجانب أضفى منافسة كبيرة في القطاع وأعطى فعالية أكبر. كما ساهم في مضاعفة نسب الاشتراكات بسرعة كبيرة، حيث تصل نسبة النمو في قطاع الاتصالات بالمنطقة العربية ما بين 20 و50 بالمائة سنويا وبمعدل، حسب الدول، يتجاوز أحيانا سقف 60 بالمائة، إلا أن نسبة النمو عرفت تراجعا مقارنة بالسنوات الماضية بالنظر إلى عوامل عديدة منها بلوغ عدد من الأسواق مستوى التخمة بتجاوز نسبة الاشتراك 110 الى 120 بالمائة في عدد من دول الخليج. ومن حيث المتعاملين، فإن اتصالات السعودية، التي تمتلك شبكات للهاتف النقال والتابث و"جيزي" التابعة لأوراسكوم تيليكوم الجزائر، ثم اتصالات المغرب وموبينيل وفودافون واتصالات الاماراتية تبقى من بين أهم الشركات النشطة. فيما تبقى البحرين تتصدر قائمة الدول استنادا للكثافة الهاتفية حسب عدد السكان بنسبة تقارب 120 بالمائة، وتصل حدود 85 بالمائة بالنسبة للجزائر بالنسبة للنقال، و60 بالمائة إجمالا لضعف الثابت في الجزائر.