تشهد، الثروة الغابية بالجزائر، تراجعا رهيبا، الأمر الذي دفع بالاتحاد الأوروبي لبحث خطة عمل مع مديرية الغابات بالجزائر في إطار المشروع الأوروبي ''من أجل غابة نموذجية''· فقد شارك وفد من الجزائر في الملتقى المنظم من طرف ديوان التطوير الفلاحي والريفي بجزيرة كورسيكا الفرنسية، حيث جمع اللقاء دول حوض البحر المتوسط التي تتشابه في نسيجها الغابي، على غرار إسبانيا، البرتغال، مقدونيا، اليونان، تركيا، تونس والمغرب ·· بهدف البحث عن خطة موحدة لحماية الثروة الغابية بمنطقة المتوسط، إنطلاقا من فكرة الحفاظ على خصوصياتها· وقد اهتم اللقاء بوضع خطة تسهل على الاتحاد الأوروبي تقديم المساعدة، وتمثلت الخطوة الأولى في تحديد أولويات التدخل، حيث ينتظر أن يتم الاعلان عن مجموعة الغابات النموذجية حسب المناطق في الدول المذكورة لتكون بمثابة عينة، لتحديد آليات وطرق التعامل مع الثروة الغابية في هذه الدول، للإستفادة إقتصاديا دون القضاء عليه· الجدير بالذكر أن الجزائر من الدول المعنية بالدرجة الأولى بهذا المخطط، بالنظر للتهديد المؤكد الذي بات يحوم حول الثروات الغابية ببلادنا· فقد أشارت إحصائيات مديرية الغابات لسنة 2009 أن تراجع حصيلة إنتاج البلوط الفليني تنذر بالقلق على اعتبار أن قيمة تصدير هذا المنتوج سجلت انخفاضا بلغ أدنى مستوياته بحوالي 51 مليون دينار، في الوقت الذي كانت تصل فيه في السنوات السابقة إلى حوالي 300 مليون دينار· هذا التراجع في إنتاج الفلين جعل الجزائر تحتل المرتبة الثالثة بعد كل من البرتغال وإسبانيا، علما أن نسبة إنتاج الفلين في منطقة المغرب العربي تبلغ 19 بالمئة من حجم السوق العالمي، إذ تبقى أعلى نسبة في دول المتوسط الشمالية والتي عرفت كيف تستغل هذا المنتوج اقتصاديا· ويعود سبب تراجع إنتاج الفلين في الجزائر، حسب الخبراء، إلى الوضعية العامة المتدهورة التي تشهدها الغابات الجزائرية، حيث تقدر مساحات غابات الفلين بأنواعه حوالي 440 ألف هكتار منتشرة عبر ولايات القل، جيجل، سكيكدة، بجاية، تلمسان ووهران· وقد عرفت السنوات الأخيرة تدهورا لمحصول الفلين بسبب الحرائق الطبيعية والمفتعلة التي أتلفت مساحات كبيرة من الثروة الغابية بالجزائر، سيما وأنه لم يتم اعتماد سياسة إعادة الغرس المكثف لاستبدال وتجديد هذه الثروة، التي بلغت مرحلة الشيخوخة، على اعتبار أن شجرة البلوط الفليني تعيش ما بين 120 و150سنة· وينتظر من البرنامج الأوروبي أن يساهم في تقليص حجم الخسائر من خلال إنشاء منطقة نموذجية يتم اعتمادها بباقي المساحات الغابية لإنقاذ هذه الثروة الطبيعية والاقتصادية·