قصته مع آلة العود بدأت في ذلك الحي الشعبي المسمى ساحة الجمال، المتواجد بوسط مدينة بشار، فالحي بالنسبة لحمو المحراب المقدس الذي تعلم فيه الطقوس الأساسية لمبادئ العزف على آلة العود· وأنت تتحدث إليه تكتشف أنه يحب عوده إلى درجة الهوس المختلط بجمال رمال صحراء بشار، بل تجده يتحدث عن آلته وكأنها تلك المرأة الأنيقة ذات القوام الجميل أو الحسناء ذات البشرة الذهبية الذي يفضل أن يتكلم عن جمالها دون أن يشاركه أحد في الحديث عنها· حمو يعتقد أنه الوصي الوحيد على آلة العود ببشار بعد ''علله'' العازف الكبير على آلة العود، الذي يعتبره أهل المنطقة الأب الروحي لموسيقى العود بعد أن رسخ ذلك النوع من الطبوع الموسيقية بذاكرة الجنوب· الفنان حمو سيعود تربطه علاقة حميمة مع آلة العود منذ طفولته، حيث كان يجالس أبناء حيه للاستماع لأنواع الطبوع الموسيقية المعروفة بالمنطقة، وأول ملامسته لآلة لعود كانت مع الشيخ الهلالي، حيث شهد له بمواصلة طريق العزف على آلة العود التي شقها ''علله'' أكبر عازف على هذه الآلة ببشار، كما ساعدته تلك السهرات الموسيقية على صقل موهبته، بل دفعته للتفكير في دخول عالم الفن، ولا تزال يديه الصغيرتين لا تقوى على حمل آلة العود· وتم اكتشاف ''حمو'' الموهبة في إحدى السهرات الفنية التي كانت تقام بحي شعبي بساحة الجمال، حيث كانت العائلات تخرج صيفا من بيوتها لإحياء سهرات، ويعتبر الخروج بعد العشاء من أقدم العادات التي لا يمكن للعائلات البشارية الاستغناء عنها، كما أن البشاريين جعلوا من تلك السهرات الشعبية المتنفس الوحيد لهم· وما يميز ذلك الحي البسيط ومنطقة بشار عامة، أنها تصنع المشاهير بلمسات فنية متواضعة كحسنة البشارية التي استطاعت بعزفها على آلة الفمبري أن تخلط موازين الموسيقى بدول أوربا من خلال إخراجها ثراتها الموسيقي من محليته إلى العالمية، إلى جانب بوزيان بوكبويا صاحب المقطوعات الموسيقية الجميلة، وبعيدا عن الموسيقى هناك أشخاص من مدينة بشار كتبوا أسماءهم في سجل ذاكرة الشهرة كمليكة مقدم الروائية الكبيرة وياسمينة خضرا الكاتب ذو القلم المميز· ولعل تعوّد أهل المنطقة على الشهرة والتميز، هو الأمر الذي جعل حمو سيعود يفكر في أن يصنع شهرة مع عوده بطريقة فنية جميلة، وذلك من خلال مشاركته في عدة مهرجانات وطنية ودولية كمشاركته في لقاء دولي في إطار ثقافة تضامن شعوب العالم، ومن بين الدول التي شاركت في التظاهرة الثقافية كل من دول أمريكا اللاتينية مثل الشيلي، الأرجنتين، البرازيل وأيضا دول أوربا كفرنسا وإسبانيا وبلجيكا، ومن قارة إفريقيا كانت دولة الكوت دفوار والجزائر· غير أن الشيء الجميل الذي لفت انتباه المشاركين تلك الموسيقى الجزائرية النابعة من عمق جنوبنا الكبير، فحمو أثبت للحضور مدى الرونق الذي يميز عزفه على آلة العود بلمسات صحراوية جميلة، الأمر الذي جعل المشاركين يقترحون على هذا الفنان أن يشاركهم الغناء في مشاريع مستقبلية· ورغم أن الفن جزء من حياته، وأنه موهبة، غير أن حمو أخذ يتعلم الموسيقى من بعض الأكاديميين وهدفه من ذلك العمل على المزج بين الموهبة والدراسة الأكاديمية لإعطاء عمل فني متناسق الألوان، وحمو بعوده استطاع أن يترجم أغاني لكبار الفنانين كالفنان العراقي نصر شمة، وأيضا منير بشر· كما شارك الفنان بموسيقاه في عدة أعمال مسرحية منها مسرحية ''فالصو'' و''نون''، وهو يتمنى إخراج موسيقى العود إلى العالمية، كما أكد ل ''الجزائر نيوز'' أن العود ببشار له خصوصية·وعن مشاريعه، فهو يفكر في تأسيس مدرسة خاصة بتعليم العود، خاصة وأن هذا النوع من الموسيقى مهدد بالزوال·