في كتابك الذي صدر مؤخرا ''مدخل إلى إدارة المنظمات الثقافية'' اخترت كلمة المنظمات دون المؤسسات، ما خلفية هذا الاختيار أولا؟ يمكن القول إن هذه التسميات تخص فقط رجال الإدارة، ولهذا لا يجب أن نغوص داخل أعماق هذه المفاهيم حتى لا ندخل في جدل، وبالتالي يفقد الموضوع قيمته الحقيقية، لكن هذا لا يمنع أن نقدم بعض المصطلحات الإدارية، فالمؤسسة أرقى من المنظمة، حيث تحمل بطياتها عدة أهداف، إضافة إلى أنها تتمحور حول استراتيجية ذات أبعاد معينة، في حين مصطلح ''المنظمة''حديث النشأة ولم يصل إلى درجة التأسيس· باعتبارك واحدا من الذين أداروا بعض المؤسسات الثقافية بالجزائر، ومنها المسرح الوطني، كيف كانت التجربة، وهل كان لها أثر في إصدارك؟ هذا صحيح، قمت بتسيير مؤسستين ثقافيتين الأولى بالمركز الثقافي لمدينة الجزائر خلال سنوات الثمانينيات، أما التجربة الثانية في سنوات التسعينيات بالمسرح الوطني، وهذان التجربتان كانتا بالنسبة لي سندا قويا في إدراك وتسيير مؤسسات الإدارات، وما اكتشفته آنذاك يتجسد في غياب الإدارة في المؤسسات الثقافية، وبمعنى آخر الإدارة الخاصة بالثقافة غائبة تماما، وهذا ما دفعني لخوض تجربة الكتابة عن الإدارة الثقافية، وما يمكن قوله في هذا الصدد إن غياب إدارة المؤسسة يدفع إلى الارتباك في الإنتاج الثقافي· برأيك ما هو سبب الأزمات التي تمر بها المنظمات الثقافية في الجزائر؟ هناك العديد من المشاكل مركبة ومعقدة، أرجع ارتباطها بالمحيط العام وبالسياسة الثقافية للبلد من جهة، ومن جهة أخرى للمنظمة الثقافية خصوصيات لم يدركها المسيرون أو العاملون بها، وعليه نحن أمام منتوج من نوع خاص، حيث يقوم على الإبداع ويوجه إلى الجمهور وعليه لابد من نحت آليات وأدوات مناسبة التي تساعد على الإبداع وترويج هذا المنتوج وإيصاله إلى المستهلك، وما يمكن قوله أيضا أن الثقافة مسؤولية الجميع·