غرقت أجزاء واسعة من الهند والصين ودول أخرى في قارة آسيا، في ظلام دامس مع شروق صباح أمس الأربعاء، بسبب كسوف كلي للشمس هو الأطول في القرن الحادي والعشرين حيث حجب فيه القمر نور الشمس مدة ست دقائق و39 ثانية· وشاهد مئات الملايين من السكان الكسوف الذي يدخل التاريخ، كأكثر كسوف شوهد بسبب مروره في دول ذات كثافة سكانية عالية· وشهدت ولاية غوجرات، غربي الهند، أولا الكسوف الكلي، وذلك قبيل الساعة 6:30 صباحا بالتوقيت المحلي (1:00 بتوقيت غرينتش)، قبل أن يمتد عبر الهند، لكن ملايين الهنود والصينيين لم يتمكنوا من رؤية الكسوف بسبب السحب والأمطار الموسمية في مناطقهم· وانتقل الكسوف بعدها إلى شمال بنغلاديش وجنوب نيبال، ليغمر بعدها معظم نيبال قبل أن ينتقل إلى الصين وينتهي في المحيط الهادي شرقا· وفي بكين وصف الحدث بأنه تاريخي،حيث لم يحدث منذ عام .1814 وأوضح أن سكان المناطق التي مر فيها الكسوف خرجوا إلى المناطق المكشوفة، وهم يحملون كاميرات التصوير والعدسات المكبرة· تجدر الإشارة إلى أن آخر أطول كسوف كلي للشمس حدث في هاواي وأميركا الجنوبية في 11 جويلية 1991 واستمر ستة دقائق و53 ثانية، في حين يتوقع علماء الفلك عدم حصول كسوف كلي طويل للشمس حتى عام .2132 كما يعتقد أن علماء الفلك القدامى سجلوا أول كسوف للشمس في الصين، قبل أربعة آلاف عام أي في عام 1961 قبل الميلاد· وثمة أساطير مبكرة تتعلق بظاهرة الكسوف، منها أن إمبراطورا أمر بإعدام اثنين من الفلكيين في القصر الإمبراطوري اتهما بالفشل في التنبؤ بوقوع كسوف، كما أن هناك معنى حرفيا ذا طبيعة صينية للكسوف الكلي هو ''الالتهام الكامل'' الذي يعكس اعتقادا بدائيا أن تنينا قضم جزءا من الشمس أو القمر أثناء حادث كسوف· وكان ينظر إلى الكسوف بوصفه نذير شؤم، حيث تعتقد الخرافات الصينية أنه يليه كوارث طبيعية أو انهيار أسرة إمبراطورية، وقد استمرت هذه الخرافات في الصين الشيوعية، ولا سيما تلك التي ربطت الزلازل أو غيرها من الكوارث الطبيعية بالتغييرات السياسية· بيد أن الأغلبية الواسعة من الصينيين الذين شاهدوا الكسوف الحالي لا يتوقعون أكثر من تجربة تحدث في العمر مرة واحدة، لما سيكون عليه أطول كسوف في هذا القرن· أما في الهند فقد تجمع آلاف الهندوس عند ضفة نهر الغانغ المقدس لديهم، الذي شهد الكسوف، وترى معتقدات هندوسية في الكسوف أفضل وقت ''لتحسين الحياة الآخرة''، غير أن هناك أساطير هندوسية أخرى، تتحدث عن أن الكسوف يفسد الطعام والماء، فلا يمكن الأكل أو الشرب منهما، كما تشير خرافات إلى أن المرأة الحامل يجب أن تبقى داخل المنزل كي لا يتعرض جنينها للتشوهات، وقد تنبأ العديد من المنجمين الهنود قبيل هذا الكسوف الكلي بنذر شؤم أثناء حدوثه·