جريمة قتل بشعة راح ضحيتها قابض بريد تيليملي بالعاصمة المسؤول على الخزينة، ونفذها شخص ادعى أنه صديقه بعد أن ائتمنه، هذا الأخير هو ابن مفتش سابق بالشرطة، استعمل في جريمته النكراء مسدس والده الذي سرقه· فبعد أن خطط لذلك بإحكام من أجل تحقيق هدفه الوحيد المتمثل في أخذ مفاتيح الخزينة من الضحية والاستيلاء على الأموال الموجودة بها دون أن يعلم بأمره أحد، جرت الأمور عكس ما خطط له، فالمتهم (ز· إبراهيم) تعرّف على الضحية (ع· الياس) الذي يقيم بباب الوادي وصاحبه من أجل الوصول إلى غايته الدنيئة بعدما غدر به، فهذا الأخير كان يتصل به ويزوره بمسكنه مرارا قبل الحادثة من أجل أن يطمئن له ولا يشك في أمره، وكانت آخر مرة يزوره فيها يوم الخميس الموافق ل 23 جانفي 2003 حيث قصده من أجل صرف شيك يخص والده، وعندما كانت الساعة تشير إلى السابعة مساء أراد هذا الأخير اصطحابه إلى الخروبة من أجل معاينة قطعة أرض كان ينوي الضحية شراؤها، حسب ما قاله المتهم، ورافقهما إلى هناك شريك المتهم المدعو (د· سليم)، لكن عند وصولهم إلى هناك لم يستطع المجرمان تنفيذ جريمتهما وقررا بذلك العودة إلى باب الوادي حيث قام المتهم (ز· إبراهيم) بقتل الضحية بواسطة مسدس والده، حيث أطلق عليه رصاصة على مستوى رأسه خرجت من أنفه محدثة انفجارا في الرأس ثم خرجت من الزجاج الذي كسر، وعندها قام المتهمان بوضع كيس بلاستيكي أسود على مستوى رأسه ووضعاه على الكرسي الأمامي وقاما بإنزاله قليل كي يظهر كأنه نائم، وتوجها بعد ذلك إلى غابة 5 جويلية من أجل دفنه هناك بعدما قام المجرم (ز· إبراهيم) بأخذ مفاتيح الخزينة التي خططا لسرقتها، وهناك قاما بجره إلى خارج السيارة، وقام المدعو (د· سليم) الذي شارك في الجريمة بعدما عرض عليه المتهم الأول مبلغ 10 آلاف دينار مقابل دفن جثة الضحية، حيث أقدم هذا الأخير على حفر قبر له بواسطة معول ومجرفة أحضراها معهما، فيما بقي المتهم إبراهيم بالسيارة من أجل غسل بقع الدم ونزع الزجاج الذي تكسر بفعل الطلقة النارية، وخلال ذلك قام بفتح غطاء محرك السيارة وصندوق السيارة الخلفي لكي يظهر بأن السيارة معطلة، لكن لسوء حظهما كشف أمرهما من قبل دورية للشرطة كانت مارة بالمكان، وعندما تقدمت من هذا الأخير بدا في حالة ارتباك، وبعد تحري المكان اكتشفوا وجود جثة عارية وحفرة على شكل قبر كان سيدفن بها الضحية الذي قتل بغير وجه حق· وعلى إثر ذلك تم توقيف المتهمين والتحقيق معهما في القضية التي أحيلت بعد ذلك على محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة· وخلال جلسة المحاكمة، اعترف المتهمان أن القتل كان خطأ بعد خروج الرصاصة، ليؤكد بعدها النائب العام في مرافعته أن المتهمين اختارا تاريخ تنفيذ جريمتهما نهاية عطلة الأسبوع بعد تخطيط محكم وتحضير مسبق لها، وبذلك اعتبر التهمة ثابتة في حقهما بدليل أن تقرير الخبرة الناتج عن تشريح الجثة أثبت عدم وجود أي مقاومة من قبل الضحية والرصاصة كانت من مؤخرة الرأس وخرجت من الأنف، وعليه التمس في حق المتهم (ز· إبراهيم) عقوبة الإعدام لجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وطلب بالسجن المؤبد في حق المتهم (د· سليم) بتهمة المشاركة· وبعد المداولات أدانت محكمة الجنايات المتهم الأول ب 20 سنة سجنا نافذا والثاني ب 10 سنوات سجنا نافذا، هذا الأخير الذي استفاد سابقا من البراءة·