هذه الجريمة البشعة، وقعت صباح الأربعاء الماضي، بإحدى شقق عمارات حي الكثبان بالشراڤة غرب العاصمة، حيث كانت تقيم سيدة في ال 36 عمرها مع ابنها الوحيد الذي لم يتجاوز 12 عاما، تعرضت للذبح بعد أن وجه لها القاتل سبع طعنات خنجر على مستوى الصدر و21 طعنة على مستوى الظهر. والجاني لا يتجاوز من العمر 20 عاما، وهو ابن صديقة للضحية، قام بعد ارتكابه الجريمة بسرقة محتويات خزينة الضحية إضافة إلى سيارتها من نوع "سينيك" قبل توقيفه ساعات بعد الجريمة رفقة شريكه. نائلة.ب ولا يزال التحقيق جاريا للكشف عن الدوافع الحقيقية لهذه الجريمة البشعة التي لم تتحملها الطبيبة الشرعية التي جاءت لمعاينة الجثة، فأغمي عليها لفظاعة المشهد الذي وقفت عليه "الشروق اليومي" خلال تنقلها لموقع الجريمة. كانت الساعة تشير إلى منتصف نهار الخميس عند وصولنا حتى الكثبان بالشراڤة، وقرب العمارة التي كانت مسرحا للجريمة، وضعت مصالح الدرك الوطني شريطا أصفر لمنع دخول أي شخص، تمكنا من الدخول، وأول ما لفت انتباهنا، تواجد بقع من قطرات الدم على سلم الطوابق الثلاثة، كانت متناثرة ومخثرة، وبشكل أكبر أمام شقة الضحية، حيث وجدنا رجال الدرك منهم محققون وأفراد الشرطة العلمية والتقنية، وكان هناك أيضا الطبيب الشرعي ورجال الحماية المدنية إضافة إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراڤة. إصطدمنا بوجود بركة من الدم قرب المدخل، حيث يوجد حمام الشقة، لكننا لاحظنا أيضا وجود شريط من الدم على طول الرواق الرابط بين المطبخ والحمام، قال لنا المحققون: وقعت الجريمة في المطبخ، حيث لاحظنا تبعثر عدة أغراض، رائحة الدم كانت تسود المكان، وبقوة، لم تكن رائحة تعفن لوجود المبرد، وكان منظر الجثة فظيعا جدا، جسد سيدة تعرضت للذبح على مستوى الرقبة، وتلقت عدة طعنات على مستوى الصدر، لكن كان عددها أكبر على مستوى الظهر، والدماء تغطي وجهها، وجسدها ملقاة داخل حوض مائي بغرفة الحمام. تفاصيل الجريمة في حدود الساعة الثامنة من مساء الأربعاء، تقلت فرقة الدرك الوطني لبوشاوي بلاغا يفيد بوجود قطرات دم أمام باب شقة الضحية واختفاء سيارتها من نوع "سينيك" كما لا يرد هاتفها، ليتنقل أفراد الدرك إلى عين المكان، بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، والاتصال بوكيل الجمهورية لدى محكمة الشراڤة، وبعد فتح باب الشقة، إكتشفوا جثة صاحبة البيت داخل حوص الحمام وهي مضرجة بالدماء، مذبوحة وتلقت عدة طعنات على مستوى الصدر والظهر، ليباشر المحققون عملهم، بعد أن عاينوا سرقة خزينة الضحية التي تحوي مصوغاتها ومبلغا ماليا. وأفاد المساعد عبد الرحمن، قائد فرقة الدرك الوطني لبوشاوي، ل "الشروق اليومي" أن الجريمة وقعت داخل المطبخ، حيث تم تسجيل بركة من الدماء وتبعثر أغراض بعد مناوشات تكون قد وقعت بين الجاني والضحية في الفترة الممتدة بين الساعة العاشرة صباحا ومنتصف نهار الأربعاء الماضي، لكن لا أحد من جيران الضحية سمع صراخا أو ضجيجا، خاصة وأن الضحية مطلقة وتقيم بمفردها مع ابنها الوحيد البالغ من العمر 12 عاما، وكان يومها عند جدته لأمه لقاء العطلة الصيفية، وتكشف آثار الطعن أن الجاني إنهال على الضحية بشراسة بشعة. هذه الجريمة وبوحشية تثير تساؤلات حول خلفيتها الجاني، عند طعنه للضحية التي تكون قد قاومته، تعرض لإصابة بليغة على مستوى يده اليمنى بواسطة الخنجر (أداة الجريمة) مما تسبب له في نزيف دموي حاد، ليحمل منشفة مطبخ لتوقيف النزيف دون جدوى، بعدها لجأ إلى غرفة نوم الضحية، وجلب منشفة من خزانتها، وثبت بها جرحه قبل أن يتنقل إلى المستشفى، حيث تمت خياطة الجرح وتضميده، ليعود مرة ثانية إلى شقة الضحية، حيث قام بسحب الجثة من المطبخ إلى غاية غرفة الحمام، ووضعها في الحوض المالي، وذلك تفاديا لتسرب الدماء خارج الشقة، كما قام بالاستيلاء على ممتلكات خزينة حديدية تتضمن مصوغات ذهبية وأموالا وأيضا مفاتيح السيارة ملك الضحية من نوع "سينيك" سلمها فيما بعد لشريكه، وبناء على شهادات جيران، شاهدوا الجاني تردد على بيت الضحية يوم الجريمة لمرتين متتاليتين، وتضميد جرح بيده. وبعد مطابقة المواصفات، نجح أفراد الدرك في توقيفه، وهو طالب في الثانوية، لا يتجاوز من عمره 20 عاما، ومما تسرب إلينا أن والدة الجاني هي صديقة للضحية، وأنه كان على علاقة تجارية بها، بعد أن تم حجز عدد من الأقراص المضغوطة داخل سيارة الضحية التي عثر أيضا في منزلها على جهاز كمبيوتر، كما أن الجاني دخل الشقة دون كسر الباب، مما يؤكد أن الضحية هي من قامت بفتح الباب له وخرج بعد تنفيذ جريمته ليغلق الباب بالمفتاح، أيضا. ولا يحمل "القاتل البشع"، أية ملامح مجرم، فهو متوسط القامة، أشقر، عيناه خضرواتان، يرتدي قميصا رياضيا وسروالا صيفيا قصيرا ونعلا جلديا، يبدو عاديا جدا وغير متوتر للجريمة التي ادعى أنه ارتكبها لخلاف وسوء تفاهم مع الضحية، لكن ترجح التحقيقات الأولية أنه خلاف تجاري، أو نفذت الجريمة بهدف السرقة، خاصة وأن الضحية تملك محلات تجارية ولديها ممتلكات كما أن الجاني استولى أيضا على سيارتها، ومنحها لرفيقه لبيعها. وبعد تمديد الاختصاص، تمكن رجال الدرك من توقيف الجاني صباح الخميس، في كمين على بعد أمتار من مقر إقامته بدالي ابراهيم "متلبسا" داخل سيارة القتيلة، ليخضعا للتحقيق لتحديد الدوافع الحقيقية لهذه الجريمة الشنعاء، وقد تم إحالتهما على وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراڤة بعد الانتهاء من التحقيق هذا السبت وتسليم الملف كاملا، يتضمن تقرير الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة، والتقيناه بعد المعاينة شاحب الوجه، مذعورا لتشويه الجثة، وكانت طبيبة شرعية أولى قد تنقلت إلى عين المكان، لكنها أغمي عليها عند مشاهدة جسد الضحية قبل أن تضطر للانصراف، وغادرنا نحن المكان، بعد نقل جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى بني مسوس.