بعد زلزال الأصنام، بومرداس، عين تموشنت والمسيلة، أول أمس فقط، وفياضانات باب الوادي وبشار وغرداية وكوارث أخرى عديدة·· هل الجزائر في مستوى الخبرة من أجل حسن الأداء في تسيير الكارثة؟·· توجد اليوم بلديتا ونوغة و بني يلمان، بالمسيلة، في فوضى عارمة بسبب نقص الخبرة لدى المسؤولين المحليين في تسيير الكوارث الطبيعية. ومن مظاهر الإنفلات التام، أن رئيس بلدية بني يلمان، سعيد أوعيل، صرح ل ''الجزائر نيوز''، أول أمس، بأن الوالي وحده من يعلم عدد الخيم التي يتم اقتناؤها للولاية، إذ لم يكن يملك من المعلومات ما تجعله يواجه غضب واحتجاجات المنكوبين الذين كانوا يطوقون مركز قيادة العمليات الإغاثية· وبنفس المناسبة، اغتنم أنصار رئيس المجلس الشعبي البلدي السابق، جاجة علي، فرصة احتجاج المنكوبين على كافة السلطات المحلية، ليبدأ عناصره وأنصاره في الترويج له، حيث كان يسعى في الناس عدد منهم ويقولون ''الآن يظهر من هو أولى بالبلدية أوعيل أم علي جاجة.. أنتم ترون الإنفلات الذي حصل.. لا أحد من البلدية قادر على السيطرة عليه''!. ليس هذا فقط، بل من مظاهر انعدام الخبرة أيضا، قيام أعوان الحماية المدنية بنصب العشرات من الخيم بالملعب البلدي، قالت مصادر إن الوزيرين جمال ولد عباس ودحو ولد قابلية، سيشرفان على معاينة وضع بعض العائلات فيها، لكن في الواقع رفض المنكوبون التنقل إلى هذه الخيم المنصوبة في الملعب وطالبوا بها أمام مقرات سكناتهم المنهارة لحراسة ما تبقى لهم من ممتلكات فاضطروا خلال يوم كامل إلى إعادة قلعها من مكانها، بينما كان بالإمكان استغلال جهد الحماية المدنية في أمور أخرى· وكذلك بالنسبة للحليب الذي كاد يفسد، والخبز والماء، فقد رفض في البداية العديد من السكان أخذها معتبرين بأنهم ليسوا في حاجة إليها، كون الطرقات لم تعزل والمؤونة لدى الناس كافية والقرى المجاورة متوفر بها كل شيء، ولم تحدث ندرة في المياه.. ورغم ذلك حاولت السلطات مواجهة مشكل الخيم الكبير بالحليب والخبز..! ففي بومرداس، كانت الصحافة تتناول المئات من المواضيع الخاصة بسوء تقدير الفرق التقنية في تصنيف أضرار البنايات، والفوضى التي سادت في ترشيح المنكوبين لسكن الشاليهات، حيث تسلل إليها من لم يكونوا أصلا بين المنكوبين، حتى أضحت القاعدة التي تقول ''مصائب قوم عند قوم فوائد'' حاضرة في كل كارثة يستفيد بمناسبتها الأليمة، من السكن كل من لم يكن يحلم به· وكثيرة هي تلك الشكاوي لعائلات حول سوء تصنيف البنايات، جراء الأضرار التي تعرضت لها، كما تمت في العديد من الكوارث حملة تصنيف جديدة في أعقاب الأخطاء التي طالت الأولى· كما ورثت السلطات بعد كارثتي بومرداس والعاصمة، أزمة جديدة إسمها المتاجرة بالشاليهات، حيث بدأ الناس يقتحمونها عنوة كحل يفرض على السلطات منحهم سكنات، فتحول هؤلاء إلى منكوبين غير رسميين، وتحولت مجمعات منها الى مرتع للرذيلة وتعاطي المخدرات، ومنها ما تدهور وأصبح غير صالح للأبد.. ناهيك عن الإحتجاجات الإجتماعية التي تقتطع السلطة بسببها عددا من السكنات من البرامج المنجزة وفي قيد الانجاز، والتي كانت موجهة إلى صيغات وأناس معينين لإخماد نار الشارع·· وتضطر السلطات عند كل أزمة أن تسير أزمتين.. أزمة ذهنيات التلاعبات والكذب وسوء التصرف، داخل أزمة الكارثة الطبيعية·