عندما غابت الأخلاق وغاب الضمير أصبحنا اليوم وكأننا نعيش في غابة وسط وحوش مفترسة تنقض على فريستها في أي فرصة تتاح لهم، فظواهر عديدة وخطيرة تحدث في مجتمعنا اعتداءات، سرقة، قتل واختطافات أغلب ضحاياها هم أطفال وقصّر سواء الذكور منهم أو الإناث· وكعينة عن ذلك، ما وقع لفتاة لا يتعدى سنها 15 سنة، تسكن بحي بباب الوادي كانت تدرس بالطور الثانوي أثناء تاريخ الوقائع التي جرت يوم 9 مارس ,2005 فعندما كانت رفقة صديقتها بالأبيار تتجولان صادفهما شخص عندما كانت الفتاة جالسة على أدراج إحدى المحلات لأخذ قسط من الراحة، حيث تقدم منها هذا الوحش المفترس وطلب منها أن ترافقه بعدما أخرج سكينه لتهديدها وقام باستدراجها إلى بناية في ورشة طور الإنجاز بحي الينابيع ببئر مراد رايس وصعد بها الطابق الثالث حيث كانت هناك مجموعة من أصدقائه المنحرفين، سمعت الفتاة القاصر ما كان يدور بينهم من حديث عن الاعتداء على النساء، ومن شدة خوفها ألقت بنفسها من الطابق الثالث، فأصيبت بكسور بليغة على مستوى مناطق مختلفة من جسدها، لكن كل هذا لم يكن له أي تأثير في نفس ذلك الوحش الذي قام بحملها وهي في تلك الحالة إلى الطابق العلوي وقام بالاعتداء عليها جنسيا، ثم قام بنقلها إلى مستشفى بئر طرارية، حيث تم فتح تحقيق حول الحادث الذي أصيبت على إثره الفتاة بإصابة بليغة على مستوى رجلها· وبعدما صرحت الفتاة بما وقع لها وقدمت مواصفات الفاعل الذي اختطفها، تمكنت مصالح الأمن من توقيف هذا الأخير المدعو (ب· ن) الذي قال أنه قام فقط بإسعاف الفتاة عندما وجدها واقعة على الأرض عندما كان رفقة صديقه، حيث كانا في حالة سكر، بنقلها إلى المستشفى، وهي نفس التصريحات التي أدلى بها أمام القاضي خلال محاكمته بمحكمة جنايات العاصمة على أساس جناية الاختطاف عن طريق التهديد والفعل المخل بالحياء، بحيث أنكر التهمة المنسوبة إليه· في حين لم تحضر الضحية التي أثرت الواقعة كثيرا على نفسيتها، وهي حاليا طالبة جامعية بكلية الحقوق، وقد التمس النائب العام في حقه عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، وبعد المداولات أدانته المحكمة ب 5 سنوات سجنا نافذا·