يوم قبل حفل اختتام المهرجان الوطني للمسرح المحترف، يفتح محافظ المهرجان محمد بن قطاف قلبه ل ''الجزائر نيوز''، حيث يؤكد أن المهرجان اليوم يجب عليه الاستثمار في المواهب المكتشفة، في جميع مواد العمل المسرحي من أجل النجاح، وأكد أن على المحافظة الابتعاد عن الروتين الذي يقتل الإبداع، كما لم يكلف محمد بن قطاف نفسه عناء الرد على منتقدي المهرجان واكتفى بدعوتهم للمشاركة في الفعل الثقافي والمسرحي بشكل عام بأعمال جديرة بالذكر تبقى للأجيال السابقة· بداية وبصفتكم محافظ الطبعة الخامسة من المهرجان، كيف يمكن لكم أن تقيموها؟ صحيح أنها الطبعة الخامسة، ولكن ما يمكن قوله هو أن المهرجان الوطني للمسرح المحترف اليوم قد استطاع أن يأخذ مكانه في الساحة الثقافية الجزائرية والعربية، وهذا الاسم يجب من الآن قبل الغد العمل على الاستثمار فيه من أجل إعطائه بعده الدولي الذي يستحق، هذا الذي يملك اليوم كل مقومات النجاح من مواد ومؤهلات مادية سخرت من أجله منذ طبعته الأول، والآن يبقى فقط الاستثمار في العناصر البشرية، واستغلال طاقاتها الفنية التي يمكن أن نقول عنها اليوم أنها ثمار الطبعات الخمس الماضية، والتي هي المادة الخام التي نبني بها مستقبل الفن المسرحي الجزائري· وكيف يمكن أن نحافظ على هذا التألق وتطويره؟ من أجل الحفاظ على هذا النجاح هناك سبيل وحيد وهو الابتعاد عن الروتين الممل، الروتين الذي يعتبر موتا بطيئا لكل فنان وفي كل مجالات الإبداع، وعدم الاعتقاد أن ما نحن عليه اليوم هو الكمال وأن الطبعة الناجحة هي الكاملة، فهذا خطأ كبير، فالجديد في كل طبعة هو ما يصنع الاستثناء والتميز· لكن الملاحظ في هذه الطبعة هو غياب النص المحلي، هل يشكل هذا نقطة ضعف للمسرح الجزائري؟ هذه النقطة وأنا خصيصا لا أعتبرها عيبا في المسرح الجزائري، يمكن الإشارة إلى أن حوالي 90 بالمائة إن لم نقل أكثر من تلك الأعمال التي صنعت أمجاد وأفراح وعمالقة المسرح الجزائري كانت مقتبسة أو مترجمة من الأدب العالمي، فتقييم أو نقد العمل المسرحي مثلا يمكن أن أوافقك عليه إن كان في مجالاته الفنية، أو البناء الدرامي للعمل مثلا، لكن تقييم العمل بالرداءة فقط لأنه مقتبس أو مترجم من الأدب العالمي فهذا لا أوافقكم عليه· هل هناك من تجرأ على القول أن مسرحية ''الحافلة تسير'' رديئة مثلا؟ أكيد لا، ومع هذا فهي اقتباس من نص ''عبد القدوس'' ''سارق الحافلة''، فإن أردنا أن نقيم المسرحي الجزائري فلنقيمه بالمقارنة إلى ما كان عليه، ففي الطبعة الأولى من المهرجان كانت فيه 7 مسارح جهوية، واليوم في الطبعة الخامسة شارك فيها 14 مسرحا، وبطاقات شبانية تعد بالكثير، إن أردنا أن نقيم فليس بالقول وفقط بل يجب أن نعمل من أجل هؤلاء الشباب · بدون ذكر الأسماء، هناك من ينتقد المهرجان والمسرح الجزائري، هل من الممكن سماع رأيكم في هذا؟ هؤلاء ممن يريدون أن يصنعوا لأنفسهم بأي طريقة، بل ويعتقدون أن رأيهم هو الصواب بدون إعطاء الدليل، فقط أقول أن هؤلاء لا يفرقون أبدا بين امحمد بن قطاف والمسرح الجزائري، فإن كانوا يهاجمون بكلامهم هذا المسرح الوطني الجزائري، فمن بينهم من شارك في العمل المنجز فيه، وهناك من كرم فيه، أما إذا كانوا يقصدون بكلامهم الفنان امحمد بن قطاف، فهو لن يقول شيئا، فأعماله هي التي يمكن أن ترد عليهم، فقط أريد منهم إن كانوا يريدون مساعدة المسرح الجزائري فهذا لا يكون بالثرثرة، فمدير المسرح اليوم استطاع أن يقدم كل شيء من أجل من يريد العمل، أما التمثيل أو الإخراج أو أي شيء آخر فلا يمكن أن يقوم بهذا في مكانهم، أما هم فعوض الثرثرة في المنتديات والمواقع الإلكترونية، فأدعوهم إلى كتابة نص مسرحي أو مشروع من هذا القبيل يمكن أن يستفيد منه الشباب الواعد والفن الجزائري، فستكون أبوابه مفتوحة لهم إن استطاعوا أن يبرهنوا على قدراتهم الإبداعية· وأين يمكن أن نصنف المهرجان اليوم في خارطة المهرجانات العالمية؟ حتى وإن كان مهرجانا وطنيا، فالحضور المميز فيه سواء من الناحية الفنية، أو الأكاديمية، فهو يضاهي الكثير من المهرجانات الدولية، فكما قال أحد النقاد العرب في كتاب له أن ''المهرجان الوطني الجزائري للمسرح المحترف ولد عملاقا'' وسيظل كذلك، ففي الطبعة الخامسة كانت هناك الكثير من الكتابات لمحافظة المهرجان من مسارح، أكاديميين وحتى فرق حرة من كل الأقطار أرادت المشاركة، بل فيه من عرض دفع تكاليف السفر، وهذا لا يدل إلا على الصدى الطيب الذي حققه في خمس سنوات فقط· ولكن المهرجان سيكون له شأن عظيم وسيكون ملتقى لكبار الفن المسرحي الجزائري وسفراءه·· هذا فقط في السنوات الخمس القادمة، وستكون الشباب العاشق للفن والمتكون أكاديميا والذي يتم انتقاده اليوم هو من يصنع الفارق، ومن فاته القطار فعليه أن··