ضبط الجزائريون توقيتهم، أمس، قبيل ساعات من بداية المقابلة الموعودة والفاصلة بين الفريق الوطني الجزائري ونظيره منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، ناهيك عن الحالة الهستيرية التي سادت مختلف شرائح المجتمع الجزائري صغيرا وكبيرا حالة من الترقب وساعات تحسب بالسنوات في انتظار ساعة الفرج وتأهل رفقاء بودبوز، الكل يدري حجم المسؤولية الملقاة على عاتق ''الخضر''، لذلك لا ينتظر منهم سوى تشريف الألوان الوطنية ولعب مباراة تليق بحجم المونديال وحجم الجزائر··· الترقب ساد كل هياكل الدولة من أعلى إطار سامي في الدولة إلى أبسط عامل، الكل اتفق على أن الحياة ستنتهي العادية، تنتهي عند الساعة الثالثة زوالا، بينما ارتأى الكثيرون تقديمها بساعات لترقب آخر الأخبار حول الفريق الوطني ومستجدات التشكيلة التي سيدخل بها سعدان التاريخ إن حقق الانتصار المنشود. ''الجزائر نيوز'' تنقلت إلى بعض المرافق الحيوية التي من المعتاد أن يرتادها الجزائريون بدافع الحاجة الماسة إليها ورصدت الأجواء داخلها والمتمثلة في الإدارات العمومية والمستشفيات والأسواق ومحطة تافورة لنقل المسافرين. البليدة وشرشال واسطاوالي والقليعة رحلة واحدة لا أكثر أجمع كل الناقلين على أن ساعة التوقف عن العمل لن تتعدى منتصف النهار والواحدة زوالا في أسوأ الحالات ومن الناقلين من قال إنه سينقل المسافرين في اتجاه واحد ولن يستمر في العمل، الإجماع على التوقف عن العمل في هذه الحالة شمل عدة خطوط خاصة تلك التي تنقل المسافرين على المسافات الطويلة كشرشال والبليدة وسطاوالي والقليعة التي وقع مسافروها ضحية هذا القرار الذي اعتبره الناقلون فوق استطاعتهم، فالأمر فصل فيه يوم تأهل الجزائر إلى كأس إفريقيا للأمم وفي المباراة الفاصلة لأم درمان· أما أصحاب الخطوط القريبة التي تعمل في العاصمة، فإن ساعة العمل ستستمر إلى حدود الساعة الثانية زوالا كباش جراح وساحة الشهداء وباب الوادي وبئر مراد رايس... وغيرها محطة المسافرين الخروبة إلغاء 70 بالمائة من الرحلات وكل شيء مبرمج بعد الساعة الخامسة لم يسبق وأن كانت أكبر محطة لنقل المسافرين في الجزائر بذلك الهدوء وقلة الحركة حتى في أيام الأعياد وأيام العطل· عملية اقتناء التذاكر والحجز تقريبا منعدمة، إن لم نقل أنها بعيدة كل البعد عن المستوى المعهود، وإن وجدت فإن الأمر اقتصر على كبار السن والنساء غير المولعات بكرة القدم ولا يهمهم المقابلة بقدر ما تهمهم النتيجة، لكن هذا لم يمنع أصحاب الحافلات، وبالخصوص السائقين والقابضين إلى التذمر والسخط على العمل في مثل هذا اليوم، حيث يقول أحد الناقلين العاملين على المسافات الطويلة ونخص بالذكر خط العاصمة - عنابة، أنه لن يتمكن من متابعة اللقاء، لأن الحافلة ستنطلق في حدود الساعة الحادية عشرة ولن يتوقف إلا في ولاية سطيف في حدود الساعة الثالثة والنصف زوالا، وهو ما لم يهضمه الناقل وأثار سخطه· بينما أكدت لنا إحدى الموظفات في محطة الخروبة أن عملية الحجز عبر الشبابيك جد ضعيفة، وقالت إن الإقبال منعدم تماما وإن وجد فإن عملية الحجز تتم لما بعد الخامسة مساء. أما أحد الموظفين، فأكد لنا أن الناقلين وأصحاب الحافلات منحوا عطلة لسائقيهم حتى يتسنى لهم متابعة المباراة بكل هدوء، ما اضطر إلى إلغاء العديد من الرحلات بنسبة 70 بالمائة وقت المباراة· مستشفى بارني الحد الأدنى من العمل والتلفاز لمن استطاع إليه سبيلا من أكثر المؤسسات حساسية هي المستشفيات التي لا يمكن أن تتوقف عن العمل مهما كانت الأسباب، غير أن الكثير من الأطباء والممرضين انشغلوا بالبحث عن تلفاز صغير وجهاز استقبال لمتابعة المقابلة على الأرضية على الأقل بين الفينة والأخرى، كما تقاسم الأطباء العمل ربع ساعة بربع ساعة حتى يتسنى لهم متابعة اللقاء والتكفل بالمرضى الذين تستدعي حالتهم الرعاية والمتابعة· الأسواق أغلقت على الساعة الثانية زوالا لم تختلف الأسواق الشعبية والأسواق المغطاة كثيرا عن باقي الأيام، حيث عرفت اكتظاظا كبيرا، غير أن الاستثناء في نهار الأمس تمثل في أن الأسواق تغلق كلها في حدود الساعة الثانية زوالا، وهو ما أدركه المواطنون الذين اقتنوا كل مستلزماتهم تحسبا للمقابلة بحكم أن كل شيء سيغلق وستنتهي كل عمليات البيع والشراء باقتراب ساعة المباراة، وهو الحال الذي كان عليه سوق ميسوني المغطى للخضر والفواكه، حيث أعلم التجار كل الزبائن أن معاملات البيع والشراء ستنتهي في حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا· مراكز البريد تعمل ولكن·· لم تسلم مكاتب البريد المعروفة بالعمل رغم كل الظروف والأسباب، حيث لم يتلقوا أي بيان بإنهاء العمل من قبل المديرية العامة التي ارتأت أن يستمر عملهم حتى في وقت المباراة، وهو ما أثار تذمر الموظفين· لكن هذا الإجراء لم يمنعهم من التحايل والحصول على تلفاز صغير وضع على مستوى أحد المكاتب يمكنهم من متابعة اللقاء والعمل بالمناوبة بين الموظفين·