إنتقل، أول أمس، إلى رحمة الله بالبليدة، المطرب الشعبي عبد القادر قسوم إثر تعرضه لسكتة قلبية وهو على متن سيارة أجرة حيث نقل على جناح السرعة إلى مستشفى فرانتز فانون ولكن القدر كان أسرع، وقد جاء رحيله بعد 04 سنة من العطاء الفني حيث كان من بين حملة مشعل ''الشيوخ'' السابقين الذين شيدوا أساس الفن الشعبي، حيث أعاد إحياء قصائد مثل ''قولو لشهيلة لعياني'' و''عزيز علي سيدي رسول الله'' و''محمد محمد صلوا يا الأمة عليه'' وغيرها·· عبد القادر قسوم من مواليد 12 أفريل 1946 بالبليدة، تعلم العزف على الناي والهارمونيكا وهو لم يتجاوز 8 سنوات، إحتك في بداياته الفنية بأعمال الفنان الحاج مريزق ثم انتقل الى أحد أعمال الحاج محفوظ ''بالله يا الشمعة''، وبعد التكوين المتميز الذي تلقاه في مدرسة الشيخ صالحي، أو محي الدين محمد كما يلقب، وهو إبن أخ الشيخ محفوظ، تمكن من إحياء بعض الحفلات العائلية، وقد أسس في 1966 فرقته الخاصة الأولى خفية عن معلميه واحتراما لهم· وقد ظهر للمرة الأولى في نفس السنة عبر أمواج الإذاعة الوطنية رفقة الفنان القدير رابح درياسة، لكن هذه التجربة لم تكن ناجحة بالنسبة إليه، ولذلك إبتعد عن الغناء ثم عاد إلى الساحة الفنية سنة ,1969 بمناسبة مهرجان الأغنية الشعبية، حيث حصل خلاله على الجائزة الأولى بعد أدائه لأغنية ''جا للكون باش ينذكر''· إنتقل الفنان الراحل عبد القادر قسوم بعد ذلك إلى التلفزيون حيث قدم حفله الأول رفقة فرقته الموسيقية سنة ,1970 وقد لقي الفنان تشجيعا كبيرا من طرف كل من المعلم ''بوعلام جنادي'' و''دحمان بن عاشور'' و''محمد مسراوي'' وخصوصا الفنان ''رشيد محمد''· وفي سنة 1974 سجل قسوم بعض الأغاني ليطلق في سنة 1976 ألبومه الأول، وقد كان ذلك بمساعدة مصطفى سكندراني ومحبوباتي، ليدخل بعد ذلك تجربة الأغاني القصيرة بعد تأديته لأغنية ''يا يحلا ويعيش بيه حاجبي''، وعاد للإختفاء ثانية عن الساحة الفنية ليأخذ لنفسه وقتا من الراحة ويفكر في إنتاجاته الفنية المقبلة· في سنة 1989 وبعد تفكير معمق قدم اقتراحه الفني لدار الإنتاج ''الألحان'' حيث سجل أغانيه الخاصة وبعض أغاني محمد طوبال ونور الدين بن غالي ومحمد وجدي وغيرهم، وقد حمل شريطه الموسيقي هذا العديد من الأغاني على غرار ''الكاوي'' و''صبرني التهام'' و''لحباب عملو لويلة'' و''شهلة لعياني'' وقد لقي هذا الشريط شهرة وإقبالا كبيرين· وقد كان الراحل من الجيل الثالث لفن الشعبي في الجزائر رفقة فنانين آخرين برزوا وأعطو هذا الفن نفسا جديد مثل عبد القادر شاعو واعمر الزاهي وعبد الرحمان القبي وكمال بورديب وعبد وحسيسن سعدي وعبد القادر شرشام والشاذلي معمر وابراهيم باي والحبيب بن الطاهر ومحمد طوبال ورشيد نوني وعمر بوجمية وغيرهم· وقد صنع عبد القادر قسوم لنفسه شكلا خاصا به، بمزجه بين مختلف الفنون في أغانيه وألحانه فجمع بين الأندلسي والحوزي واقتبس من الفن الشعبي الذي اشتهر به محمد العنقة، وقد ساعده في مشواره الفني كل من مصطفى كشكول والشيخ بوعلام الجندي ودحمان بن عاشور والحاج مجبور وغيرهم·