لا تزال العديد من بلديات ولاية بومرداس تعاني من العطش الشديد هذه الأيام، ما أدى بسكان بعض البلديات إلى الإقدام على غلق الطرق الوطنية احتجاجا على غياب هذه المادة الحيوية عن حنفياتهم في ظل الحرارة الشديدة التي تعرفها الجزائر· فرغم الوعود الكثيرة التي تطلقها الجهات الوصية التي أكدت في أكثر من مناسبة أنه سيتم القضاء بصفة نهائية على مشكل غياب الماء الشروب في بعض المناطق، والتي سيتم تزويدها بالماء انطلاقا من مياه سد تاقصبت، إلا أن الاحتجاجات المتكررة لسكان بعض المناطق وإقدامهم على غلق الطرق الوطنية وعرقلة حركة المرور على مستواها يشير إلى أنها وعود فقط، فحتى البلديات التي تم تزويدها بمياه سد تاقصبت لم تنجوا من الاحتجاجات مثلما هو الحال ببلدية تيجلابين التي أقدم سكان قرية المرايل على غلق الطريق الوطني رقم 5 ومطالبة الجهات الوصية بتزويدهم بالماء الشروب في ظل الحرارة الشديدة التي تعرفها البلاد، حيث قال المحتجون في حديثهم ل ''الجزائر نيوز'' أن المشاريع التي تطلقها السلطات المحلية بتزويدهم بالماء الشروب لم تر النور بعد، وأنهم يدفعون ثمن ذلك -على حد قولهم- مضيفين في السياق ذاته رغم أن بلديتهم تم ربطها بمياه سد تاقصبت، إلا أنهم مهمشون ولا زالوا يعانون الأمرين جراء غياب الماء عن حنفياتهم، يضيف محدثونا· وفي سياق متصل، احتاج سكان برحمون بقورصو على نفس المشكل وأقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 5 لمرتين تعبيرا منهم على غضبهم من انعدام الماء الشروب عن حنفياتهم، وقال أحد المحتجون في حديثه ل ''الجزائر نيوز'' لماذا تُقطع عنا المياه في حين لا يعرف سكان مدينة بومرداس عاصمة الولاية هذا المشكل، وأضاف محدثونا أنه في المرة الأولى من احتجاجهم قامت الجهات الوصية بتزويدهم بالماء الشروب، ولكن بمجرد أن هدأت الأوضاع -يقول محدثونا- عادت الأوضاع إلى ما كانت عليه، وهو نفس المشكل الذي عرفه سكان ساحل بوبراك بسيدي داوود، الذين أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 24 للمطالبة بحقهم في الماء الشروب· وقد أجمع محدثونا على المعاناة الكبيرة التي يتجرعونها في ظل غياب الماء الشروب، والتكاليف التي أنهكت كاهلهم نتيجة شرائهم لصهاريج الماء التي غالبا ما يقتصر استعمالها على الأشغال المنزلية، واضطرارهم لاقتناء قارورات المياه المعدنية، وهو مازاد من استياء المحتجين الذين طالبوا الجهات الوصية بالتدخل ووضع حد لهذا المشكل الذي يزداد حدته في فصل الصيف·