علمت ''الجزائرنيوز'' من مصادر أمنية مؤكدة أن التحقيق الأولي الذي توصلت إليه مصالح أمن تيزي وزو تشير إلى أن السيارة المفخخة من نوع ''حت'' طراز ''بيك آب''، التي استعملتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، فجر أول أمس، لتفجير مقر الدرك الوطني الشعبي ببلدية آث عيسي، وخلفت قتيلين و10 جرحى، تم تجهيزها بضواحي بني دوالة، وأنها لم تتجاوز أي حاجز أمني في المنطقة· وحسب مصادرنا، فكل نقاط المراقبة والحواجز الأمنية المتواجدة في منطقة جنوب وجنوب شرق مدينة تيزي وزو تتوفر على كاشفات المواد المتفجرة، وجاء كذلك في التحقيق الأولي أن هذه العملية الانتحارية نفذها إرهابي ينشط في سرية بني دوالة· وحسب ما أكده المتتبعون للشأن الأمني في منطقة القبائل في تصريحهم ل''الجزائرنيوز'' فإن أمير سرية بني دوالة المدعو محند أورمضان المكنى ''الخشخاش'' الذي عُيّن مؤخرا على رأس هذه السرية هو من خطط لهذه العملية الانتحارية، كردّ منه على الحكم الذي أصدرته محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو منذ ثلاثة أسابيع، وأدانته غيابيا بالحكم المؤبد، وحسبهم فهذا الإرهابي فضل أن ينفذ هذه العملية في بلدية آث عيسي التي تعتبر مسقط رأسه حيث يبعد منزله العائلي بحوالي 150 متر من موقع الانفجار، ليبرهن للأمير الوطني عبد المالك درودكال أنه يستحق حقا هذه المسؤولية والمهمة التي أوكلت له، علما أن درودكال هو من عيّنه شخصيا على رأس سرية بني دوالة، رغم أن هذا القرار لقي انتقادا ورفضا شديدين من طرف بعض قيادة التنظيم الإرهابي بعد وصفهم للإرهابي ''الخشخاش'' بالضعيف، ولم ينفذ أي عملية إرهابية في منطقته بالرغم من أنه يعتبر من أقدم عناصر ''الجيا''، وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فهذا الصراع جعل سرية بني دوالة تظل دون أمير لأكثر من سنة بعد القضاء على أميرها الأسبق في كمين نصبته قوات الأمن بضواحي بني دوالة· وفي سياق متصل، فقد أكدت مصادر أخرى لها صلة بملف مكافحة الإرهاب أن أحد الإرهابيين التائبين مؤخرا كشف لمصالح الأمن خلال عملية التحقيق أن تعيين ''الخشخاش'' أميرا على سرية بني دوالة، جاء هذا بعد قبوله لكامل شروط الأمير الوطني عبد المالك درودكال والمتمثلة خاصة في تنفيذ عمليات انتحارية بولاية تيزي وزو وتجنيد عناصر جديدة في صفوف التنظيم الإرهابي وتوريط شباب في الجماعات الإرهابية بكل الوسائل· إلى جانب ذلك، فقد فسر متتبعون للشأن الأمني هذه العملية الانتحارية بسعي ما يسمى ب''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' إلى استعادة مكانتها وخلقها لحالات الخوف والترهيب بمنطقة القبائل قصد وضع حد للهبّات الشعبية التي يفجرها سكان منطقة القبائل المنددة بالإرهاب خلال كل عملية اختطاف، ومحاولة لكسر الوقوف الشجاع لسكان هذه المنطقة في وجه الإرهابيين وانتزاع المختطفين من أياديهم دون دفع فديات، ما حرم الجماعة السلفية من مصدرها الرئيسي للتمويل ، كما أشاروا إلى أن الأمير الوطني للجماعة السلفية للدعوة والقتال عبد المالك درودكال المكنى ''أبو مصعب عبد الودود'' يريد كذلك من خلال تنفيذ عمليات انتحارية إخفاء فشله الذريع الذي تعانيه معسكراته على مستوى كل السرايا والكتائب النشطة في البلاد، لاسيما في منطقة القبائل، التي تشهد انتشارا كبيرا لقوات الأمن في مختلف مناطقها، خصوصا مع نجاح المخطط الأمني الجديد الذي صعّب من تنقل الجماعات الإرهابية في الجبال وفي المناطق الحضرية·