دوت العيطة الجبلية سماء جميلة، ليلة أول أمس، ونجم الأغنية اللبنانية عاصي الحلاني يعتلي ركح المسرح الروماني كويكول للمرة الثانية في مشواره الفنيئ· المناسبة التي اختارها ابن لبنان ليدخل بها تاريخ المهرجان عندما صنع الفرجة في سهرة لم تسع فيها مدرجات المسرح الجمهور الغفير الذي غصت به المنطقة وصنع ديكورا مميزا، أكد بأن عرس جميلة السنوي يسير في الطريق الصحيح وأنه استطاع أن يعيد للمنطقة هيبتها ومكانتها التاريخية··· ابن الضيعة اللبنانية اختار لتنشيط الليلة الخامسة من مهرجان جميلة في طبعته السادسة مجموعة من الأغاني التي تضمنتها إصداراته الفنية القديمة منها والجديدة. ولأن الجمهور كان يحفظ كل كلمة رددها عاصي، لم يجد صعوبة في التأقلم، وبمجرد اعتلائه ركح كويكول، حتى اشتعلت المدرجات والكل يهتف باسمه، وقد خُص باستقبال لا يحظى به إلا الكبار، وهو الصّنيع الذي حاول ضيف الجزائر رده من خلال إبداعه في تقديم جميع ما طلب منه، وقد أرفقه برقصات لبنانية شاركه في تأديتها عناصر فرقته الذين اندهشوا لما شاهدوه من فرجة جماهيرية وحفاوة استقبال·· صاحب أغنية ''يا ناكر المعروف'' التي ولج بها عالم الأغنية الشرقية وحقق بها نجاحا رفعه لمصاف الكبار، اختار ''الهوى طاير طاير'' لإطلاق العنان للأفراح والليالي الملاح من على ركح المسرح الروماني قبل أن يواصل برنامجه الفني مع باقة من ألمع ما تضمنته إصداراته الفنية على غرار ''يا طير العالي''، ''دق الحزن بابي''، ''البحر ما في منو رجوع''، ''بعّد عيونك علي''، ''وانت عني بعيد''... وغيرها من العناوين التي حفظها جمهور عاصي عن ظهر قلب، وطالبوه بإعادتها في كل مرة. ولأن الوقت الجميل يمر بسرعة، فإن الساعة والنصف التي وقف فيها فارس الأغنية العربية على ركح كويكول الأخير اختار أغنية ''الهوارة'' من التراث اللبناني الأصيل للإعلان عن انتهائها مودعا الجمهور السطايفي في غمرة من الفرح، ضاربا له موعدا جديدا في الطبعات المقبلة من التظاهرة التي قال عنها بأنها في تطور مستمر، وأن مهرجان جميلة ذاع صيته وارتقى لمصاف المهرجانات العربية الكبرى، بدليل أن جميع الفنانين العرب الذين مروا عبره أصبحوا -حسب عاصي- يفتخرون بالمشاركة فيه وتمنوا جميعهم العودة من جديد لمقابلة الجمهور الجزائري الذي قالوا عنه بأنه رائع ويستحق كل ما هو جميل. عاصي الذي غادر الحفل مسرعا، وقد التفت الجماهير الغفيرة التي حضرت الحفلة حوله، وفي تصريحات مستعجلة للصحافة الوطنية، قال بأن الأزمات التي تعيشها الدول العربية وعجزت السياسة عن حلها يجب أن نستغل الفن لإطفاء نارها، لأنه الرسالة النبيلة التي لا حدود لها ويفهمها الجميع على حقيقتها دون خلفيات، عكس ما هو موجود في السياسة التي جعلت فلسطين عرضة لقنابل اليهود وشعبها لقمة صائغة في يد الصهاينة. عاصي أوضح كذلك بأن ما تعرفه الساحة الفنية العربية من فوضى وانحطاط في المستوى هو قضية مرحلية لابد أن يعود الفن العربي لمكانته التي عرف عليها مع عمالقة الطرب الأصيل، مبرزا في السياق ذاته بأن المهمة ليست سهلة، لأنها لا تتعلق بشخص أو إثنين بل بجيل كامل صار همّه الوحيد تحقيق الشهرة والربح السريع حتى لو اقتضى الأمر تخليه عن جميع مبادئه. فارس الأغنية العربية، أكد في سياق منفصل بأنه يحب الغناء باللهجة الجزائرية لأنها تروقه كثيرا وأن تأديته لأغنية ''عبد القادر يا بوعلام'' خلال السهرة عربون محبة أراد أن يهديها للشعب الجزائري الذي يفتخر به كثيرا لأنه شهم وتاج رأسه النخوة.