يشهد قصر الأمير عبد القادر الجزائري بدمشق مشروع ترميم وإصلاح خلال الفترة الأخيرة بتكلفة مالية تقدر ب500 ألف أورو، وينتظر أن يتم افتتاحه رسميا في نهاية العام الحالي، ضمن فعاليات ندوة دولية حول المدن في منطقة الشراكة الأورومتوسطية· شهد قصر الأمير عبد القادر الجزائري بالعاصمة السورية دمشق فترة طويلة من الإهمال، قبل أن تستلمه محافظة دمشق في الفترة الأخيرة، وتبادر إلى تخصيص مشروع لترميمه، بتمويل من المفوضية الأوروبية قصد تحويله إلى مركز للتنمية المحلية المستدامة، في إطار مشروع تحديث الإدارة البلدية، والبالغة تكلفته المالية 18 مليون أورو، خصص 500 ألف أورو منها لترميم هذا القصر· لم يأتي اختيار هذا القصر بالنظر لميزاته الجمالية فقط، وإنما لما يحوزه أيضا من قيمة ومكانة تاريخية، حيث تقرر أن تخصص إحدى قاعاته لإحياء ذكرى الأمير عبد القادر، إذ أبدت السفارة الجزائرية بدمشق، استعدادها لتزويد المركز والقاعة بكل ما يرتبط بهذه الذكرى وبجميع ما يلزم لإبراز مسيرة ونضال هذا الأمير الوطني والقومي، ومن المتوقع الانتهاء من أعمال الترميم خلال أسابيع· ويعد قصر الأمير عبد القادر الجزائري واحدا من الأبنية التي انتشرت في القرن التاسع عشر حيث يتميز هذا النوع من البناء غالبا بالبساطة في الحلول المعمارية والكلاسيكية الرومنتيكية في معالجة الواجهات، ويسمى هذا النمط بالألماني العثماني نسبة إلى العصر الذي ظهر فيه، وللبساطة والسمات الغربية التي يتميز بها، ويتكون القصر من طابقين، وهي سمة ميزت الأبنية في تلك الفترة ويلاحظ استخدام المسقط المكرر في الطابقين والمسقط البسيط المتناظر على جانبي فراغ مركزي داخلي والفراغات المحيطة، ويتميز القصر بوجود أدراج حجرية تستخدم للتنقل بشكل رئيسي والدرابزينات الخشبية والمعدنية ذات الزخارف النباتية. أما مواد البناء المستخدمة فهي خليط من المتناقضات تجمع بين مواد تقليدية مثل الحجر والخشب ومواد حديثة نسبيا، وقد تم في مرحلة الترميم التي خضع لها القصر طرح عدة اقتراحات ومنها تحويل الطابق الأرضي إلى صالة للإنترنت ومعرض يخص الأمير عبد القادر الجزائري يعرض فيه كل ما له علاقة بحياته في دمشق· وفيما يتعلق بترميم القصر، فقد تم استخدام ألوان متعددة تعطي طابعا جديدا للمبنى بعيدة إلى حد ما عن الإكساءات الأصلية للمبنى وتمت المحافظة على التبليطات الأصلية، وتمت إعادة ترميم الأسقف بشكل يطابق الجملة الإنشائية القديمة المؤلفة من المعدن والخشب والأسقف القرميدية، وتم استبدال القطع القديمة بأخرى جديدة مشابهة للقديمة· وبخصوص الأدراج فقد تم الحفاظ على الدرج الحجري المؤدي إلى الطابق الأرضي من الواجهة الشرقية، وتم إدراج درج خشبي جديد في الطابق الأول يربطه مع السطح، وأعيد بناء الأجزاء المفقودة من الدرج الخارجي· أما بالنسبة للغرفة ذات السطح الجملوني الموجودة على السطح فقد تم الإبقاء على بعض عناصر الهيكل الخشبي الخاص بالجملون واستبدلت الجدران الخشبية بجدران جديدة من المادة نفسها، واستخدمت إكساءات جديدة للنوافذ والأبواب أعطتها صورة مختلفة بعض الشيء عن القديمة· للإشارة، فإن المساحة الطابقية للقصر، الذي يقع في ضاحية دمر غرب دمشق، تبلغ نحو 1000 متر مربع، وهناك حدائق وأراض محيطة بالمبنى تبلغ مساحتها 10 آلاف متر مربع، وتم إنجاز هذه المراحل بميزانية تجاوزت 1 ,4 مليون أورو·