صنع ''رايان'' ذو الثلاث سنوات مأساة حي بلكور العتيق وسط العاصمة، بعد أن شاعت أمس أخبار حادثة سقوطه ليلا من شرفة شقة والديه بالطابق الثالث للعمارة·· الأسباب والملابسات توحي بسيناريو تراجيدي أدخل الجميع في حيرة كبيرة مثلما وقفت عليه ''الجزائر نيوز'' بموقع الفاجعة·· كان من السهل على أي شخص البارحة ملاحظة المأتم المفجع وهو يدخل حي ''لاسلاس'' ببلكور، إذ لم يكن مأتما لشخص عادي زاره الموت على فراشه بعد عمر مديد، بل هو مأتم تراجيدي لطفل صغير لا يتجاوز من العمر ثلاث سنوات ونصف، مات في مشهد مأساوي مروع بعد أن سقط من الطابق الثالث للبناية التي يقطنها والديه·· وفوق هذه الفاجعة التي أدخلت والديه في وضع نفسي صعب للغاية من كثرة لوم أنفسهم في موت فلذة كبدهم بتلك الطريقة -حسب رواية خال الضحية - فوق كل ذلك تزيد رواية أبناء الحي من عمق الجرح وضراوة الألم المعنوي للعائلة· يقول بعض جيران عائلة الطفل رايان، بأن الضحية كان بمفرده في المنزل ليلا، بعد أن تركه والداه نائما بينما خرجا هما في مشوار قصير، رجح أحد الشهود بأنها زيارة عائلية إلى إحدى العمارات الموجودة في الجوار· ويقول أحد الجيران إن ''الطفل استفاق في الليل وبدأ يبحث عن أبويه في المنزل، ومع قلقه المتزايد جراء عدم عثوره عليهما حاول الخروج من الباب فوجده مقفلا، فتوجه إلى النافذة محاولا الاستنجاد بمن في الخارج أو لإسماع صوته، ومع أن النافذة لا تحتوي على تحصينات أو قضبان الأمان، سقط الأخير منها من علو يبلغ حوالي الخمسة عشر مترا''· هذه الرواية جاءت على لسان أكثر من شخصين، عندما كنا نستقي المعلومات حول تفاصيل الفاجعة، مما يرجح لا محالة في التحقيق الأمني فرضية إهمال الوالدين لإبنيهما· لكن بالمقابل، لا وجود لأي معطى من المعطيات الواردة في رواية الجيران على لسان عائلة رايان، إذ التقت ''الجزائر نيوز'' بخال الضحية الذي حاولنا الوصول من خلاله إلى والدي رايان، فدون جدوى· الأم كانت في حالة نفسية شديدة الحدة ''ولا تتوقف هي وزوجها عن لوم نفسيهما على ما حل بهما من المصاب الجلل''· ونفى الخال ''س'' أن يكون رايان قد سقط من البناية في غياب والديه، وقال ''إن الناس يتحدثون دون معرفة الحقائق، فماذا يفعل زوج وزوجته على الحادية عشر ليلا في الخارج، بينما ابنيهما في المنزل بمفرده؟''، متسائلا بملامح يسودها الأسى والتأسف من تأويلات الجيران، وأضاف ''كان الطفل يتفرج على الرسوم المتحركة، وكان الأب في الصالة مع ابنته الصغيرة، أما والدة رايان فكانت في الحمام''، ثم أردف أيضا ''من عادة رايان أن يطل من النافذة، إذ كان يضع الكرسي ويصعد ليشرئب برأسه ليرى بفضول الأطفال وما يجري تحت، وكان دوما تحت رقابة والديه''· خال رايان أكد لنا بأن الوالد كان في المحكمة لتتبع الإجراءات القانونية المنصوص عليها في حال وقوع حادثة مماثلة، معتبرا ما تعرّض له ابن أخته الملائكي قضاء وقدرا محتوما· حسب رواية الخال أيضا، فإن رايان كانت إصابته البليغة التي أودت بحياته هي تلك التي كان موقعها في الرأس وبالضبط وراء الأذن، فقد جراءها كثيرا من الدم، وقال أيضا بأنه لا يعلم ما إذا كانت الوفاة مباشرة بعد السقوط أو في المستشفى أو خلال الطريق إليه··