تعرف حصوات الكلى بأنها ترسبات في منطقة مجرى البول، إذ تتواجد بأحجام مختلفة امتدادا من الكلية إلى الحالب إلى المثانة أو مجرى البول· ويمكن لهذه الحصوات أن تنتقل إلى أسفل المنطقة البولية، بحيث تستقر في أي مكان ويمكن أن تتسبب حركة الانتقال هذه بالشعور بمغص كلوي وألم حاد· ومن أكثر الأعراض شيوعا في حالات حصى الكلى هي الألم العميق والحاد في منطقة أسفل الظهر· ويمكن للألم أن يتسع نحو المثانة عند الإناث وفي الخصية عند الذكور مع الشعور بألم تموجي يؤدي إلى نقص في كمية البول· ويوجد هنالك العديد من أنواع الحصوات والتي تختلف باختلاف تكوينها، ولكن أغلبها تحتوي على عنصر الكالسيوم· فمن أكثرالحصوات إنتشارا لدينا هي حصوات أملاح الأوكسالات والفوسفات والكربونات وحمض اليوريك· وتزداد نسبة الإصابة بتكون الحصوات في الكلى مع وجود عامل وراثي، إلى جانب انخفاض النشاط البدني والرياضة، وقلة تناول السوائل والماء متزامنة مع وجود خلل في عمليات الجسم الحيوية، خاصة تلك المتعلقة بعناصر غذائية معينة كالسيستين والأوكسالات وحمض اليوريك، وعنصر الكالسيوم، إذ تؤدي زيادة إفراز الكالسيوم في البول إلى زيادة فرصة تكون الحصوات في الكلى· ولعلني أبدأ ببعض الممارسات الدارجة لدى مجتمعنا والتي بدورها قد تزيد من فرصة تكوين الترسبات والحصوات· فمن الدارج لدى العديد من أفراد مجتمعنا مثلا هو إتباع حمية عالية البروتين من أجل تخفيف الوزن (خاصة بما يتعارف عليه لدينا بحمية أتكينز) أو تناول منتجات خاصة غنية بالبروتين لبناء المزيد من العضلات (خاصة لدى الشباب المعنيين بكمال الأجسام أو هؤلاء من رواد النوادي الرياضية والرياضيين)، فإن زيادة كمية البروتين هذه يجب أن تكون مدروسة خاصة مع مراعاة أية ظروف أخرى قد تتسبب في زيادة فرصة تكوين الحصوات· إذن، فلممارساتنا الغذائية ونمط حياتنا دور لا نستطيع جهله في حالات تكوين الحصوات المتكونة والوقاية من حدوثها، خاصة عندما يتعلق الأمر بتغيير في حموضة أو قلوية البول· فمثلا، تزيد حموضة البول نتيجة تناول كميات كبيرة من البروتين في اللحوم والدواجن والأسماك والبقوليات بأنواعها كالفول والفاصوليا· وزيادة البروتين هذه تؤدي إلى ترسيب بعض الأملاح التي عادة ما تذوب في البول، مثل أملاح أوكسالات الكالسيوم وأملاح حمض اليوريك، ويؤدي تجمع هذه الأملاح إلى تكوين حصوات الأوكسالات وحمض اليوريك· من ناحية أخرى، فقد تزيد قلوية البول نتيجة تناول بعض أنواع الخضروات الورقية بكثرة كالسبانخ والسلق، وتناول بعض أنواع الفواكه بكثرة كالتوت الأسود· وعندما تزيد قلوية البول بدرجة كبيرة، تترسب أملاح الفوسفات والكربونات على صورة حصوات· ولهذا فإننا نوصي بالإعتدال فى تناول كميات الأطعمة المختلفة بالدرجة الأولى مع مراعاة التوازن والتنوع فيما نتناوله لكي نتجنب القلوية الزائدة أو الحموضة الزائدة في البول· ومن الإرشادات الغذائية العامة والهامة لدى المصابين والمصابات بهذه الحصوات هي: تحديد كمية الكالسيوم المتناولة خلال اليوم إلى 800 ملغم في اليوم (أي بمعدل 2 كوب من الحليب أو اللبن) مع مراعاة تحديد كمية فيتامين دال أيضا، إذ يساعد فيتامين دال على تكون حجارة الكالسيوم· كما ينصح بتحديد كمية الأسماك الصدفية واللحوم الحمراء المتناولة نظرا لاحتوائها على أحماض والتي بدورها تساعد في تكوين الحصى الحمضية· وينصح أيضا بتحديد نسبة ما نتناوله من خضار ورقية خضراء، الفاصوليا، التوت الأسود، الشاي، القهوة، الشوكولاتة، المشروبات الغنية بفيتامين جيم (C)، والفول السوداني لأنها تحتوي على مادة الأوكسالات المكونة للحصوات· كما يتم التركيز على الإكثار من كمية السوائل لمنع الجفاف وتسهيل مرور الحصوات في البول، ويعني النشاط البدني والحركة بممارسة بعض التمارين المتخصصة طبقا لتعليمات معينة وحسب الحالة الصحية الخاصة لكل مريض، وننصح بتمرير كل كمية بول عبر الشاش وذلك لتصفية البول وملاحظة أي حصوات صغيرة أو رمل وإبلاغ الطبيب بها·