دعا الدكتور ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول قيادة الجبهة في الخارج، مؤتمر فتح ببيت لحم الخروج ''بمراجعة شاملة وجذرية للبرنامج الوطني الفلسطيني، وإعادة النظر في عملية السلام ذات المرجعية الأمريكية''، مطالبا القيادة الفلسطينية بإحالة الملف كاملا إلى الأممالمتحدة، والإعلان عن عدم جدوى عملية التفاوض العبثي· كيف تتابعون انعقاد المؤتمر السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ''فتح'' في بيت لحم؟ الواقع أن مؤتمر حركة ''فتح'' ينعقد في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الفلسطينية تحديات كبيرة وخطيرة، نتيجة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، الذي أنتج صراعا ومواجهات بين حركتي فتح وحماس بشكل لم تعرفه الساحة من قبل، كما أنه يأتي في الوقت الذي تعرف فيه القضية ككل تحديات جمة، تستهدف جوهرها ، سيما بعد وصول المتطرف بنيامين نتنياهو للحكم في إسرائيل، وبالتالي فإننا نتطلع أن تمثل هذه التطورات الخطيرة والدقيقة سببا إضافيا للأخوة في ''فتح'' حتى يعملوا على الخروج بمراجعة جدية وشاملة للبرنامج الوطني الفلسطيني ويبتكروا المخارج المناسبة للحالة القائمة، على أن تكون مبنية على الثوابت الوطنية الفلسطينية المتمثلة في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، الدفاع عن حق عودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والحق في مقاومة المحتل وفقا للشرائع الدولية· وما يهمنا بالدرجة الأولى نحن في الجبهة الشعبية هو ''الرؤية السياسية''، لهذه الحركة وللسلطة ككل، حيث أن مسار التفاوض العبثي لم يعد مجديا، وعلى الأخوة في ''فتح'' أن يقيموا الفترة الماضية من هذا المسار، ويستخلصوا الدروس منها، وهذا يتطلب مراجعة جذرية للمسار وللبرامج السياسية، بما يسمح بتبني خيارات مختلفة، بعدما أثبتت الوقائع أن ''مسيرة أوسلو'' لم تحصد سوى السراب، وأن السلام مع إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة يعد دربا من الأوهام، حيث -كما تشاهدون- إن وتيرة الاستيطان في تنامي مطرد في تحدي وتنصل من كل الالتزامات الموقعة· وفي غياب دور أمريكي وأوروبي فاعل وضاغط على الحكومات الإسرائيلية · بخصوص الخيارات التي تشيرون إليها، الرئيس أبو مازن في خطابه أمام المؤتمر أشار إلى أن حركته ملتزمة بالسلام كخيار استراتيجي مع الاحتفاظ بالحق في مقاومة الاحتلال، كيف تقرأون هذه الثنائية؟ موقفنا واضح، نحن لا نرى أي جدوى لاستمرار عملية السلام، وبالتالي لا نرى أنها خيارا استراتيجيا للشعب الفلسطيني، كما يعتقد الأخوة في ''فتح''، وحصاد السنوات الماضية هو خير دليل على ''ما ندعو له''، وبالتالي فإننا نعتقد أن العملية السياسية السلمية التفاوضية قد كشفت عن عوراتها وعدم جدواها، وعلينا العودة إلى الخيارات الأخرى سيما في ظل تنصل القوى الدولية عن الالتزامات التي تعهدت بها للشعب الفلسطيني، ودخولها في مرحلة ''الخداع السياسي''· وما هي البدائل والخيارات التي تشيرون إليها، هل هي المقاومة المسلحة؟ البديل هو صيانة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وصياغة ميثاق مشترك بين كل القوى والفصائل، ونقل ''ملف القضية'' إلى هيئة الأممالمتحدة لوضعها أمام مسؤولياتها التاريخية لا سيما وأنها سبق وأن اتخذت قرارات عادلة بشأن قضيتنا· والتخلي عن المرجعية الأمريكية التي لم تحقق شيئا للشعب الفلسطيني، بجانب التشبث والتمسك بحق مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، لذلك ندعو الأخوة في مؤتمر ''فتح'' أن يكونوا في مستوى التحدي، وأن يأخذوا في الاعتبار كل تلك الحقائق، كما نتمنى لهم مؤتمرا موفقا وناجحا·