اعتبر مسؤولون من جبهة البوليساريو بأن الاجتماع غير الرسمي الذي سيلتقي فيه ممثلون عن الجبهة بمسؤولين من الحكومة المغربية يوم 10 أوت القادم بالعاصمة فيينا، سيكون نقطة سوداء جديدة ضمن مسلسل اللقاءات الثنائية العقيمة بين الجانبين تمهيدا للجولة الخامسة للمفاوضات الثنائية المتعطلة والذي لم يحدد تاريخها بعد· وعلق بشرايا بيون ممثل الجبهة في إسبانيا عن هذا الاجتماع قائلا بأن المغرب استجاب لضغط الرئيس أوباما غير أن هذا الاجتماع لن يأتي بنتائج ستذكر لأن الملك محمد السادس يريد أن يربح الوقت مرة أخرى لا غير· وقال بشرايا بيون في تصريح خاص ل ''الجزائر نيوز'' بأن الملك محمد السادس قد جدد مناوراته لتظليل المجتمع الدولي عن حل عادل للقضية الصحراوية خلال احتفاله بعيد العرش، وأضاف بأن لقاء فيينا الذي سيغيب عنه أعضاء ملاحظون عن الجزائر وموريتانيا لأول مرة يمكن أن يفسر كاستجابة مغربية للرسالة التي بعث بها الرئيس أوباما إلى محمد السادس والتي دعاه فيها إلى العمل على تحقيق السلم والاستقرار في المنطقة والسعي لإيجاد حل شرعي للقضية الصحراوية وفق مخطط الأممالمتحدة وتوصيات المبعوث الخاص كريستوفير رويس دون الإشارة إلى الطرح المغربي، في الوقت الذي انطلق فيه الكونغرس الأمريكي من جانبه بالعمل على فتح قناة ضغط دبلوماسية لحث المغرب على التخلي عن أطروحته في الحل الثالث للنزاع الصحراوي وفق مطالب الاستقلال الجهوي، فممثل البوليساريو في مدريد يرى بأن اللقاء غير الرسمي بفيينا يعد مطلبا قديما دعت إليه الجبهة لتلطيف الأجواء بين الوفدين خلال جولات التفاوض، غير أن المغرب استجاب، بمفاجأة، لهذا الطلب الذي تقف وراءه مصالح دبلوماسية هدفها تلميع صورة المغرب المسالم على الصعيد الدولي وليس الهدف ضمن استراتيجية الدبلوماسية المغربية العمل على التحضير للجولة الخامسة للمفاوضات التي تعطلت ولم يتمكن الجانبان من إقرار موعد مكان محدد لإجرائها· فوزير الخارجية الإسباني ميغال أنخل موراتينس، هو الذي كلف بالإعلان عن هذا اللقاء غير الرسمي أو البروتوكولي، إن صح القول، بين البوليساريو والمغرب من أجل توضيح الرأي وبحث حل سلمي للقضية الصحراوية وفق مخطط الأممالمتحدة لتصفية الاحتلال المغربي للصحراء الغربية· وكان الإعلان عن الموعد في مدينة طنجة ليس بالصدفة خلال زيارة رئيس الدبلوماسية الإسبانية إلى المنطقة، حيث ترى بعض التحاليل الصحفية والسياسية بأن إسبانيا تريد اقتحام ساحة المفاوضات بين الطرفين، خاصة وأنها تستعد لرئاسة الإتحاد الأوروبي خلال مطلع العام .2010 لكن الدبلوماسية الإسبانية -على رأي المتتبعين للشأن- لا تريد إزعاج الحكم في المغرب وتحافظ على موقف متحفظ سلبيا تجاه حل عادل للقضية الصحراوية رغم مسؤوليتها التاريخية والقانونية لفك هذا النزاع باعتبار أن إسبانيا تخلت عن منطقة الصحراء الغربية للمغرب وفق معاهدة مدريد .1973 غير أن الدبلوماسية الإسبانية وعبر حكومة الحزب الاشتراكي أبدت ميولا للطرح المغربي خلال الفترة الأخيرة· وعلى جانب آخر، العرض الذي تقدمت به إسبانيا إلى الحكومة المغربية من أجل احتضان قمة الإتحاد الأوروبي والمغرب خلال عهدة رئاسة إسبانيا للإتحاد العام القادم من شأنها أن تطلق متنفسا جديدا لدبلوماسية الضغط المغربي في إطار الحل الجهوي الذي يطالب به لطي صفحة نزاعه مع جبهة البوليساريو ، ولإبعاد مستقبل حل النزاع عن مخطط الأممالمتحدة· مراسل الجزائر نيوز من إسبانيا: رفيق زناز