تتجدد معاناة مئات التلاميذ المتمدرسين بالمدرسة الإبتدائية بقرية ''أعفير'' التابعة لبلدية آيت يحيى موسى، 33 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، كل سنة ومع حلول كل دخول مدرسي جديد·· تفتقر مدرستهم لمختلف الهياكل والضروريات التي يحتاجها التلميذ في مساره التعليمي، على غرار قدم أجهزة التدفئة التي تعد من أهم الشروط اللازمة لضمان راحة الأطفال الذين لا يقدرون على احتمال برودة الطقس التي تتميز بها المنطقة، وكذا غياب المطعم المدرسي، حيث تعتمد المؤسسة التربوية على تقديم وجبات باردة للتلاميذ التي تبقى غير كافية خاصة أيام الشتاء، والتي تفتقد أحيانا للشروط الصحية اللازمة، والمكونات الغذائية التي يحتاجها الطفل لاسيما في هذا السن، من أجل ضمان النمو السليم لأجسادهم، الوضع الذي دفع بالعديد من التلاميذ للتنقل في فترة الراحة إلى منازلهم مشيا على الأقدام قاطعين ذلك مسافات تزيد عن أربعة كيلومترات، بهدف تناول وجبات ساخنة، ما يؤثر سلبا على صحتهم ويؤدي إلى ظهور أعراض صحية خطيرة في سن مبكرة، وبالأخص بسبب ثقل المحافظ، الأمر الذي أثار سخط أغلب أولياء التلاميذ من الحالة المزرية التي يتخبط فيها أبناؤهم على مستوى هذه المدرسة، جراء عدم توفرها على مطعم مدرسي، وكذا تعنت السلطات المحلية بما فيها مفتشي مديرية التربية في إنجاز مطعم بهذه المدرسة النائية يوفر للمتمدرسين الراحة ويجنبهم عناء التنقل ويحميهم من المخاطر الصحية التي قد تنجم عن تناولهم وجبات باردة، دون احترام شروط النظافة، بالرغم من الشكاوى العديدة التي رفعوها إلى الجهات الوصية بهدف أخذ الأمور بجدية قبل تفاقمها، إلا أن لا حياة لمن تنادي، وعلى صعيد آخر طرح أغلبية أولياء التلاميذ، مشكل قدم المدافئ الموجودة بهذه الإبتدائية، والرائحة التي لا تطاق المنبعثة منها، ما جعل التلاميذ يواجهون مخاطر أخرى تهدد سلامتهم وصحتهم، ويخلق لهم مشاكل في التنفس داخل الأقسام، بسبب رائحة مادة ''المازوت'' المخصصة لهذه الأجهزة، حيث أضحى من الصعب جدا تحمل هذه الرائحة من طرف التلاميذ وكذلك الأساتذة، على حد سواء، وقد تسببت في الكثير من الحالات في عرقلة السير الحسن للبرنامج الدراسي·