أكدت مصادر مقربة من مديرية البيئة لولاية تيزي، أنها راسلت الوزارة الوصية تطالبها بضرورة وضع مخطط خاص للتكفل ومعالجة النفايات الاستشفائية، وبالتنسيق مع وزارة الصحة كونها المشرفة الأولى على مختلف المؤسسات الصحية، تأتي المراسلة بعد الحصيلة السوداء التي تم تسجيلها على مستوى الولاية في السنوات الأخيرة، وذلك من خلال إنشاء وحدات خاصة لمعالجة النفايات الصحية التي تفرزها مختلف المؤسسات الصحية سواء عمومية كانت أو خاصة، الموزعة عبر مختلف مدن الولاية، وذلك من أجل وضع حد لعشرات الأمراض التي أصبحت تهدد حياة المواطنين بسبب الأمراض المعدية المنتشرة الناجمة من مخلفات هذه النفايات· وحسب ما أكده المصدر ذاته، فإن المعطيات المسجلة على مستوى ولاية تيزي وزو في ما يخص الكميات الهائلة من النفايات التي ترميها مختلف المراكز الصحية المتواجدة فيها، التي وصلت إلى ما يقارب ال 5 أطنان تجمع يوميا من هذه المؤسسات، المشكل الذي يستدعي فعلا دق ناقوس الخطر من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لاحتواء المشكل قبل تفاقمه أكثر، وجعله من الأولويات التي يجب أن تحظى باهتمام كبير من كافة المسؤولين بمختلف القطاعات بالولاية· وفي السياق نفسه، أكد محدثنا أن في الوقت الراهن ولاية تيزي وزو تتوفر فقط على 7 وحدات خاصة بحرق النفايات الاستشفائية، وهذا من بين 16 مؤسسة صحية تحوي عليها ذات الولاية، علاوة على أن هذه الوحدات تعرف جملة من النقائص بسبب الأعطاب المتكررة التي تشهدها أجهزتها، حيث أصبحت هذه الأخيرة غير قادرة على استيعاب الكميات الهائلة من النفايات التي ترميها 10 مستشفيات موزعة على مختلف مدن الولاية، وكذا مستشفيين مختصين، زيادة إلى نفايات 57 عيادة متعددة الخدمات، إضافة إلى 31 عيادة توليد و268 وحدة علاج تابعة للقطاع العمومي، وكذا قمامات 25 مؤسسة صحية خاصة منها 11 عيادة متخصصة و14 مخبرا، مشير إلى أن هذا العجز المسجل في المراكز الخاصة لحرق ما تخلفه هذه المؤسسات الصحية من النفايات وكيفية القضاء عليها، دفع بها إلى أخذ الأمور بجدية لتفادي تسجيل أي مشاكل بسبب هذا الوضع، حيث قررت مديرية البيئة استغلال وحدة حرق متخصصة في مجال معالجة نفايات هذه المؤسسات كمرحلة أولية في انتظار تدعيم هذه الأخيرة بوحدات خاصة لمعالجة هذه نفايات بنفسها، التي تتواجد على مستوى منطقة ''ماكودة'' 22 كم شمال مدينة تيزي وزو، التي تقدر طاقة استيعابها ب 7 آلاف طن سنويا، فمن المنتظر أن تساهم هذه الوحدة في التقليل من حدة المشكل، وتخليص البيئة والمحيط من مختلف الموارد التي تقذف من طرف المؤسسات الصحية، كما أنها ستعمل على ضمان صحة المواطن، وتحد من آفة التلوث التي قد تهدد البيئة إن بقي الوضع على حاله، لاسيما أن ولاية تيزي وزو تعرف نقصا فادحا في المراكز الخاصة لردم النفايات، التي أضحت قضية اليوم، وتشغل بال المسؤولين المحليين بكل مستوياتهم، وكذلك المواطن على حد سواء، نظرا للأخطار المتعددة الناجمة عنها·