وقد جاءت دورة هذه السنة لتؤكد عزم الوزارة على الاستمرار بالرغم من كل المشاكل التي هددت مصير مهرجان وهران، ومع أن القائمين على الدورة الرابعة والمتمثلة في الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بمعية وزارة الثقافة خيب آمال كل الحضور أو لنقل معظمهم، على اعتبار أن حفل الافتتاح شهد العديد من الهفوات التنظيمية التي قضت على عنصر الفرجة والإبهار الذي اعتاد عليه حضور المهرجان والوهرانيون، الذين ظلوا ساعات طويل يقاومون برودة الطقس لمتابعة ما يمكن أن يجلب لهم شيئا من الترفيه· فقد اقتصر عنصر الفرجة على فرقة القرقابو التي صنعت جوا أمتع المئات من المارة الذين التفوا حول مبنى قاعة سينما ''المغرب''، هذه الأخيرة التي عرفت تجديدا كليا لاستقبال التظاهرة السينمائية، ومع أن الكثير من عناصر النجاح كانت حاضرة إلا أن النتيجة النهائية كانت مخيبة للآمال، خاصة فيما يتعلق بحفل الافتتاح، الذي غابت عنه الوزيرة ووالي الولاية المضيفة، ليقتصر الحضور الرسمي على ممثلين لهم، وقد حظيت كل من الفنانة شافية بوذراع والراحل العربي زكال إلى جانب الفنانة الكويتية حياة الفهد على تكريمات خاصة، فقد كان صعود الفنانة الجزائرية أكثر اللحظات إيجابية في حفل الافتتاح، بعدما عبّرت عن حبها الكبير لجمهورها بالجزائر وفخرها بكل تكريم تحظى به داخل الوطن أكثر من أي تكريم في المهرجانات الدولية، وقد نجحت تلك اللحظات في أن تكون اللحظات الوحيدة الممتعة في حفل الافتتاح، ليكرم بعد ذلك الممثل الراحل العربي زكال، حيث صعدت ابنتاه لاستلام الجائزة التكريمية عرفانا لما قدم الراحل للفن الجزائري، ليتأكد الحضور أن الفنانة الكويتية لم تتمكن من الحضور لحفل التكريم، ليتم عرض شريط مسموع مسجل عبر الهاتف تعبر فيه عن تأسفها لعدم القدرة على الحضور، في هذا المقام لا بد من ذكر أن القائمين على المهرجان أغفلوا الكثير من التقنيات التكنولوجية الحديثة التي تسمح بتسجيل الصوت والصورة بجودة عالية ولو عبر القارات بدلا من عرض شريط مسموع غاية في الرداءة كاد يصيب حضور القاعة بالصمم· ومع أن برنامج المسابقات الرسمية في شقيها الفيلم الروائي الطويل والقصير تعد بالكثير من ناحية القيمة الفنية للأعمال المشاركة، على اعتبار أن التظاهرة تشهد مشاركة أكثر من عشرين فيلما قصيرا من مختلف الدول العربية إلى جانب أكثر من عشرة أفلام روائية طويلة، إلا أنه وقع الاختيار على فيلم ''الخارجون عن القانون'' لحفل الافتتاح، مع العلم أن الفيلم سبق أن عرض بوهران قبل أشهر، تماما كما عرض في كل المهرجانات العربية، وبالتالي لم يلفت اهتمام الحضور وعليه سارع حضور القاعة لمغادرة مقاعدهم فور بدء العرض لتبقى القاعة فارغة· المثير أن لجنتي تحكيم للمسابقتين والأفلام المعروضة كانتا كفيلتان بأن تجعلا المهرجان مهما، على اعتبار توفره على أسماء سينمائية وأدبية مهمة، أمثال الروائي الجزائري رشيد بوجدرة وكوليت النوفل، مؤسس مهرجان بيروت، في المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة، إلى جانب النجمة السورية سوزان نجم، في حين وقع الاختيار على النجمة السورية الأخرى الحاضرة في المهرجان ديمة قندلفت، لتكون عضو لجنة التحكيم في مسابقة الأفلام القصيرة· كما شهد المهرجان حضور عدد من النجوم العربية والجزائرية على غرار الممثل حسان كشاش، آمال بوشوشة والممثلة التونسية المقيمة بمصر فريال تونس، وقد حظي كلهم باهتمام كبير من طرف الصحافة المتواجدة في حفل الافتتاح، من جهة أخرى كانت مطربة الراي النجمة الزهوانية الوحيدة من بين نجوم الفن بوهران التي حضرت حفل الافتتاح، وقد لفت حضورها اهتمام الصحافة الوطنية· إنطلق إذن المهرجان بقليل من الفرجة التي اعتادها الوهرانيون وحضور المهرجان خلال الدورات السابقة، ليبقى الأمل في أن تكون أيام المنافسة المقبلة أفضل حالا من حفل الافتتاح· شافية بوذراع: كل التكريم يذهب للجمهور بصراحة، في كل مرة يتم فيها تكريمي في الجزائر أشعر بأن كل الشعب الجزائري يقوم بتكريمي وليس فقط المنظمون والقائمون على الثقافة، وكم هو جميل أن نتذكر كل الذين أعطوا للفن في الجزائر من أجل أن يحلق اسم الجزائر عاليا في سماء الفن العالمي، بالرغم من استياء الكثيرين من تفوقنا في الفن السابع إلا أن شبابنا يؤكد في كل مرة أنه قادر على العطاء إذا ما منح الفرصة، جيلي قدم الكثير بالرغم من كل الصعوبات التي عرفناها ونحن اليوم نسلم المشعل لهم، على أمل أن يكملوا المسيرة التي انطلقت منذ عقود· هذا التكريم ليس لي فقط وإنما لكل الفنانين من جيلي وأعتبره وساما لأنه صادر من بلدي وأبناءه، من كل قلبي أتمنى أن يستمر هذا المهرجان في إعادة الاعتبار للفنان الجزائري· سوزان نجم الدين: حضوري بوهران تأكيد على حبي للجزائر حضوري في مهرجان وهران أمر عادي بالنسبة لي، فأنا في بلدي الأول ولن أقول أن الجزائر بلدي الثاني وإنما أعتبر أنني في بلدي تماما مثلما أكون في سوريا، وعليه من واجبي مساندة المهرجان لأنني أثق في أنه يقدم الجديد للسينما العربية من خلال خلق فرص الاحتكاك والتقارب· أما عن وجودي في لجنة التحكيم فأنا أعتبره شرفا كبيرا لي، كلي أمل في تقديم إضافة فنية جديدة من خلال ما سيقدمه المهرجان من عروض خلال الأيام المقبلة· أمال بوشوشة: سعيدة بتواجدي بين أهلي في وهران أشعر بفرحة وفخر كبيرين بتواجدي في مهرجان وهران، فهي فرصة للعودة إلى أهلي، ومن الجميل أن نجد أن المهرجان قادر على إعادة النفس الثقافي في الجزائر، فقط أصبح من بين أهم المحطات السينمائية في المنطقة العربية· نحن في الجزائر بحاجة لمثل هذه التظاهرات من أجل إبراز الصورة المشرقة للثقافة الجزائرية، كلي أمل على تقديم عمل سينمائي في المستقبل القريب ولما لا المشاركة في الدورات المقبلة للمهرجان· من أصداء المهرجان -- يبدو أن النجوم السوريون أصيبوا بخيبة أمل كبيرة في الدورة الرابعة، حيث أكد العديد منهم أن دورة هذه السنة لا تعادل ما عرفوه خلال الدورات السابقة، في إشارة إلى البذخ الذي اعتادوا عليه خلال فترة ترأس السيد حمراوي حبيب شوقي للمهرجان· وقد أدى هذا الاستياء إلى الشكوى المتواصلة من طرف النجمتين سوزان نجم الدين وديمة قندلفت، اللتان استمرتا في المطالبة بتحسين نوعية الخدمات المقدمة لهما وإلا انسحبتا من المهرجان رفقة الوفد السوري، ما خلق نوعا من الحرج في التسيير والتنظيم· -- شهد حفل الافتتاح تعيين الصحافية أسماء إيتيم من التلفزيون الجزائري بصفة ''رئيس شرفي'' للمهرجان في آخر لحظة، وقد أبدى عدد من المنظمين اندهاشهم لدى تقديمها على أنها الرئيس الشرفي، مع العلم أنها كانت مجرد مضيفة في المهرجان· -- غاب عن حفل المهرجان عدد من أعضاء لجان التحكيم، على غرار اللبنانية كوليت النوفل، الأمر الذي جعل المنصة شبه خالية وتسبب في إرباك المقدمة، التي راحت تدعو في كل مرة الأعضاء دون أن تعلم بأنهم غائبين· -- بالرغم من أن وزارة الثقافة منحت امتياز صفقة تنظيم المهرجان لشركة فرنسية، قيل أنها متخصصة في تنظيم التظاهرات الثقافية إلا أن حفل الافتتاح شهد هفوات تنظيمية وتقنية لا تغتفر، على غرار حجب أعضاء لجنة التحكيم بستار خلال الحفل ما تسبب في مغادرة البعض منهم بعد إبداء استيائهم·