أسماء بن قادة، فتاة جزائرية، كانت ناشطة في حركة الإخوان المسلمين بالجزائر، ولقد تعرفت في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات على الداعية القرضاوي الذي كان يزورها بشكل منتظم إلى الجزائر العاصمة، ولقد أعجب بها لسلوكها ونشاطها وإلتزامها الحركي، وقاده هذا الإعجاب إلى طلب الزواج بها، وبالفعل وافقت أسماء بن قادة على الطلب، ومن هي الفتاة التي لا تتمنى أن ترتبط بداعية كبير مثل الشيخ القرضاوي، وعلى هذا الأساس انتقلت رفقته إلى الخليج، وساعدها على إتمام دراستها، لكن أمرا لم يكن في الحسبان، فلقد وجد الشيخ معارضة من أهله لكن الشيخ الذي ظل مصرا على الإحتفاظ بأسماء بن قادة كزوجة سرعان ما خارت قواه أمام ضغوط أهله، وقرر التخلص من زوجته الجديدة التي رفضت هي الأخرى التنازل عن حقوقها كزوجة·· تعيش الآن ضغوطا شديدة من طرف المكتب الخاص للشيخ ومحيطه حتى تصمت عن حقوقها، ووصلتها تهديدات في حالة إذا ''نبست بكلمة'' وهذا بالرغم من الدعم الذي وجدته من طرف السلطات القطرية، باعتبارها مواطنة متجنسة بالجنسية القطرية·· وأيضا من المساندة التي وجدتها من طرف جماعة الإخوان المسلمين الأردنيين الذين نصحوا الشيخ بالحكمة والعودة إلى رشده·· هل يعقل أن يطلب الداعية من أسماء بن قادة زواج متعة وهو الذي قام بتحريمه في أحد كتبه·· إننا لا نتطاول على الشيخ، لكن كلمة الحق يجب أن تقال، ويجب الصدح بها أمام كل مظلمة حتى وإن كان صاحب هذه المظلمة داعية في مستوى القرضاوي··· إن العلماء الحقيقيين يجب أن يكونوا مثالا فعليا ليس في أقوالهم وحسب بل في أفعالهم·· فالأقوال تبقى بتراء وغير ذات صدقية إذا ما لم تقترن بالأفعال، والإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل··· إن تعاطفنا مع أسماء بن قادة لا ينبع من كونها جزائرية، بل لأنها امرأة مسلمة مظلومة ولا تملك ما يملك الداعية القرضاوي من نفوذ وقوة وسلطة معنوية ومادية·· إن حق نصرة المظلوم ليس واجبا علينا وحسب، بل هو فريضة على كل مسلم يرفض الظلم والجبروت، والإعتداء على المستضعفات والمستضعفين···