كوثر الهكيري إعلامية ناشطة في مجال حقوق الإنسان: الشعب يطالب بالقطيعة مع رموز الحزب الحاكم السابق كيف هو الوضع في تونس اليوم بعد استقالة وزراء الاتحاد العام للشغل؟ بالرغم من عودة الأمن، إلا أن الشارع التونسي متخوف بعض الشيء من المستقبل، فقد شهدت نهار أمس عددا من المظاهرات الرافضة لتشكيلة الحكومة المؤقتة، على اعتبار أنهم تحصلوا على الحقائب السيادية، في حين اكتفت المعارضة ببعض الحقائب الرمزية، الشارع التونسي لا يفهم كيف أنه نجح في الإطاحة بنظام ديكتاتوري غاشم، ثم يجد نفسه أمام شخصيات من ذات النظام، نحن اليوم نطالب بحل الحزب الحاكم سابقا، الثورة التي قام بها الشعب لا يمكن أن تذهب سدى، لقد فعلها الشعب وشباب الأنترنيت وقهر نظاما ظالما لا يمكن العودة أدراجنا من خلال التعامل مع نفس الأشخاص. حزب بن علي كان يضم أكثر من اثنين مليون تونسي، هل سيتم اقصاؤهم من الحياة السياسية بسبب هذا الانتماء؟ لا بد من التأكيد على أن أغلبية المنتمين للحزب من كوادر تونسية إنما وجدت نفسها مضطرة، كثير منهم أجبروا على الانضمام وإلا وجدوا أنفسهم خارج الحياة السياسية والمهنية بشكل عام في تونس، وهذا لا يعني أنه سيتم رفض كل من ينتمي للحزب، نحن في تونس مدركون أن محمد الغنوشي، رئيس الوزراء نفسه لا غبار عليه، إلا أن فكرة مشاركة الحزب الحاكم سابقا لم تعد مقبولة، نحن اليوم نطالب بالقطيعة مع النظام السابق بكل رموزه والحزب أحد هذه الرموز، يمكن التعامل مع الأفراد على أساس الكفاءات وليس الانتماء للحزب الحاكم، الشارع التونسي يرى اليوم أن أي مشاركة لهذا الحزب في مستقبل البلاد السياسي إنما هي خيانة لأرواح الشهداء، هنا لا بد أن نسجل أن وزير الداخلية حين يتحدث عن الشهداء يستعمل كلمة ''قتلى'' وهي نظرة تختلف عن اعتقاد وقناعة الشارع التونسي. نفس الشيء حين يؤكد السيد محمد الغنوشي الوزير الأول أنه تحدث مع الرئيس السابق وتباحث معه أوضاع البلاد وكأن لهذا الرئيس رأي يقوله في ما يحدث في تونس، التونسيون يخشون اليوم من عودة أذناب النظام السابق. الشارع التونسي متخوف من عودة النظام السابق بشكل من الأشكال، ماذا عن مشاركة التيار الإسلامي ممثلا في شخص راشد الغنوشي في المستقبل السياسي للبلاد؟ هذا صحيح نحن متخوفون، خاصة حين نرى قناة مثل ''الجزيرة'' تدعم وتكرس فكرة مشاركة التيار الإسلامي في الحياة السياسية للبلاد، راشد الغنوشي مواطن تونسي ومن حقه العودة لوطنه، غير أن مسألة المشاركة في الحياة السياسية بالرغم من التخوف إلا أننا في تونس نملك قناعة راسخة وهي أننا نسعى لدولة علمانية، لقد تجرأ الشباب التونسي وهو شباب متعلم فضح النظام السابق عن طريق الأنترنيت ولا يمكن أن يتعامل مع تيار إسلامي يصادر الحريات، نحن نطمح لحكومة ونظام برلماني ولا مجال للتراجع عن هذا المطلب. ماذا عن البدائل؟ تونس تتوفر على البدائل، فالكفاءات موجودة، الأهم من ذلك هو إحداث القطيعة مع النظام السابق، في اعتقادي يمكن التوصل لاتفاق يرضي الجميع من خلال حل الحزب الحاكم سابقا دون إقصاء أي الكفاءات. نقابات الفنانين تطالب باستقالة وزيرة الثقافة وتطالب بحل حزب بن علي مفيدة تلاتلي تجمد عضويتها في الحكومة المؤقتة أكدت نقابات الفنون بتونس، أن الفنانين التونسيين رافضون تماما لفكرة إشراك وزراء من حكومة بن علي السابقة، وإبقائهم في مناصبهم بالحكومة المؤقتة، فقد نظموا مظاهرة سلمية بالعاصمة التونسية، طالبوا فيها الوزيرة المشاركة في حكومة محمد الغنوشي المؤقتة بتقديم استقالتها، وفي الوقت الذي تشير بعض المعلومات إلى أن المخرجة السينمائية والوزيرة المعينة حديثا تجاوبت مع مطالب النقابات الفنية، وأكدت المعنية أنها جمدت عضويتها في الحكومة إلى حين الاستجابة لمطالبة الفنانين والشارع التونسي. للتذكير، فإن نقابة الفنانين أشارت إلى أن مطالب الفنانين لا تقتضي بإقصاء الكفاءات التونسية من الحكومة المؤقتة بقدر ما تطالب بحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي، على اعتبار أنه رمز من رموز النظام الديكتاتوري السابق. في هذا السياق، أشارت كوثر الهكيري، إعلامية إلى أن الشعارات التي رفعها المثقفون في وقفتهم الاحتجاجية، تتلخص حول حتمية احترام أرواح الضحايا، في إشارة إلى أن الثورة قام بها الشباب ولا بد من السماع لأصوات من قدم حياته في سبيل حرية الشعب ومن أجل ضمان الديمقراطية لتونس.* ميّة الجريبي، الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي ل ''الجزائر نيوز'': لا يمكن أن يكون البديل هو الفوضى تعيش تونس لحظات حرجة بعد الاستقالات الجماعية من الحكومة المؤقتة، كيف تفسرين هذا التراجع عن حكومة الوحدة؟ في الواقع لا يمكنني تفهم الأمر، ما معنى أن تشارك اليوم في حكومة وتقبل بما تم الاتفاق عليه ثم تعود في اليوم الموالي لتتراجع، نحن اليوم نعيش لحظات تاريخية وحرجة في تاريخ تونس، لا يمكن أن نعود إلى الوراء، في اللحظات التي أحدثكم فيها نعقد اجتماعا من أجل بحث طرق الخروج من هذه الأزمة. يحدث هذا في الوقت الذي تملأ الشوارع مظاهرات المطالبة بتنحية وزراء الحزب الحاكم سابقا؟ هذا صحيح، لكن ما يمكنني قوله في الوقت الحاضر هو أننا لا يمكن أن نترك المجال للفوضى، لا بد من إيجاد بديل والحكومة المؤقتة المشكلة هي البديل الوحيد المتوفر اليوم لإنقاذ تونس من الفوضى. كيف سيتم التعامل مع هذه الاستقالات؟ بصراحة شديدة لا أملك الإجابات في الوقت الحاضر، كما قلت نحن نعقد اجتماعا من أجل الخروج بنتيجة تحافظ على الديمقراطية الناشئة في تونس، ما يمكنني تأكيده أنه لا بد من الحفاظ على تضحيات شهداء هذه الثورة، وفي اعتقادي الحل الوحيد يكمن في ضمان مرور هذه الفترة الانتقالية بخير. محمد هادف إعلامي تونسي: لا يمكن إقصاء 2 مليون من الكفاءات التونسية المنتمية للحزب الحاكم سابقا تعيش تونس لحظات حرجة بعد الاستقالات الجماعية من الحكومة المؤقتة، كيف تفسرين هذا التراجع عن حكومة الوحدة؟ في الواقع لا يمكنني تفهم الأمر، ما معنى أن تشارك اليوم في حكومة وتقبل بما تم الاتفاق عليه ثم تعود في اليوم الموالي لتتراجع، نحن اليوم نعيش لحظات تاريخية وحرجة في تاريخ تونس، لا يمكن أن نعود إلى الوراء، في اللحظات التي أحدثكم فيها نعقد اجتماعا من أجل بحث طرق الخروج من هذه الأزمة. يحدث هذا في الوقت الذي تملأ الشوارع مظاهرات المطالبة بتنحية وزراء الحزب الحاكم سابقا؟ هذا صحيح، لكن ما يمكنني قوله في الوقت الحاضر هو أننا لا يمكن أن نترك المجال للفوضى، لا بد من إيجاد بديل والحكومة المؤقتة المشكلة هي البديل الوحيد المتوفر اليوم لإنقاذ تونس من الفوضى. كيف سيتم التعامل مع هذه الاستقالات؟ بصراحة شديدة لا أملك الإجابات في الوقت الحاضر، كما قلت نحن نعقد اجتماعا من أجل الخروج بنتيجة تحافظ على الديمقراطية الناشئة في تونس، ما يمكنني تأكيده أنه لا بد من الحفاظ على تضحيات شهداء هذه الثورة، وفي اعتقادي الحل الوحيد يكمن في ضمان مرور هذه الفترة الانتقالية بخير.