شهدت شوارع العاصمة، أول أمس، تصوير فيلم تلفزيوني للمخرج بن جملين ''المكالمة الهاتفية''، الذي صُورت بعض مشاهده في الديكور التاريخي لقصر رياس البحر، مع الإشارة إلى أن الفيلم التلفزيوني كان قد شهد بداية التصوير في تونس نهاية السنة الماضية، مثلما أكده المخرج. وقد جاءت المرحلة الثانية والأخيرة من التصوير في العاصمة الجزائرية، حيث أشار صاحب العمل إلى أنه عمل يندرج ضمن الأفلام الدرامية الاجتماعية، في إشارة الى أنه يتناول قصة رجل جزائري يعود من ديار الغربة بعد غياب سنوات طويلة في المهجر وبالضبط في باريس. موضوع الفيلم حول اختلاف الثقافات، إذ تعود ابنة الجزائري التي نشأت في باريس لتبحث عن والدها، فيبدأ بروز الاختلافات الثقافية بين البيئة التقليدية المحافظة في الجزائر وما تربت عليه في فرنسا. بهذا الخصوص يقول المخرج بن جملين أنه يروي قصة حدثت وتحدث كل يوم في المجتمع الجزائري بفعل الزواج المختلط، وهي نظرة إلى هذا التفاعل وأهمية القيم في تكوين الأفراد. من جانب آخر، أكد المخرج أنه سيعمل على عرض الفيلم بقاعات السينما، بالرغم من أن الفيلم تلفزيوني ومن المقرر أن يتم عرضه على قنوات التلفزيون الجزائري في وقت لاحق. تأتي هذه التجربة الإخراجية في مجال الدراما التلفزيونية للمخرج بن جملين بعد سنوات من الخبرة في مجالات تقنية عديدة من المهن التلفزيونية، الأمر الذي يقول بشأنه إنه تعلم في الميدان وبالممارسة أكثر مما تعلمه في المدارس والأكاديميات، مشيرا إلى أنه لم يتلق تكوينا في مجال الإخراج. الجدير بالذكر أنها ليست التجربة الإخراجية الأولى لبن جملين، فقد سبق له أن أخرج فيلما تلفزيونيا تحت عنوان ''اللعبة''، وهو ما أهّله لإنجاز هذا العمل الثاني بخبرة وثقة أكبر. وقد شهد قصر رياس البحر بالعاصمة حضور جمع غفير من الفنانين إلى بلاطو التصوير إما لمشاركتهم في العمل أو لمجرد تشجيع المخرج، وقد كان من بين الحضور الممثلة القديرة فتيحة بربار، عبد الحميد رابية وغيرهم الكثيرون.