أنهى المخرج ياسين بن جملين أول أمس، وضع اللمسات الأخيرة لفيلمه ''مكالمة هاتفية'' الذي صور آخر مشاهده بقصر ''رياس البحر'' في العاصمة بحضور نخبة الوجوه الفنية والثقافية. وتدور أحداث هذا العمل الذي يستغرق ساعة وعشرين دقيقة، حول موضوع ''الزواج المختلط'' من خلال قصة مهاجر جزائري ارتبط بفتاة فرنسية واقتضى زواجهما إقامته بفرنسا ما يقارب الخمسة وثلاثين عاما رزق خلالها بطفلة استمدت تربيتها من مزيج بين الثقافتين العربية والفرنسية، ووجدت نفسها تتخبط في معترك من التناقضات الاجتماعية والثقافية والدينية. وتتواصل أحداث الفيلم الذي قام بدور المهاجر فيه الفنان يوسف مزياني الذي يقرر العودة إلى أرض الوطن للإقامة بصفة نهائية؛ وهو القرار الذي قابلته زوجته الفرنسية بالرفض واللجوء إلى القضاء مطالبة بالطلاق والحق في حضانة ابنتها. وبعد خمس سنوات من الفراق، يتفاجأ الزوج بمكالمة هاتفية من طليقته تحاول فيها أن تنسج من جديد خيوط العلاقة بينهما. من ناحية أخرى، أوضح المخرج ياسين بوجملين أنه تم تصوير أغلب مشاهد فيلمه في الجزائر، بينما صورت باقي الأحداث بمدينة ''الحمامات'' التونسية، بمشاركة عدد من الفنانين على غرار فتيحة بربار ومدني نعمون ويوسف مزياني وسيد علي بن سالم وعبد الحميد رابية وآخرون، مضيفا أن تجربة الإخراج هذه تعد الثانية بالنسبة له بعد تلك التي خاضها سنة 2008 في فيلم ''اللعبة''. وأكد المتحدث أن فيلم ''مكالمة هاتفية'' سيكون جاهزا للعرض بداية منتصف أفريل المقبل، معتبرا عمله ''الفيلم الجزائري الأول الذي يتطرق إلى موضوع الزواج المختلط خاصة بعد أن انتشرت الظاهرة في أوساط الشباب الجزائري''. وأكد المخرج أنه اكتسب خبرته التي يصفها ب''المتواضعة''، من خلال عمله في العديد من مواقع التصوير والإخراج، إضافة إلى تجربته في التمثيل. واعتبر أن الفنان أو الممثل الجزائري ''لابد أن ينتقل من التمثيل إلى الإخراج خاصة إذا كان يمتلك قدرات وكفاءات في هذا المجال''، داعيا إلى ضرورة إعطاء أهمية للتكوين السينمائي والسعي لإدماج الشباب الهاوي في مختلف مجالات الفنون، على حد تعبيره.