اتسعت رقعة احتجاجات تلاميذ السنة النهائية عبر الثانويات التي استمرت قرابة الأسبوع، رغم حملات التحسيس التي تبنتها جمعيات أولياء التلاميذ وإجراءات الوزارة، ما تعليقكم على ذلك؟ في البداية، أود القول إن احتجاجات تلاميذ السنة الثالثة ثانوي شملت عدة ولايات والمطالب التي رفعها هؤلاء المحتجون هي نفس المطالب التي تتكرر منذ أزيد من 3 سنوات، هذا ما يعني أن وزارة التربية الوطنية تكتفي بتقديم حلول رمزية ترقيعية بدل معالجة المشكل الحقيقي من جذوره· ترتكز المطالب المرفوعة على تخفيف البرنامج وتحديد عتبة الدروس، هذا ما دفع الوزارة إلى عقد ندوة وطنية شهر ماي المقبل لتحديدها، كيف تفسرون استمرار هذه الاحتجاجات؟ عندما تعقد وزارة التربية الوطنية ندوة وطنية في شهر ماي المقبل لتحديد عتبة الدروس، فإن موعد امتحانات شهادة البكالوريا يكون على الأبواب، أي أن المدة الفاصلة بين التاريخ الرسمي للامتحانات وهذه العملية قصير، وبالتالي لا فائدة منها· وبالرغم من انتهاج الوزارة هذا الإجراء، إلا أنه من المستحيل إنهاء البرنامج الدراسي الخاص بهذه السنة بصفة بيداغوجية سليمة نظرا لكثافة البرنامج، هذا ما يستدعي من الوزارة تعديل البرنامج، لأن تحديد العتبة ليس حلا، والإشكال سيبقى مطروحا نتيجة عجز الأساتذة عن إتمام البرنامج وفقا للمعايير البيداغوجية التي تضمن استيعاب التلميذ أكبر قدر من المعلومة، هذا ما يضطرهم إلى الإسراع في وتيرة الدروس وبالتالي ينعكس على تحصيل التلميذ· ذكرتم بأن تحديد العتبة ليس حلا لأنها تتنافى أصلا مع القاعدة البيداغوجية، ما هو الحل في نظركم؟ أعتقد أن الحل هو الأخذ بمقترحات اللجان البيداغوجية التي تتكون من أساتذة ومفتشين، وتم تشكيلها في كل مادة التي أوكلت لها مهمة تحديد العيوب والأخطاء المرتكبة نتيجة تطبيق البرنامج الحالي بدل الاعتماد على التسيير الإداري أو تغليب رأي المدراء باعتبار أن فئة المفتشين أدرى بالبرنامج والعقل والمنطق يستدعي تغليب رأي اللجان البيداغوجية، وهذا ما جعل احتجاجات التلاميذ تستمر منذ ثلاث سنوات، لأن هذه الاقتراحات المتعلقة بالبرنامج وطريقة التدريس والحجم الساعي لم ترق للطلبة، بدليل أن هناك خللا في البرنامج دفعهم إلى القيام بذلك·