قال حماري.. وهو يمسح عرقه وتعبه بعد أن خرج فضولا حتى يتابع مجريات المسيرة.. فعلا لقد نجح ''دادا سعدي'' في استعراض ديمقراطيته من شرفات مقر الحزب.. قلت له.. الشه فيك من قال لك أن تذهب إلى هناك.. قال.. الفضول يا أخي الفضول.. قلت له ضاحكا.. ربما تكون مناضلا آرسيديا وأنا لا أدري.. نهق عاليا وقال.. مناضلا آرسيديا..؟؟ من أين لي بهذه الصفة.. أنت تعرف أن كل من ينشط في ساحة ساس يسوس ''مايعمروليش العين'' سواء سلطة أو معارضة.. ضحكت من كلامه وقلت.. إذن أنت هو الديمقراطي الوحيد في البلد.. تمقت الساسة والسياسة.. معناه تريد أن تحكم نفسك بنفسك هذه هي الديمقراطيه الحقيقة.. وأضفت مازحا.. أيها الحمار احذر من أن يسمعك ''السعدي'' سيقول إنك تريد أن تسرق الديمقراطية منه.. قال.. لقد رأيت ديمقراطيته اليوم.. قلت.. هذا ثمن الفضول يا حماري العزيز.. الدولة حذرت من التجمهر وأنت كسرت كلامها ودفعك فضولك إلى العصيان.. قهقه حماري عاليا وقال.. العصيان؟ أنت تتهمني بالعصيان.. يا سبحان الله.. لم أفعل شيئا ذهبت فقط حتى أرى الاستعراض السياسي الذي يجري وكنت أعلم مسبقا أنه لن يحدث شيء ولكن.. هو الفضول.. قلت.. أنت تعرف أن بلدنا سيرك كبير وكلنا يهرج بطريقته التي يراها مناسبة.. أنت تهرج بالفضول وأنا أهرج بالصمت وغيرها بالقمع وآخر بالتضليل والدنيا تسير.. لذلك يا حماري إما أن تثور ثورة حقيقية أو التزم الصمت في جحرك..