لم تمنع تهديدات ''البلطجية'' في مصر وتهديداتهم، ولا قطع كل الطرق المؤدية من وإلى ميدان التحرير بالقاهرة من تجمع أكثر من 2 مليون مصري، إضافة إلى مليون آخر في الإسكندرية ومئات الآلاف في مختلف المدن المصرية الكبرى، من أجل رحيل حسني مبارك عن كرسي الرئاسة فورا· ولم يكتف المتظاهرون، أمس، بالتجمع في ميدان التحرير، بل اقترح الكثير منهم السير نحو ''قصر العروبة'' الرئاسي من أجل إنهاء حكم مبارك بالقوة، وهو الاقتراح الذي بقي محل دراسة من قبل منظمي التظاهرة· وفي تطور لافت للأحداث، انضم عمرو موسى، وزير الخارجية المصرية الأسبق والأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية، إلى جموع المحتجين في ميدان التحرير المطالبين برحيل مبارك· وعلى صعيد آخر، قررت النيابة العامة المصرية إضافة وزير التجارة، رشيد محمد رشيد، إلى قائمة كبار الشخصيات التي شملتها قرارات المنع من السفر وتجميد الأرصدة، على خلفية تحقيقات في قضايا فساد واستيلاء على المال العام في ملفات فتحت على خلفية الاحتجاجات التي تعصف بالبلاد حالياً· كما أصدر قرارات مماثلة بحق كل من وزير السياحة زهير جرانه، وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية المصري السابق، وحبيب إبراهيم العادلي، وزير الداخلية السابق، وعدد آخر من المسؤولين في بعض الهيئات والمؤسسات العامة من السفر خارج البلاد وتجميد حساباتهم في البنوك· وعلى المستوى الدولي، دعا زعماء الاتحاد الأوروبي السلطات المصرية، أمس الجمعة، إلى تلبية آمال الشعب عن طريق ''الإصلاح لا القمع''، وقالوا إن عملية انتقال السلطة إلى حكومة ذات قاعدة عريضة يتعين أن تبدأ على الفور· وقال زعماء الاتحاد السبعة والعشرين في بيان مشترك صدر أثناء قمة في بروكسل ''المجلس الأوروبي يتابع بأقصى القلق الوضع المتدهور في مصر''. وقال البيان ''يجب أن تلتزم جميع الأطراف بضبط النفس وأن تتفادى تصعيد العنف، وأن تبدأ عملية انتقال منظمة إلى حكومة ذات قاعدة عريضة''، يؤكد المجلس الأوروبي أن عملية الانتقال هذه يتعين أن تبدأ الأن· كرونولوجيا الثورة في مصر 17 جانفي: حاول رجل إحراق نفسه أمام مجلس الشعب في القاهرة في خطوة تذكّر بالتونسي محمد البوعزيزي الذي قام بعمل مماثل أشعل فتيل ''ثورة الياسمين'' التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد حكم دام 23 عاماً· في اليوم التالي، توفي عاطل عن العمل بعدما قام بإحراق نفسه وأصيب بحروق خطيرة في الإسكندرية (شمال)، وحاول محام إحراق نفسه أمام مقر الحكومة في القاهرة· بعد يومين، جرح عاملان بعدما حاولا إحراق نفسيهما· 25 جانفي: بدء تظاهرات مناهضة للحكومة بمشاركة آلاف الأشخاص· قتل متظاهران في السويس (شمال شرق) بعد صدامات مع الشرطة وتوفي شرطي في القاهرة بعد تعرضه للضرب من متظاهرين· اعتقل نحو مئتي شخص· 26 جانفي: آلاف المتظاهرين في عدة مدن على الرغم من حظرها من السلطات· طاردت الشرطة المتظاهرين مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات وحتى الحجارة· رشق المتظاهرون قوات مكافحة الشغب بالحجارة· 27 جانفي: أعلن مصدر رسمي أن ألف شخص على الأقل اعتقلوا· عاد محمد البرادعي إلى القاهرة حيث أكد استعداده لقيادة المرحلة الانتقالية· 28 جانفي: تظاهرات كبيرة بعد صلاة الجمعة في عدد من مناطق مصر تشهد مواجهات· اليوم الذي سقط فيه أكبر عدد من القتلى منذ الثلاثاء 38 قتيلاً· 29 جانفي: عشرات الآلاف من المصريين ينزلون إلى الشوارع ويتواجهون بعنف مع قوات الأمن· حلقت مروحيات فوق العاصمة· تعزيز منع التجول· 30 جانفي: في أول تعليق رسمي لإسرائيل على الأحداث في مصر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يقول إن على إسرائيل أن تتحلى ب ''المسؤولية وضبط النفس'' تجاه الأحداث في مصر وأنها ''تريد حماية السلام مع مصر والاستقرار في المنطقة''· 31 جانفي: منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' تدعو حكومات دول الشرق الأوسط لتعلم الدروس من الانتفاضة في تونس ومصر وأن تعمل على تحسين أوضاع الحريات فيها· وقالت مسؤولة في المنظمة: ''سيكون من الحكمة، ومن أجل بقائها واستمرارها، أن تحترم حكومات المنطقة الحقوق الإنسانية لشعوبها''· 1 فيفري: أوباما يؤكد أنه أبلغ مبارك بوجوب أن تبدأ عملية انتقال السلطة الآن ويهنئ الجيش المصري على ضبط النفس خلال الأزمة، ويوضح في كلمة له عقب إعلان مبارك عدم ترشحه لولاية رئاسية جديدة أنه تحدث معه وأنه يدرك جيدا ''أن الوضع الحالي لا يمكن أن يدوم ويجب حدوث تغيير''· 3 فيفري: جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي يجري اتصالا هاتفيا بنظيره المصري عمر سليمان حث فيه الحكومة المصرية على وقف العنف وبدء إجراءات انتقال السلطة· 4 فيفري: مظاهرات غير مسبوقة في كل أنحاء مصر، تؤكد أن ذلك اليوم هو آخر أيام مبارك في الحكم، وأكدت أن ذلك هو ''جمعة الرحيل''·