اعتصم، أمس، المئات من أفراد الجالية الجزائرية التي كانت مقيمة بليبيا، وعادت إلى الوطن فرارا من تدهور الوضع هناك، أمام مقر رئاسة الجمهورية بالعاصمة، من أجل مطالبة الرئيس بوتفليقة بتوفير أدنى شروط الحياة لهم، بعدما تركوا كل شيء خلفهم، إلا أن السلطات العمومية في الجزائر لم تلتفت إليهم، بل إن العشرات منهم يبيتون في محطة الحافلات بالخروبة، هم وعائلاتهم· ''نحن بلا مأوى، ولا ملجأ، نعيش في محطة الحافلات بالخروبة، تم تجميد أرصدتنا، لا نملك شيئا، فقدنا كل شيء، والسلطات لم تلتفت إلينا، نريد العودة إلى ليبيا أحسن من البقاء هنا متشردين''· بهذه الكلمات عبر المئات من أفراد الجالية الجزائرية التي كانت تقيم بليبيا وتم ترحيلها إلى الجزائر مؤخرا، عن الوضعية الكارثية التي يعيشون فيها، منذ أن وطأت أقدامهم أرض الوطن، حيث وجدوا أنفسهم لا يملكون لا مأوى، ولا أي شيء، بعدما كانوا يملكون كل شيء، خاصة بعد تجاهل السلطات المحلية من ولاة، رؤساء بلديات··· لوضعيتهم، مما اضطرهم إلى اللجوء إلى القاضي الأول بالبلاد من أجل حل مشكلتهم وتوفير أدنى شروط الحياة لهم· وحسب تصريحات بعض الأفراد الذين كانوا معتصمين منذ الأربعاء الماضي، فإن أغلبية القادمين من ليبيا، فقدوا كل شيء، ولا يجدون ما يقدمونه إلى أولادهم· وأكد أحدهم وهو أب لثمانية أطفال، كان يقيم ببنغازي الليبية، إنه منذ أن أوصلتهم السفينة إلى ميناء العاصمة، لم تلتفت إليهم السلطات، بل الأكثر من ذلك ''لا والي العاصمة، ولا وزارة التضامن، ولا الوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية الجزائرية بالخارج تكفلت بنا، بل لم تفتح لنا الأبواب لإيصال مطلبنا''· وأضاف قائلا ''أنا لا أجد لا مأوى ولا أي شيء يؤكل، أستطيع تقديمه لأولادي، بل يتم أخذنا كل مساء إلى محطة الحافلات للمبيت هناك''، مضيفا ''نطلب من الرئيس أن يحل مشكلتنا، وتوفير أدنى الشروط للعيش، أطلب خيمة أعيش فيها، المهم ألا أبقى مشردا أنا وعائلتي''· رب عائلة آخر، وأب لخمسة أطفال استغاث وناشد بوتفليقة الالتفات إليه، حيث قال ''لم نعد نملك شيئا· جاءوا بنا إلى الجزائر ولم يتكفلوا بنا، فكيف نستطيع العيش هنا'' والأدهى من ذلك يقول ''إن أرصدتنا جمدت ولا نستطيع سحب إلا 120 أورو فقط من مراكز البريد، ثم يتم تجميدها، فكيف يمكننا العيش هكذا''· وأشار المحتجون إلى أن أغلبية الذين عادوا والذين يبيتون في محطة الحافلات يقدر عددهم ب 500 عائلة· من جانب آخر، دعا المحتجون الرئيس إلى الإسراع في إنقاذهم من المتاهة الذين هم فيها منذ شهر فيفري الماضي، أي منذ عودتهم إلى أرض الوطن، بعد أن كانوا يعيشون في ليبيا منذ أكثر من 20 سنة على الأقل، محملين إياه مسؤولية إرجاعهم إلى أرض الوطن، حيث قال أحدهم: ''لماذا أرادوا إرجاعنا إلى الجزائر طالما يعلمون أنهم لن يتكفلوا بنا ولماذا لم يتركونا هناك أحسن من الجحيم الذي نعيشه الآن دون التفاتة صغيرة من طرف المسؤولين''· وقد حمل المعتصمون أمس عدة شعارات، علّهم - حسب البعض منهم- أن يجدوا التفاتة من بوتفليقة· كما أشاروا إلى أن أغلبية الأفراد القادمين من ليبيا تحصلوا على وثائق رسمية من كاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية، متسائلين عن سبب تجاهلهم، على الرغم من وثائقهم، إلا أن حقوقهم لا زالت مهضومة·