الدبلوماسية الجزائرية ضعيفة، غير كفؤة وثقيلة الظل· لا نعرف لها هدفا ولا إستراتيجية· وصوت الجزائر في المحافل الدولية، كما يقال، غير مسموع، ووزنها السياسي أخف من ريشة يلاعبها الريح· ويمكن أن تلام في كل مواقفها ولا مواقفها وفي صمتها وخيباتها وضعفها، إلا أن يقال: كان يجب على الجزائر أن تسابق قطر والإمارات العربية المتحدة في الهرولة وراء الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا·· والعربية السعودية· أنا مستعد أن أتهم الدبلوماسية الجزائرية بكل التهم إلا أن أقول: إنها أخطأت وهي ترفض التدخل الأجنبي في ليبيا· أستطيع مثلا أن أقول: إن صمت الجزائر حيال القمع المسلط على الشعب الليبي غير مبرر، وأن أقول: إن الجزائر تخلفت كثيرا عن رصيدها التاريخي في تأييد المظلومين والوقوف إلى جانبهم·· إلى نهاية هذا الخطاب الذي نعرفه وتعرفونه·· ولكني لا أستطيع أن ألوم الجزائر وهي ترفض أن تعامل ليبيا كما عومل العراق· ولا أستطيع أن ألومها وهي ترفض أن تقوم الولاياتالمتحدة بقصف طرابلس بصواريخ الكروز بحجة حماية المدنيين الليبيين من بطش القذافي، وأنا أعرف وأنتم تعرفون والكل يعرف أن الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين لا يهمهم لا الشعب الليبي ولا هم يحزنون· وعندما يقول الرئيس الفنزويلي، إن الهدف من ضرب ليبيا إنما هو الاقتراب أكثر فأكثر من حقول النفط الليبية ومنها إلى حقول إفريقيا، فما المانع من تصديقه؟ ومَن مِن الفريقين أكثر مصداقية: فرنسا بريطانيا وأمريكا، أم فنزويلا روسيا والبرازيل؟ دول الخليج والمغرب الأوسط ذكية لأنها تريد التقرب من الغرب، علّ الغرب يسكت عنها، هكذا قال أحد المحللين الجزائريين، يعني أن الغرب لن يرفع قضيتها إلى مجلس الأمن ولن يخطط لضربها، وذهب إلى أن دول الخليج هي من سيدفع فاتورة الحرب على ليبيا· أما الجزائر فإنها لم تحفظ الدرس· ثم يتساءل ما الذي سيحدث في حالة وقوع شيء في الجزائر مما وقع في بقية البلدان العربية؟ وهذا يعني، حسب منطقه، أن الجزائر لن تكون في منأى عن رفع القضية إلى مجلس الأمن ولن تكون في منأى عن تلقي ضربات الرافال والترنادو والطوماهاوك· كل هذا لأن الجزائر لم تتدخل في الأزمة الليبية· أي لم تتدخل على الطريقة الخليجية: لم تشارك في تمويل الحرب على القذافي ولم تشارك بطائراتها· وما نتمناه، بل ما نطالب به الدبلوماسية الجزائرية والمصرية أن تعمل على رفع القضية البحرينية واليمنية وفيما بعد السعودية والمغربية والسورية إلى مجلس الأمن على أساس العدل في معاملة الدول، وعلى أساس رفض منطق الكيل بمكيالين·· إذا كان ولابد من اللجوء في كل مرة إلى مجلس الأمن في كل القضايا الداخلية، كما فعلت لبنان فيما يتعلق بليبيا، وكما ستفعل أية دولة من دول المظلة الأمريكية في الخليج العربي، عندما يتعلق الأمر بالجزائر· لا صديقي المحلل: إذا لم يكن صمت الجزائر من ذهب، فليس كلام الخليج من الفضة في شيء·