الشيخ يوسف القرضاوي بارك بفتواه، تدخل جيوش الغزاة في ليبيا؛ يتقدمهم المستعين بالله ساركوزي وأخوه في الرضاعة باراك حسين أوباما، بارك الله في أهله وعشيرته، وابن عمهم الأكبر ديفد كاميرون·· وكلهم على قلب رجل واحد· بعد أن بصم على قرارهم ببدء العمليات شيخنا المبجلُ، معتبرا أنها حلال محلل· فهي، حسب قوله، ليست حربا صليبية كما جاء على لسان القذافي· ذلك أن العرب تنوب عنهم دولة قناة الجزيرة الشقيقة والليبيين تنوب عنهم كتائب المعارضة اللندنية وتلك المقيمة في واشنطن هم من طالب الأممالمتحدة بتقديم العون والدعم والمساعدات العاجلة لتحرير ليبيين من بعض الليبيين الآخرين· الشيخ يوسف القرضاوي قال في معرض حديثه: ''نحن من استعان بهؤلاء·· والشعب الليبي هو من استعان بهم''· وهذا كلام فيه حكمة ليس منا من يردها، تستسيغه القلوب وتطمئن له الأنفس، فهو مريح للضمائر لا يتعارض مع الدين باعتبار أن الشيخ هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يخاطبنا بعبارة: ''نحن من استعان بهؤلاء''·· ولا يتعارض مع مبدأ الديمقراطية، ف ''الشعب الليبي هو من استعان بهم''·· إنتهت المشكلة إذن، ولا شيء للقذافي كي يقوله، لأنه فاقد لرضا الغرب عليه، فهو حاكم غير ديمقراطي، وفاقد لرضا الله عليه·· ''هل هو حامي حمى الإسلام وأين الإسلام منه؟''· انتهى الشق الأول، من حيث المبدأ، وستكون الفتوى الشرعية جاهزة، بعد معالجة بعض التفاصيل·· يسأل سائل: ماذا لو تم إنزال بري لقوات التحالف على أرض ليبيا؟·· والجواب عن ذلك لدى الشيخ القرضاوي طبعا، فهو يقول: ''الكل أجمع أنه لا يجوز أي إنزال بري في ليبيا لا شرقا ولا غربا ولا جنوبا''· والإجماع هنا محقق، لا لُبس فيه، حسب المذهب البان كي موني، القائم على استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة الواردة في كتاب ''هيئة الأممالمتحدة''، الصفحة رقم ,1973 منشورات مجلس الأمن· بارك الله فيك يا شيخنا، وأدامك وأدام فتاواك علينا مادمت لا تتعارض مع الخط الافتتاحي لدرع ''الجزيرة''، وقناة ''الجزيرة'' التي كرمها الله بشهيد في ليبيا، فكان لها في هذه الأرض دم، وكل دم يهيئ ويفتح الأبواب·· و·· و··