صدر حديثا عن دار الساقي، الطبعة العربية لآخر روايات الكاتبة والأديبة المصرية المثيرة للجدل، نوال السعداوي، التي تحمل عنوان ''زينة''، وصدرت باللغة الفرنسية في العاصمة البلجيكية بروكسل، ويتزامن صدور الرواية الجديدة مع عودة نوال السعداوي الأسبوع المقبل إلى القاهرة بعد غياب دام ثلاثة أعوام، درست خلالها مادة ''الإبداع والتمرد'' كأستاذة زائرة بجامعة سبيلمان كولدج، كوسبى تشير بولاية أتلانتا ''جورجيا''· وحسب الناقد أحمد زين الدين، فقد عمدت نوال السعداوي خلال روايتها ''زينة'' إلى إضمار حبكتها القصصية، ليحل مكانها رأي الكاتبة في معظم القضايا المطروحة، حيث تصادر أصوات أبطالها، وتدلي من خلالهم بأفكارها في السياسة والثقافة والدين وتسخّرهم ليعبّروا عن أطروحاتها المعروفة، ويجسّدوا مبادئها وقناعاتها، فتنتقد وتحتجّ وتعظ خلف أوراق الرواية· كما أن المرأة في رواية ''زينة'' بل في روايات السعداوي عامة، يضيف أحمد زين الدين، تحمل جرعة هائلة من الحقد على الرجل، حيث تسعى بطلتها في الرواية ''بدور'' بعد أن تخفق في الثأر من زوجها زكريا الذي تمقته، إلى اقتراف جريمة قتله بالخيال أكثر من مرة· وحسب ذات المتحدث، فإن عالم الرواية بلا مبادئ ولا قيم، وشخصياتها معقدة وشاذة من أعلى السلم الاجتماعي والوظيفي إلى أدناه ''حكام وسياسيون وموظفون وصحافيون ورجال دين وأزواج وأصدقاء''، الكل يعانون انحرافات من كل صنف، فالطبيب يستغل مرضاه، والسياسي يزدري مبادئه السياسية، والمتدين ينافق، والأصدقاء يغدرون بعضهم بعضاً، والأزواج يمارسون الخيانة، والصحافيون يبيعون أقلامهم، والطبيب النفسي الذي يحتفظ بأسرار المجتمع المصري، ويعرف عيوبه يحتاج إلى طبيب يعالجه· وفي هذا السياق، يرى أحمد زين الدين أن السعداوي بذلك تصب جام غضبها، وتنتقد ما يدور في مصر ومدارسها وجامعاتها وشوارعها وأزقتها وبيوتها وإداراتها الحكومية، وتمر عليه الحقبات والتطورات الحديثة في تاريخ مصر، بدءاً من الملكية إلى عصر الانفتاح، ومن بروز الفكر الاشتراكي والماركسي، إلى هيمنة الفكر الأصولي· جدير بالذكر أن نوال السعداوي متهمة من قبل الأزهر ب ''إهانة الذات الإلهية، وسب الأنبياء والتهكم عليهم بصورة أقل ما توصف به هو أنه كفر صريح''، كما تعرضت لدعوى قضائية تطلب إعلان ''ردّتها'' بعد حوار صحفي أجرته معها صحيفة مصرية، طلبت فيه الكاتبة تأنيث الذات الإلهية في سورة ''الإخلاص''، قائلة إن اللغة العربية منحازة للرجل على حساب المرأة· للإشارة، فإن السعداوي روائية مصرية وطبيبة وتطلق من آن لآخر دعاوى تعتبرها ضمن حقوق المرأة المصرية، ولكنها تنافي صريح العقيدة الإسلامية، وتعمل السعداوي على تأسيس منظمة باسم ''اتحاد نساء مصر'' ، كما أنها دعت سابقا لأن يقرن كل إنسان نفسه باسم الأم والأب معا وليس الأب فحسب، لا تؤيد الزواج بورقة باعتباره امتهانا وشراء للمرأة، وضد زواج الرجل بأكثر من امرأة واحدة على وجه الإطلاق، ترى أن الحج بصورته الحالية هو عادة وثنية، وأنه بالإمكان الحج من شرفة مكتبها، كما تجد أن صلاتها هي كتبها وسعيها للعدل والحرية هو تقربها من الله·