الذي يسمع لتصريحات أعضاء الحكومة يكاد يجزم أن هؤلاء لا يجتمعون لا في مجلس حكومي ولا مجلس وزاري مشترك ولا في مجلس الوزراء، بدليل التصريحات المتناقضة التي يطلع بها علينا في كل مرة واحد من أعضاء الحكومة فيصرح تصريحا ما ينفك يكذب بعد يوم أو يومين· وزير الداخلية السابق ونائب الوزير الأول يزيد زرهوني قال، منذ أسابيع ''لا مجال لرفع حالة الطوارئ''· بعدها بيومين أعلن رئيس الجمهورية ''رفع حالة الطوارئ''· منذ ثلاثة أيام قال وزير الداخلية الحالي دحو ولد قابلية: ''إن المقترحات التي قدمتها الحكومة بشأن مطالب الحرس البلدي قد قبلتها أغلبية هذه الشريحة، وأن العناصر المعتصمة بساحة الشهداء مشوشة ولا مجال للتفاوض معهم، وأن عليهم التحلي بالانضباط وإلا سيطردون من السلك''· بعدها بيوم واحد يستقبل المدير العام للأمن الوطني عبد الغاني هامل وفدا عن الحرس البلدي المحتجين ويتفق معهم على جملة من التدابير منها ''الزيادة في الأجور ودراسة مطلب التعويض بمبلغ 540 مليون سنتيم عن مكافحة الإرهاب''· والحال هكذا، وحتى يأتي يوم تصدق فيه تصريحات أعضاء الحكومة، علينا أن نفهم منها دائما العكس كي نعرف ''راسنا من رجلينا''·