يرى محمد مشاطي أحد القادة التاريخيين للثورة الجزائرية، اأن الرهان الأكبر للنخبة الجزائرية إذا أرادات العودة للواجهة، أن تستعيد الشخصية الجزائرية الأصلية وإحيائها في كل قلوب الجزائريين وهي الشخصية التي واجه بها المجاهدون والشهداء أعداءهم ومضوا في بناء البلد· ------------------------------------------------------------------------ هل استعادة الشخصية الثورية الجزائرية هو منتهى الأهداف لبناء دولة نوفمبر؟ وهل نبني بلدا دون أن لا تكون لدينا شخصيتنا المتميزة؟ الوضع الذي تعيشه الجزائر عميق الأزمة، وأؤكد أنه لو كان أصدقائي ورفاقي على قيد الحياة لكانوا في وضع معنوي ونفسي متأثر للغاية، كما سبق وقلت في مداخلتي، وهو الوضع الذي أحس به في آخر عمري· عندما أخرج إلى الشارع الجزائري أشعر أنني بعيد كل البعد عن الهدف والمشروع الذي بناه بيان نوفمبر· لقد أصبحت خطابات الأئمة فارغة تتحدث عن أشياء لا تقوم بتربية الشعب· المجتمع الجزائري اليوم لم يعد ذلك المجتمع الذي أسست له الثورة، وأصبحنا نرى أشياء دخيلة لا علاقة لها بالجزائر وشخصياتها· أصبحنا نعيش بشخصية مطموسة وضاعت بين العادات المستوردة أصالتنا، لم يعد ديننا هو الدين الإسلامي الحقيقي· ماذا تقصد؟ دين الجزائر الإسلامي هو الدين الذي دافع عنه عبد الحميد بن باديس الدين المعاصر وليس دين السجاد فوق الأكتاف وتأدية صلاة الجمعة على الأرصفة الوسخة والأماكن النجسة، الدين الإسلامي هو العمل الجواري وهنا دور النخبة التي يكون أكبر رهان لها أن تستعيد الشخصية التي واجهنا بها بالأمس أعداءنا· إننا نعيش عصر القميص وهذه أفغنة للجزائر· من المسؤول في نظر مشاطي؟ الكل مسؤول، لكن على السلطة السياسية الجزء الأكبر من المسؤولية، لماذا بدأنا ثورتنا مع الفيتناميين وانتهينا بمستويين متباعدين· لقد حققوا بثورتهم القفزة وبقينا نحن في مستوى أدنى وهذا ما يستدعي الشباب مثلكم للبحث فيه· في كتابي ''مسيرة مناضل'' رصدت بالتدقيق أساليب الحل، من منظور سياسي· فالمشاكل السياسية هي الأصل، فالدين لا علاقة له من المفروض بأزمتنا، لأن ذلك يجمع بيننا وبين خالقنا، أما الأمور السياسية فتجمع بيننا فقط بشكل حتمي· فاستعمال السلطة السياسية للدين هو الذي أوصلنا إلى المصيبة التي يعيشها الجزائريون اليوم·