وصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى الرياض فجر أمس للتوقيع على اتفاق نقل السلطة، مما يفتح الباب أمام حل للأزمة المستمرة منذ عشرة أشهر باليمن· وقال التلفزيون الرسمي في خبر عاجل ''الرئيس اليمني وصل إلى الرياض تلبية لدعوة من المملكة العربية السعودية لحضور التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لإخراج الوطن من تأثيرات الأزمة''· من جانبه أكد مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس صالح ''سيوقع في الرياض على المبادرة الخليجية، فيما ستوقع المعارضة والحزب الحاكم على الآلية التنفيذية للمبادرة''· وقال بن عمر ''التوقيع سيتم اليوم الأربعاء في الرياض''، مشيرا إلى أن صالح سيوقع شخصيا على المبادرة الخليجية التي سبق أن وقعت عليها المعارضة في أفريل، بينما ستوقع الأخيرة مع الحزب الحاكم على الآلية التنفيذية للمبادرة التي تحدد جدولا زمنيا مفصلا للمرحلة الانتقالية في اليمن· وقالت مصادر إعلامية أن عددا من المراقبين يرون أن ذهاب صالح إلى الرياض بمثابة الخروج الأخير من صنعاء، وأن ذهابه إلى المملكة السعودية ليس فقط للتوقيع على المبادرة ولكن للبقاء بها، خاصة وأن مسألة بقائه تسعين يوما كرئيس شرفي بعد نقل سلطاته لنائبه عبد ربه منصور هادي أثارت مخاوف كثيرة لدى المعارضة من أن يثير ذلك أزمات داخلية· وأضافت ذات المصادر أن المبعوث الأممي إلى اليمن حذر صالح من اتجاه داخل مجلس الأمن بدعم من الولاياتالمتحدة ودول أوروبية لتوقيع عقوبات عليه في حال لم يوقع على المبادرة الخليجية· ومن المتوقع أن يعقد بن عمر مؤتمرا صحفيا في صنعاء اليوم قبل أن يغادر إلى الرياض برفقة عدد من قادة المعارضة· من ناحية أخرى أشار المحلل السياسي أحمد عايض في حديث للجزيرة إلى أن الاشتباكات التي وقعت بعد أن سيطر مسلحون موالون للثورة على معسكر تابع للحرس الجمهوري بالقرب من صنعاء عجلت بدفع صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية بعد أن بدا أن الحل العسكري للأزمة لم يعد ممكنا· وتتضمن آلية نقل السلطة تفويضا من قبل الحزب الحاكم والمعارضة لبن عمر بالعمل على التوصل لاتفاق برعاية أوروبية أميركية خليجية يسمح بتنفيذ الآلية المتعلقة ببدء المرحلة الانتقالية، ونقل الصلاحيات لنائب الرئيس· ويسمح الاتفاق بالبدء في انتخابات رئاسية مبكرة خلال تسعين يوما بمرشح توافقي، وإنشاء لجنة عسكرية برئاسة نائب الرئيس لهيكلة الجيش على أسس وطنية بإشراف سلطة مدنية قبل إجراء الانتخابات المبكرة· وبينما أوضحت مصادر بالمعارضة أن الاتفاق جاء حصيلة تدخل دبلوماسيبن أميركيبن وأوروبيين ضغطوا على الطرفين للتوصل إلى حل وسط، ذكر مصدر في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن الاتفاق كان جاهزا منذ عدة أيام لكنه لم ير النور بسبب معارضة أحد أحزاب تحالف المعارضة· وأشار مسؤولون من المعارضة إلى أنه بموجب الاتفاق سيحتفظ صالح بلقب الرئيس ولكن دون أي سلطات، وأن من العقبات التي كانت تعترض الاتفاق قضية الصلاحيات التي ستمنح للجنة عسكرية يجري تشكيلها للإشراف على القوات المسلحة ستملك سلطة إقالة القادة الذين يرفضون إطاعة الأوامر· وأضافوا أن صالح وافق على إعطاء اللجنة هذه السلطات لأن هادي سيقودها، في حين قال مسؤولون بالمعارضة إن الاتفاق يمهد لإجراء انتخابات رئاسية في جانفي المقبل·