أحصت وزارة التربية الوطنية أزيد من 52 ألف حالة عنف مدرسي على المستوى الوطني، خلال السنة الدراسية الماضية والأشهر الأولى من السنة الجارية، وقد دقت الوصاية ناقوس الخطر جراء تفاقم هذه الظاهرة بشكل رهيب خلال السنوات الأخيرة· كشفت وزارة التربية الوطنية، مؤخرا، في دراسة أعدتها حول العنف في الوسط المدرسي، عن أرقام مخيفة حول الظاهرة، مؤكدة ارتفاعها بشكل مخيف خلال السنوات الأخيرة، وعبرت عن قلقها من هذه الأرقام، التي تعدت 25 ألف حالة عنف على المستوى الوطني، وفي جميع الأطوار التعليمية الثلاثة· وحسب ما أسرت به مصادر مسؤولة بالوصاية، فإن ظاهرة العنف في الوسط المدرسي انتشرت بشكل غير مسبوق في الجزائر، حيث تم إحصاء تعرض 4555 أستاذ إلى العنف من قبل التلاميذ، مقابل 1942 تلميذ تعرضوا للعنف من طرف الأساتذة وموظفي الإدارة، وبلغت حالات العنف ما بين التلاميذ أنفسهم 17645 حالة، خلال العامين الأخيرين· ووفق الإحصاءات التي قدمتها الوصاية، فإن تلاميذ طور التعليم المتوسط هم الأكثر تضررا من العنف الممارس من قبل الأساتذة والإداريين بين الأطوار التعليمية الثلاثة، فقد تعرّض الموسم الماضي أزيد من 999 تلميذ في المتوسط للعنف، مقابل 645 في الابتدائي و298 تلميذ في الثانوي، كما أكدت الإحصائيات أن العنف الذي يمارسه التلاميذ تجاه الأساتذة، وكذا الإداريين تفاقم بشكل ملفت للانتباه مقارنة بالعنف الجسدي واللفظي الذي يذهب ضحيته التلاميذ بسبب سوء ممارسات بعض الأساتذة، وتزداد هذه الظاهرة لدى تلاميذ مرحلة التعليم المتوسط الذين تورط 2899 منهم في التطاول على الأساتذة سواء جسديا أو عن طريق التلفظ بكلمات غير أخلاقية، مقابل 1455 تلميذ يدرسون في الطور الثانوي، و201 تلميذ يدرسون في الطور الابتدائي. وأكدت الدراسة أن من بين أهم أسباب تفشي ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، ظاهرة التفكك الأسري والفقر واضطراب العلاقة بين الوالدين، وكذا الإخفاق الدراسي، كما أشارت إلى أن فضاءات الأنترنت، وكذا بعض البرامج التلفزيونية من ضمن أسباب تزايد انتشار ظاهرة العنف· والشيء الملفت أن الدراسة كشفت أن تعاطي المخدرات والتدخين سببان مهمان في تنامي الظاهرة، وأكدت الدراسة أن المحيط المدرسي ليس الوحيد المسؤول عن هذه الظاهرة، بل هناك عوامل خارجية نظرا لتأثر المدرسة بها، فالمجتمع بأسره مسؤول عن هذه الظاهرة. وللإشارة، فقد كان وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد أكد، نهاية الأسبوع الماضي، أن وزارته تعكف على تجسيد خطة وطنية للتكفل بالعنف والآفات المختلفة في الوسط المدرسي.