مازال الإنسان، وبالرغم مما أوتي من قوة فكر ورجاحة عقل، يبحث دون كلل أو ملل لمعرفة ما يدور حوله من ظواهر وأسرار الكون وما فيه من الصواعق والأوبئة دون معيار علمي أو منطقي يدله على حدوثها أو ينبئه عن وقوعها، مما دفع به إلى وضع قياسات زمنية وحسابات فلكية وأرقام تنجيمية وفرضيات فلسفية وتفسيرات دينية اجتماعية ونفسية وتجارب رياضية وفيزيائية··· لمعرفة تلك الخوارق والظواهر الغريبة التي لم يتوصل الدارسون والباحثون منذ الوجود البشري لفك رموزها وصورها الغريبة، رغم وقوعها وإدراكها والإحساس بها، بل مشاهدتها ومعايشتها· وغالبا ما تولى الاهتمامات العلمية والفكرية لدراسة الخوارق في الأنصاف الأخيرة من نهاية كل زمن من القرن (كل رأس مائة سنة) وفق حسابات التقويم الزمني لدوران الشمس والأرض ومنازل القمر والكواكب الأخرى ذات التأثير الكبير على الأرض، وحياة سكانها ومعتقداتهم الراسخة الواردة في كتبهم وأديانهم السماوية (الإسلام، اليهودية، المسيحية) عبر كل الحضارات والأمم والشعوب، في أن للحياة البشرية بداية ونهاية، وقد تكون فردية وقد تكون جماعية، كما قد تكون عادية وقد تكون بفعل تفاعلات طبيعية أو فجائية مباغتة، لا تبقى ولا تذر، ومن أهم تلك الجداول والتقويمات الزمنية المتعلقة بمختلف مسار مراحل الحياة البشرية، التقويم الصيني (4708)، التقويم العبري (5772)، التقويم الأمازيغي (2962)، التقويم المسيحي (2012)، التقويم الهجري (1434) والتقويم الهندوسي الذي يسير وفق الغاية من الحياة· وتقويم شعب المايا الذي أحدث ثورة فكرية وعلمية كونية حيرت البشرية الذي ينتهي بنهاية العالم (5126) الموافق العام 2012 م و1434ه، حسب التقويم المتعارف عليه في أغلب الدول الغربية والعربية، ذلك التقويم (تقويم شعب المايا) الذي يعتبر من التقويمات الدقيقة في التحديد ومعرفة الظواهر والكوارث التي تلاحق الحياة البشرية والقائمة على دراسات وحسابات دقيقة واستنتاجات رياضية تحققت نتائجها بعد مراقبة ومتابعة لفترات زمنية طويلة، بخلاف تقويمات حضارات الشعوب الأخرى، القائمة على فرضيات التنجيم والأساطير أو تلك المتعارف عليها اليوم بالتنبؤات العلمية الاستشرافية الاستباقية غير البعيدة نسبيا عن معتقدات شعب المايا وإيمانه بأن البشر يخلقون ويموتون كما هو السائد في مختلف الأمم والشعوب، وما تضمنته كتبهم المقدسة والأديان السماوية الكبرى (الإسلام اليهودية المسيحية)، حيث يعتقد شعب المايا بأن الإنسان يعيش في دورات زمنية لا تتجاوز الخمسة آلاف (5000) سنة، وهي الفترة الزمنية نفسها التي وردت في التوراة والأناجيل المختلفة حول خلق الإنسان وبقائه لمدة (5000) سنة تنتهي مع نهاية عام 2012 م / 2962 بالتقويم الأمازيغي الذي يشير إلى استمرار الحياة· أما عن العرب والمسلمين، وبالرغم من عدم اهتمامهم بالدراسات التنجيمية والتنبوئية والحسابات الدقيقة، فإنهم غالبا ما يوظفون تلك الخوارق والظواهر، خاصة عند كل نهاية القرن (مائة سنة) هجري لإيحاءات، ورؤى منامية منسوبة لأحد العلماء أو أقوال أحد المجاذبة والمشاهير من الصلحاء التي لا تخرج مضامينها عن الوعظ والترغيب والتخويف والترعيب كتلك الرسالة المكذوبة، التي عرفت انتشارا في الوطن العربي عام (1978) الموافق لبداية القرن الرابع عشر الهجري (1400) التي يقول فيها صاحبها الشيخ أحمد، خطيب وحامل مفاتيح المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة المملكة العربية السعودية، أنه في يوم الجمعة وبعد ختامه للقرآن الكريم نام بالمسجد، وفي منامه رأى النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقال له: ''في هذا اليوم مات 6000 مسلم ولم يدخل منهم أحد الجنة وأن القرآن سيرفع من صدور المسلمين مع بداية القرن الرابع عشر الهجري، الذي تكثر فيه الزلازل والصواعق، وردة بعض المسلمين وعودة بعض القبائل إلى عبادة الأصنام· وتنتهك حرم المساجد، وتسود سيادة الفساق ويتولى شؤون القوم أرذلهم، وتقطع صلة الأرحام، ويتطاول الحفاة العراة في البناء وزخرفة البيوت والتنافس على وجه الكبر والخيلاء في بناء العمارات، والتعالي على بعضهم البعض، ويكثر الاقتتال دون سبب وتهجر البوادي والقرى وتتأزم الحياة اليومية لكسب العيش ويكثر الشح والبخل والكذب وعدم اللامبالاة بمصدر المال من حلال أم من حرام وتحتكر السلع ويسيطر الجهلاء والأميون على المال والسوق، وتضيع الأمانة وترفع الرحمة من القلوب، حتى يصبح الناس يتمنون الموت، إلى غير ذلك من الظواهر المتقاربة بين معتقدات الأمم والشعوب المؤمنة ببداية نهاية الكون عام .2012 وفق التقويم القمري المعلوم لدى أتباع الديانات السماوية واسعة الانتشار، والمبشرة باحتمال حدوث كوارث طبيعية كبرى التي تحدث على مسار التقويمات البشرية وعوالمها، المتلاحقة وادعاء البعض منهم النبوءة وعودة عيسى (عليه السلام) والمسيح الدجال والمهدي المنتظر، إشارة إلى نهاية عام وبداية زمن· لكن، ومنذ نهاية النصف الأخير من الألفية الثانية، وبفضل تلك الطفرة العلمية والتكنولوجيا الرقمية عالية التوصل من خلال خبراء الفضاء وعلماء التاريخ ودراساتهم التحليلية لحركة تاريخ الكون، من خلال النصوص والكتابات الأثارية المكتشفة لحضارات الأمم السابقة كالا شوريون والسومريون والكلدانيون والبابليون، والفراعنة، التي أشارت إلى كوكب أطلق عليه اسم ''نبييرو'' الذي تتم دورته ومروره بين الشمس والأرض كل 3600 عام وهو واحد من بين (10000) كوكب معروف علميا قابل للارتطام بالأرض، مصحوب بإعصار شمسي وشحنات مغناطيسية عالية، محدثا كوارث طبيعية كبرى على الكرة الأرضية تقضي على 70 بالمائة من اليابسة وما عليها من البشر، وهو ما أكد وجوده علماء ''النازا'' عام (1983) في أبحاثهم المتتالية وإقبالهم على إنشاء مراكز إنذار مبكر لرصد تنقلاته ودراسة وسائل الحماية النسبية من أخطاره، وأخطار الأجسام والنيازك المحرقة الأخرى (بحيث أن جسما بحجم كرة القدم يهلك أثناء ارتطامية بالأرض أكثر (800 كلم مربع) الذي سيدفع بالشهب والكويكبات والنيازك السابحة المؤثرة الكبرى، التي يبلغ قطر إحداها (250 كلم) محدثة قبل ارتطامها بالأرض موجة حرارية عالية تعطل كل ما توصل إليه الإنسان من اختراعات وصناعات كهربائية متطورة خاصة المراكز النووية التي سيزيد غبارها وغاراتها الخانقة كارثة أخرى تدوم أكثر من 09 أشهر عبر مختلف القارات، يسبق ذلك الحدث الكبير مؤشرات عديدة لخصها بعض العلماء (1980) في ظواهر كونية عديدة كالزلازل الكبرى التي تتراوح ضرباتها من (7 إلى 9 على سلم رختر) التي تدوم من (6 ث إلى 8 س) لمدة 11 لا تستقر فيها الأرض إلا بعد 6 أشهر، وزيادة منا تفجر البراكين الخامدة وتكثر الرياح (350 كلم س) والأعاصير والصواعق والانزلاقات والانخفاضات المفاجئة للأرض والفيضانات الجارفة، حيث ترتفع نسبة المياه بالبحار والمحيطات (4,3 كلم) وقد كان لتحرك ذلك الكوكب قبل تحديده (1983) بسنوات قليلة مؤثرات نفسية على المجموعة البشرية تمثلت في ظهور الأمراض والعوارض المستعصية، حيث سادت مظاهر الهوس والاختلالات الذهنية والاهتزازات العقلية والتصدعات الفكرية وأصبح سكان العالم يعيشون دون وازع أو رادع أو عمل هادف يرافق ذلك التغير الطبيعي الكبير لبداية نهاية العالم، مؤثرات واضحة ودقيقة تظهر في الحياة اليومية للإنسان لكن دون تقييم أو يقين لدرجاتها المتفاوتة على الذهنية البشرية والتركيبة الاجتماعية والعقلية لسكان المعمورة، نتيجة تحلحل الكواكب والنجوم وعدم توافقها والحسابات والطوالع المعتادة المتعلقة بدراسة الأجسام الحرفية والأرواح الرقمية لعلم التنجيم، التي تشير إلى بداية نهاية العالم، عكس تلك التوقعات العلمية والدراسات الأكاديمية الاستشرافية الاستباقية، حيث تكون هناك أهوال طبيعية تظهر بوادرها في زوال الحضارة المعاصرة بداية بالدول المسيطرة على العالم، حيث تشهد الولاياتالمتحدةالأمريكية كوارث طبيعية مدمرة مصحوبة بظواهر مباغتة غريبة تحدث هلعا كبيرا يؤدي إلى فقدان العديد من الأرواح البشرية قبل ما سوف تخلفه العواصف والفيضانات التي ستقضي على 34 من مساحة الأراضي الزراعية والشواطئ، إلى جانب سقوط النيازك الكبيرة الحاملة لتيارات مغناطيسية عالية تعطل المولدات الكهربائية وتفجر المراكز النورية والبراكين الكبرى، تسبقها فضائح وأزمات مالية داخلية تنبئ بالحرب وحملة إعلامة مشينة بين الأحزاب تضحي برئيس العالم· أما عن غرب أوروبا خاصة فرنسا الأكثر الدول عرضة للخراب، حيث تغمرها مياه الأنهار والشواطئ لارتفاع نسبها إلى (4,1كلم) إلى جانب الانزلاق والانخفاض الأرضي بالكيلومترات، لا تجف إلا بعد سنتين طوال تظهر فيها اليابسة على شكل جزر متباعدة تسلك النظام الفيدرالي، والباقي يلحق بسجلات ذكريات التاريخ· يسبق ذلك بمدة قصيرة قحطا شديدا يعجز نظام الحكم على مواجهته، حيث تتوقف على إثره السياحة ومختلف الأنشطة الاقتصادية، لدرجة السطو على ودائع وأموال الغير بالبنوك خاصة الأجنبية، كما تتسبب ارتفاع درجة حرارة المعادن في الانفجارات النووية والغازات البركانية الخانقة محدثة هجرة جماعية نحو المجهول، كما تكون درجة تأثير هذه الظواهر متفاوتة الخطورة في أوروبا، حيث تعود اسكندينافيا إلى الهيئة الأولى· والقارة الآسيوية كغيرها من القارات الأخرى ستعرف، لكن وبأقل درجة، أهوال وصواعق وزلازل وأعاصير جارفة تحصد فيها الأرواح بالملايين، إلا أن البعض منها (الصين الهند باكستان) تنفرد بكثرة الأوبئة والأمراض الفتاكة والانقراض الطبيعي البشري التدريجي· أما جزيرة العرب التي لم تكن بمنأى عن هذه الظواهر والأحداث الكونية المصيرية، فإن أهم ما يشد الأنظار إليها هو ذلك الدور الإنساني العالمي المميز والحضور العربي البارز لأمراء آل سعود وتدخلاتهم بالمساعدات والخيرات مما يؤدي ببعض الشعوب الهالكة والمتضررة إلى المطالبة بحكام منهم، وهي سابقة تاريخية تعرفها الألفية الثالثة، مما يزيدهم شأنا سياسيا واحترام عالمي غير مسبوق، وقد يظهر واحد منهم يحمل تواريخ أحداثه ومختلف نشاطاته رقم 08 بتأسيس إمارة أو مملكة بغرب إفريقيا (تحدد ملامحه بداية من أفريل القادم)، كما ستظهر امرأة عالمة (أميرة) متمكنة من الحكم والملك تتولى شؤون إمارة غير بعيدة عن الإمارة التاريخية لابنة أبي الفضل السيدة زينب أم جعفر زوجة الخليفة هارون الرشيد التي ضربت الدراهم باسمها عام 184م· أما عن الجزائر، تاج القارة الإفريقية وبوابة جنوب أوروبا، لم تكن ببعيدة عن أخطار الكون وبداية نهاية العالم، حسب تقويم شعب المايا في التاريخ الأمازيغي 2962، حيث تنعكس عليها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية كالجفاف والأوبئة والهجرة العكسية الجماعية بالألف من الشمال إلى أقصى الجنوب، محدثة قلاقل إنسانية مفرطة (تحدد مؤشراتها في شهر أكتوبر القادم)· كما تشهد المنطقة زلازل كبرى وفيضانات جارفة وانزلاقات وانخفاضات أرضية بالسواحل البحرية (تمتد مياهها إلى الداخل بحيث تسير مسافة 50 كلم في ظرف ثلاث دقائق) وكذا مؤشر انفجار بركان خامد (بوزريعة مثلا) وسقوط نيازك حارقة في العديد من المناطق، وهي أكبر بكثير من تلك التي سقطت بولاية الأغواط والمعروفة (ضاية المادنة) المكتشفة عام .1928 في حين تشهد الساحة الجزائرية رحيل سادة وقادة حكموا الجزائر إلى الرفيق الأعلى التوقف عن العمل السياسي مما يتسبب في انفلاتات سياسية لها أثارها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي· يحدث ذلك كله مع بداية نهاية العالم حسب تقويم شعب المايا وتستمر الحياة حسب التقويم الأمازيغي .2962