مذكرتي اعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: مجموعة السبع تؤكد التزامها بقرار المحكمة الجنائية الدولية    كرة القدم/رابطة أبطال إفريقيا : شباب بلوزداد ينهزم أمام اولاندو بيراتس (1-2)    بصمة الرئيس تبون بادية للرقي بالفلاحة والفلاحين    تصحيح مواضيع اختبارات الفصل الأول في الأقسام    الجزائر تطرد مجرمة الحرب ليفني من اجتماع أممي بالبرتغال    الفريق أول شنقريحة يزور معرض أحمد الجابر للنفط واللواء مبارك المدرع 15    الاحتلال الصهيوني يمسح 1410 عائلة فلسطينية من السجل المدني    الاتحاد الدولي للسكك الحديدية يشيد بمشاريع الجزائر    وزارة الصناعة : السيد غريب يشرف على تنصيب الأمين العام ورئيس الديوان    وزير الاتصال يعزّي عائلة الفقيد والأسرة الإعلامية    الفريق أول شنقريحة يواصل زيارته الرسمية إلى الكويت    رحيل صوت القضيتين الفلسطينية والصحراوية في المحاكم الدولية    الجيش الصحراوي يستهدف قوات الاحتلال المغربي المتمركزة بقطاع امكالا    مظاهرة أمام البيت الأبيض نُصرةً لفلسطين    هذا جديد بورصة الجزائر    متعامل الهاتف النقال "أوريدو" ينظم حفل توزيع جوائز الطبعة 17 لمسابقة نجمة الإعلام    الاجتماع الوزاري لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات: عطاف يعقد جلسة عمل مع نظيره البرتغالي    نظير جهوده للرقي بالقطاع..الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين يكرم رئيس الجمهورية    لخضر رخروخ : إنشاء المجمع العمومي لبناء السكك الحديدية مكسب كبير    الصيد البحري وتربية المائيات.. فرص استثمار "واعدة"    مسح 1410 عائلات كاملة..إسرائيل ترتكب 7160 مجزرة في غزة    سوناطراك تفتح مسابقة وطنية لتوظيف خريجي الجامعات    محرز يحقق رقما مميزا في دوري أبطال آسيا    مازة لن يغادر هيرتا برلين قبل نهاية الموسم    مدرب مانشستر يونايتد يصر على ضم آيت نوري    حريق يأتي على ورشة نجارة    اكتشاف عيادة سرية للإجهاض    طالب جامعي متورط في سرقة    الإطاحة بشبكة إجرامية من 5 أشخاص بوهران    حرائق سنة 2024 مقبولة جدا    الجزائر استكملت بناء منظومة قضائية جمهورية محصنة بثقة الشعب    معرض لورشات الشباب الفنية    البحث في علاقة المسرح بالمقاومة    تسليط الضوء على أدب الطفل والتحديات الرقمية الراهنة    جائزة الشيخ عبد الكريم دالي : حفل تكريمي للفنان الراحل نور الدين سعودي    الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير بتبسة: فيلم "القناع" للمخرج فيصل قادة يفتك المرتبة الأولى    الملتقى الدولي للمهرجان الثقافي للفن المعاصر : منصة للتبادل والتحاور في مواضيع الفن المعاصر    تطبيق مبتكر يحقق الأمن السيبراني    أيام توعوية حول مضادات الميكروبات    كابوس مرعب في موسم الشتاء    الفترة المكية.. دروس وعبر    العدوان الصهيوني على لبنان: الأمم المتحدة تجدد دعوتها لوقف إطلاق نار دائم وفوري لإنهاء خسارة الأرواح والدمار    معرض الحرمين الدولي للحج والعمرة والسياحة بوهران: استقطاب أكثر من 15 ألف زائر    وزير الصحة يشرف على اختتام أشغال الملتقى الدولي الثامن للجمعية الجزائرية للصيدلة الاستشفائية وصيدلة الأورام    تسيير الأرشيف في قطاع الصحة محور ملتقى    السيد سعداوي يترأس ندوة وطنية عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد    الفروسية : كأس الاتحادية للمسابقة الوطنية للقفز على الحواجز من 28 إلى 30 نوفمبر بتيبازة    سوناطراك: 19 شعبة معنية بمسابقة التوظيف القادمة    رقمنة القطاع التربوي: التأكيد على "الانجازات الملموسة" التي حققتها الجزائر    الدور الجهوي الغربي الأخير لكأس الجزائر لكرة القدم: جمعية وهران -اتحاد بلعباس في الواجهة    توقيف مُشعوذ إلكتروني    إعادة انتخاب دنيا حجّاب    ندوة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس        هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



''الكان'' صامط هذا العام
نشر في الجزائر نيوز يوم 13 - 01 - 2012

بأي معنويات سيتابع الجمهور الجزائري فعاليات الدورة النهائية لمنافسة كأس إفريقيا للأمام التي ستنطلق بعد أيام بالغابون وغينيا الاستوائية؟ كيف سيتفاعل مناصرو الخضر مع الأجواء التي ستطبع التظاهرة؟ هل سينتابهم الغضب أحيانا والحسرة أحيانا أخرى وهم يشاهدون إنجازات المنتخبات الحاضرة هناك؟ وهل تحظى هذه الدورة بنفس الاهتمام الذي عرفته سابقتها عندما كان منتخبنا حاضرا هناك؟ لمن سيخفق قلب المناصر الجزائري، وما هي تكهناته حول البطل القادم للقارة السمراء وأخيرا، هل ينسى الجمهور، ولو لبعض الأسابيع، إخفاقات منتخبنا الوطني وجو انهياره في التصفيات؟
في الحقيقة هناك العديد من الأسئلة خطرت ببالنا ونحن نحاول معرفة آراء الجماهير الجزائرية في الدورة القادمة لكأس إفريقيا التي سيغيب عنها المنتخب الوطني، خاصة بعد أن عاش أجواء التأهل إلى دورة أنغولا 2010 وكأس العالم بجنوب إفريقيا.
علينا تقبل منطق الكرة
لم نجد تقريبا أي صعوبة ونحن نحاول كشف أغوار خيبة الأمل التي عادت مرة أخرى إلى قلوب عشاق الخضر بعد أن هدأت منذ أشهر عديدة، يوم ضاع حلم التأهل، خاصة ونحن على بعد أيام فقط من انطلاق الكأس الإفريقية، ما لمسناه من خلال أحاديثنا مع بعض المواطنين هو في الحقيقة خليط من الحسرة واليأس والقنوط، كيف لا وكل أمانيهم ذهبت أدراج الرياح بعد استفاقة ظرفية عاشوها بجوارحهم وتفاعلوا معها ذات يوم في أنغولا وجنوب إفريقيا وهو ما ذهب إليه السيد عبد الحميد وهو أستاذ بالثانوي: ''صراحة لا أجد الكلمات المناسبة والملائمة للتعبير عن خيبة أملي وكأس إفريقيا على الأبواب فرغم قناعتي ويقيني بأن الخضر لم يفعلوا الشيء الكثير ولم يقدموا مردودا جيدا يسمح لهم بالتواجد مع خبرة المنتخبات الإفريقية إلا أنني لم أهضم إقصاء منتخبنا وتراني اليوم غير مبال كثيرا بفعاليات موعد الغابون، وغينيا الاستوائية، وصدقوني إن قلت لكم بأنني سأحاول فقط متابعة بعض المواجهات وفق ما ستسمح لي الظروف، وسوف لن أكلف نفسي عناء مشاهدة كل اللقاءات''.
كما يعتقد عبد الحميد أن المنتخبات التي وصلت إلى النهائيات لم تحقق ذلك بالصدفة، بل قدمت مستويات كبيرة أهلته لانتزاع التأشيرة عن جدارة واستحقاق، وإذا كانت بلادنا ستكون بالتأكيد غائبة فالأمر يبدو منطقيا بالنظر إلى العروض التي قدمها منتخبنا الوطني خلال التصفيات وعلينا أن نتقبل منطق الكرة.
وهو يتحدث عن الكارثة التي ألمت بكرتنا عرج عبد الجميد على الأجواء التي ستعيشها المنتخبات الإفريقية الحاضرة في العرس الإفريقي، حيث تنبأ بأن تكون كبيرة حتى في غياب بعض المنتخبات على منوال الجزائر، مصر أو الكاميرون: ''بغض النظر عن هذه المنتخبات الكبيرة التي لم تستطع التأهل إلى النهائيات، فإن هناك العديد من المنتخبات القوية التي ستقدم عروضا كروية في المستوى على منوال، كوت ديفوار، المغرب، تونس، مالي.. إلخ، بالإضافة إلى بعض المنتخبات الأخرى التي لا تملك تجارب كبيرة في هذه المنافسة غير أن مستوياتها تطورت والدليل أنها تمكنت من إزاحة الكبار من السباق''.
المشاهدة من أجل المتعة ليس إلا
متابعة فعاليات كأس إفريقيا من دون حضور المنتخب الوطني سينقص بالتأكيد من تلهف بعض المناصرين لمتابعة كل صغيرة وكبيرة في الدورة، لأن تواجد نخبتنا كان سيعطي للمنافسة نكهة خاصة، ويكفي فقط هنا الإشارة إلى أن بعض الجماهير ستكتفي بالمشاهدة دون المناصرة وهو ما حاول الشاب مراد تبيانه من خلال تركيزه على عامل الحياد: ''لقد كنت أتمنى من كل قلبي أن تكون كرتنا حاضرة خلال شهري جانفي وفيفري بالغابون وغينيا الاستوائية، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، لأننا لم نتمكن من ضمان التأهل فوق الميدان، وهو ما يعني أنني سأشاهد المباريات من أجل المتعة الكروية فقط وسوف لن أناصر أي منتخب على حساب آخر، وأعتقد أن الذي سيظفر بالكأس سيتحدد من خلال المردود الذي يقدمه لأن لعبة كرة القدم تبتسم لمن يحسن التعامل معها''.
هكذا يفضل مراد متابعة حيثيات دورة كأس إفريقيا، فهو مثل بقية الجزائريين تأثر كثيرا لغياب الخضر: ''لا أضيف شيئا إن قلت لكم بأن آثار الصدمة التي أصابتني يوم ضيعنا التأهل ما تزال لم تنمح بعد، خصوصا ونحن ننتظر انطلاقة العرس الإفريقي ، لقد أصبت بإحباط كبير جاء مباشرة بعد تأهلنا إلى كأسي إفريقيا والعالم 2010 وبقدر الفرحة والبهجة التي شعرت بها يوم سجل عنتر يحيى هدف أم درمان، بقدر ما أصبت بخيبة يوم انهار منتخبنا بالمغرب وضيع حلم التواجد مع أقوياء إفريقيا''.
كأس إفريقا لا حدث
مناصرة المنتخب الوطني والتفاعل مع نتائجه لم تكن مقتصرة على الرجال دون النساء، لقد أحدثت أجواء أم درمان والمونديال انتصارات الكرة الجزائرية، قبل عامين تقريبا نقلة نوعية في اهتمام الجنس اللطيف بمعشوقة الجماهير وقد لمسنا ذلك من خلال رد فعل السيدة فاطمة الزهراء وهي عاملة بإحدى المؤسسات الجزائرية عندما سألناها إن كانت مهتمة بالحدث الكروي الإفريقي القادم في غياب المنتخب الوطني: ''لقد اتخذت قرارا بعدم متابعة أطوار كأس إفريقيا القادمة بعد إقصاء منتخبنا الوطني، الذي عشت معه أسعد اللحظات يوم خطف الانتصار والتأهل من المنتخب المصري بأم درمان، لقد تابعت كل مقابلاته بكأسي إفريقيا والعالم، وتفاعلت مع العروض الكروية التي قدمها أشبالنا، لكن اليوم أنا مستاءة من خروجنا من الباب الضيق وغيابنا عن الموعد الإفريقي''.
بهذه النبرة عبرت لنا هذه السيدة عن حسرتها الكبيرة، غير أنها ما تزال تحلم بتأهل منتخبنا لكأس إفريقيا القادمة بعد عام تماما من الآن: ''كل ما أرجوه هو أن يوفق لاعبونا والطاقم الفني في كسب ورقة التأهل إلى الكأس الإفريقية القادمة حتى ننسى مرارة غيابنا هذه السنة''.
ولم يختلف أحد المناصرين الآخرين، وهو طالب جامعي يدعي مصطفى عندما أعلنها صراحة بأنه لن يشغل باله بما سيجري في الغابون وغينيا الاستوائية:'' بالنسبة للدورة القادمة تعتبر لا حدث وبالتالي لا أعير لها أي اهتمام، وربما سأشاهد بعض اللقاءات التي أراها قوية''.
''وما عدا ذلك فالمناسبة في غياب المنتخب الوطني لا تعنني بتاتا، وسوف لن أناصر أي فريق والأكثر استعداد وعطاء هو الذي سيظفر بالكأس الإفريقية وسوف نفرح له لأنه ببساطة كان الأقوى والأحسن وفقط''.
وتبقى نظرة أحد المهلوسين بلعبة كرة القدم وهو شاب في عقده الثالث مخالفة تماما للآراء التي لمسناها لدى شريحة كبيرة من المواطنين لأنه ببساطة يعتزم متابعة حيثيات التظاهرة الإفريقية من منطلق حبه الكبير للعبة، فهو منذ سنوات طويلة يتابع عن كثب كل ما يجري في الساحة الكروية القارية والعالمية: ''لا يهمني إن كانت الجزائر موجودة أم لا لأن المنافسة الإفريقية تهمني كثيرا كوني مولع منذ الصغر بالكرة المستديرة. لقد كنت أتمنى تواجد نخبتنا الوطنية مع أقطاب الكرة الإفريقية لكن ذلك، لم يحدث، لأننا لم ننجح في اجتياز عقبة منافسينا ولا نلوم إلا أنفسنا، كما أنني سأتابع بعض المنتخبات الإفريقية التي من المتوقع أن تبرز في هذه الدورة على منوال كوت ديفوار بنجومه الكبار، وغانا بنكهتها البرازيلية ومالي بقوتها البدنية دون أن ننسى جيراننا ونعني طبعا تونس والمغرب'' هكذا ينوي هذا الشاب أن يعيش كأس إفريقيا للأمم وهذه هي قناعته التي عبر لنا عنها وكله أمل أن ينجح منتخبنا الوطني في استدراك الأمر خلال دورة 2013 حتى يعيش معه لحظات ممتعة على منوال ما حدث في دورة أنغولا 2012 وكأس العالم الأخيرة، وهي أمنية تبقى رهن الوجه والمردود الذي سيظهر به ممثلونا عندما تأتي ساعة الحقيقة، وفي انتظار ذلك فإن أفضل الإيمان هو أن نستمتع بما سيقترحه علينا منشطو دورة الغابون وغينيا الاستوائية.
----------------------------------------------------------------------------
تقنيون يتحدثون عن كأس إفريقيا
عمر بتروني (لاعب دولي سابق): غياب الجزائر يفقد المنافسة نكهتها
''مشاهدة كأس إفريقيا للأمام التي ستنطلق بعد أيام في غياب الجزائر سيفقدها النكهة المعتادة بالنسبة لنا كجزائريين وحيث ستغيب المتابعة الحماسية التي ميزت حضورها في الدورات السابقة خاصة الأخيرة التي جرت بأنغولا، لقد كان بإمكاننا التواجد مع المنتخبات الإفريقية المؤهلة لو عرفنا كيف نسير مرحلة ما بعد المونديال الأخير، حيث كان من المفيد إحداث تغييرات على مستوى الطاقم الفني وهو الأمر الذي حدث بعد أن فات الآوان.
وشخصيا لا أناصر أي منتخب وسأسعى فقط لمتابعة مردود كل من تونس والمغرب وكذا المنتخبات الجديدة التي تشارك في هذه الدورة، وأعتقد أن حضورها سيساهم في تطور المستوى الفني ويرفع إيقاع اللعب، ويرتقي بمستوى الكرة الإفريقية إلى الأعلى''.
مصطفى بسكري (مدرب): سأساند المنتخبات العربية
''نحن كمدربين مضطرين لمتابعة فعاليات كأس إفريقيا للأمم القادمة بعيون تقنية، وتقييم مردود المنتخبات الإفريقية التي ستنشط الحدث خاصة تلك التي ستلعب ضد منتخبنا الوطني في التصفيات التأهيلية القادمة لكأسي إفريقيا والعالم.
وشخصيا سأتابع أطوار المنافسة بدون عاطفة في ظل غياب الجزائر، ودون شك سأساند المنتخبات العربية في صورة تونس والمغرب.
ولعل ما يهمنا هو الوقوف على الجديد الذي ستحمله هذه الدورة فيما يتعلق بمستوى التشيكلات الإفريقية، وتحديد السقف التقني الذي بلغته خاصة تلك التي ستشارك لأول مرة، وما أتمناه هو أن نتمكن من حفظ الدروس والعمل على العودة إلى هذه المنافسة الإفريقية الكبيرة في القريب العاجل وأعني .''2013
عبد الرحمان مهداوي (مدرب): سأشجع الكرة الجميلة
''أول شيء، دعني التذكير بخيبة الأمل التي انتابتني مثل بقية الجمهور الجزائري بسبب غيابنا عن هذه الدورة، لأن حضورنا كان سيسمح لنا بالبقاء في أجواء الكرة الإفريقية، ومن ثم تقييم مستوانا الفني والبدني والتكتيكي، واكتساب الخبرة، لأن غيابنا سيبقينا بمعزل عن تطور الكرة الإفريقية، كما أن هذه الدورة ستعرف كذلك غياب منتخبات معروفة مثل بطل إفريقيا مصر والكاميرون، وهو ما سينقص من المستوى العام للتظاهرة وقيمتها.
ورغم ذلك أظن بأننا سنكتشف بعض الوجوه الجديدة، لأن المنطق الكروي يقول أن غياب نجوم سيسمح باكتشاف أخرى، وبالنسبة لي سأتابع وأشجع المنتخبات التي تقدم كرة راقية وتقترب من المستوى العالي''.
روبورتاج: حسن. ب
----------------------------------------------------------------------------
نصفق.. ونتجاوب.. ولو على مضض
أسبوع بالتمام والكمال يفصلنا عن انطلاق العرس الكروي الإفريقي بمناسبة إجراء كأس إفريقيا للأمم، حيث سيتجدد الموعد مع منافسة قارية أصبحت اليوم تستقطب اهتمام سماسرة الكرة العالمية كما جماهيرها، وهي على هذا المستوى لم تعد أقل شأنا عن المنافسات الكروية الأخرى.
وما من شك أن أقطاب الكرة الإفريقية التي استطاعت كسب تأشيرة الحضور في هذه الطبعة ستقدم كل ما لديها من أجل تشريف ألوانها والمساهمة في الرفع من مستوى الكرة في القارة السمراء.
وخلافا للدورات الماضية ستغيب منتخبات كبيرة عن أجواء الغابون وغينيا الاستوائية، خاصة بالنسبة لبطل النسخة السابقة منتخب مصر الذي لم يقدر هذه المرة حتى على تبيان وجه لائق خلال مرحلة التصفيات، فيما سيكون منتخب الكاميرون من بين الغائبين المؤثرين، نظرا لوزنه الكبير في المنافسة الإفريقية وتاريخه الحافل ونجومه المعروفة.
وإذا جاز لنا القول إن الظروف والأقدار وحتى الميدان قد ساهم لذلك في غياب منتخبنا الوطني عن التظاهرة بعد الوجه الشاحب الذي أبان عليه خلال التصفيات التأهيلية، حيث لم يتمكن من استعادة مستواه الذي قدمه في التصفيات السابقة التي أهلته للعودة إلى أحضن الكرة الإفريقية بأنغولا، وبالنظر إلى النتائج الهزيلة التي سجلها منتخبنا أمام كل من المغرب، إفريقيا الوسطى وتنزانيا، فإن غيابه يعتبر منطقيا إلى أبعد الحدود، ويمكن القول كذلك أن تأشيرة المرور لم تسرق منه، بل أضاعها فوق الميدان ولا غرابة إن وجد اليوم لاعبونا وطاقمهم الفني وجماهيرهم أنفسهم مرغمين على متابعة أطوار وأجواء هذه المنافسة من بعيد، حيث سيتحوّلوا من فاعلين في المنافسة إلى متفرجين عليها.
لمسنا كيف سيتعاطى الطرف الجزائري مع هذه الوضعية، وكيف يستطيع متابعة المباريات على شاشة التلفزيون، هل سيندم اللاعبون على تضييعهم تأشيرة التأهل، وهل سيتفاعل الجمهور مع العروض الكروية التي سيتابع حيثياتها، الأكيد أن القدر حكم علينا أن نبقى في ديارنا بعيدا عن الصخب الكبير الذي ستعرفه ملاعب الغابون وغينيا الاستوائية، وبكل روح رياضية علينا أن نصفق للفائزين، ونواسي بقلوبنا المنهزمين وفق ما تتطلبه أخلاقيات اللعبة ويقتضيه المنطق الكروي ولو على مضض؟!
----------------------------------------------------------------------------
فاجعة الإقصاء.. وحلم العودة!
بعد مرور فاجعة الإقصاء المرّ التي عصفت بآمال الكرة الجزائرية في التواجد اليوم مع خيرة منتخبات القارة السمراء، سيتجدد الموعد بعد نهاية المنافسة الإفريقية مع التصفيات التأهيلية للدورة القادمة. وخلافا للمدة الزمنية التي كانت تستغرفها فترة بداية التنافس على مقاعد النهائيات، ستشرع المنتخبات الإفريقية مباشرة بعد نهاية هذه الدورة في رحلة كسب ورقة التأهل، قبل عام فقط، وهو ما سيسمح لمنتخبنا بتجديد العهد مع المنافسة ومحاولة تعويض ما فاته، وهو أبسط أمل تتمناه الجماهير الكروية في بلادنا، في وقت افتقدت فيه إلى الفرحة والفرجة التي تضفيها لعبة كرة القدم على عشاقها.
وسينطلق ''الخضر'' في مشوار التصفيات بعد حوالي شهرين، ومعها سيستعيد الجمهور الأجواء التي عاشها قبل عامين بأم درمان، وكذا الأجواء التي عاشها قبل حوالي أشهر. وإذا كان في الأول قد استعاد بسمة الأفراح والاحتفالات، فإن الثانية جلبت له الخزي والعار ومرارة الإقصاء، وطبيعي جدا أن يمني كل لاعب ومناصر، ومدرب ومسؤول النفس بتكرار إنجازات سنة ,2010 لأنها حقا أخرجت كرتنا من النفق المظلم وأدخلتها في أجواء المنافسة القارية كما العالمية.
والثابت أن الحكم على الوجه الذي ستطالعنا به تشكيلة المدرب حليلوزيتش خلال أشهر، حيث ستكون مطالبة بتحقيق هدفين إثنين في منافستين مختلفتين، وتعني طبعا كأس إفريقيا والعالم 2013 و.2014
وإذا كانت أسباب خيبة الإقصاء الماضية لا يتحمّلها بأي حال من الأحوال المدرب البوسني، باعتباره تسلم المهام عندما تبخرت الآمال، فإن مسؤوليته عن كل انهيار آخر للتشكيلة الوطنية ستكون كاملة غير منقوصة، وهو ما يعني أن مهمته ستكون مزدوجة الأبعاد والأهداف، إذ عليه أولا أن يعالج النقائص والسلبيات التي حالت دون تأهلنا إلى كأس إفريقيا الحالية، وثانيا عليه أن يعيد تشكيلتنا إلى سكة الانتصارات، وهو الأمر الذي لا يمكننا التنبؤ به طالما وأن مشوار ''الخضر'' لم يبدأ بعد، وعلينا الانتظار لبعض الوقت.
وإذا كان منتخبنا الوطني قد وجد اليوم في غياب بطل إفريقيا المنتخب المصري، وكذا المنتخب الكاميروني، مجالا أرحب لمواساة نفسه، بعد غياب كبار إفريقيا عن الموعد، فإن الحال قد يختلف في تصفيات 2013 و,2014 وما نخافه هو أن يجد منتخبنا نفسه بعد سنوات قليلة قادمة قابعا في مكانه الحالي بين صغار إفريقيا الذين ما يزالوا إلى يومنا هذا يحلمون فقط بالتباري مع كبارها، فالمتأمل اليوم في قائمة المنتخبات الحاضرة بالغابون وغينيا الاستوائية سيلحظ دون شك أن هناك منتخبات كانت إلى وقت قريب تصنف في خانة الصغار، استطاعت أن تزيح العديد من الوجوه القديمة المعروفة على منوال منتخبنا الوطني ومصر والكاميرون، وهي اليوم حاضرة بين كبار القارة، وستحاول دون أدنى شك أن تعيد سيناريوهات أخرى مشابهة في التصفيات القادمة. وهو ما يجعل مأموريتنا خلال عامي 2013 و2014 جد صعبة وشائكة وغير مضمونة على الأقل بالنظر إلى الأوضاع الحالية التي يعيشها منتخبنا الوطني. ولسنا ندري هل يستطيع لاعبونا تخطي فاجعة الإقصاء وإحياء روح أم درمان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.