أكد السفير الفرنسي كزافييه دريانكور، أمس الاثنين، بالمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر، أن هناك 20 ألف طالب جزائري مقيم بفرنسا، وأن سنة 2011 سجلت استقرار 270 باحثا جزائريا بفرنسا، كما منحت إدارته 4831 تأشيرة طويلة المدى للطلبة· وقال السفير، لدى إعلانه ميلاد المعهد الفرنسي بالجزائر، إن هذه المؤسسة جاءت لتعزيز مخطط التعاون الفرنسي- الجزائري في مجال التكوين وتعليم اللغة الفرنسية والبحث العلمي· كما سيكون أداة مثلى لترقية ما اسماه ب ''دبلوماسية النفوذ''· وتحدث السفير الفرنسي، كزافييه دريانكور، بلغة الأرقام، ليبين مستوى التعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذي يمثل 44 بالمائة من نسبة عمل المراكز الثقافية المنتهية والتي كانت همزة وصل تحصل عن طريقها 4831 طالبا جزائريا على تأشيرة طويلة المدى، إلى جانب حصول 1618 آخر على منحة دراسية، ناهيك عن تسجيل 270 باحثا جزائريا استقر بفرنسا السنة الماضية· أما في مجال تعليم اللغة الفرنسية، فأشار السفير إلى أكثر من 11 ألف تلميذ مسجل في المراكز الخمسة، وثقافيا نظمت 510 تظاهرة· وأشار ذات المسؤول إلى لقاءات ثنائية قريبة، ستجمع وزارة التعليم العالي بممثلين عن جامعات فرنسية، لتصفية ملف الطلبة الجزائريينبفرنسا التي يعود تاريخها إلى الثمانينات· وشدد السفير الفرنسي على أهمية الفرانكفونية بالنسبة إلى الحكومة الفرنسية، ومنه بالنسبة إلى المعهد الفرنسي، معربا عن أسفه لانحصار نشاط الهيئة الجديدة في شمال الجزائر فقط، ويحرم سكان الجنوب من إمكانية تكوين أساتذة لغة فرنسية: ''نحن غائبين عن الجنوب لأسباب تاريخية، فكل المراكز الجامعية متمركزة في المدن الكبرى· كما لم تشمل مشاريع التوائم سوى مدن الشمال· كنت بورقلة وتأسفت لقنصليتنا المغلقة، ومررت ببشار حيث طاقة فرانكفونية هامة تطالب بتوسيع نشاطنا''· ويدخل المعهد الفرنسي بالجزائر، في إطار مساعي مجلس التوجيه الإستراتيجي الفرنسي المنصب حديثا، والذي يهدف إلى تفعيل التواجد الفرنسي عبر العالم، من خلال الاستعانة بمختلف المؤسسات وإدارات السفارات الفرنسية، وهو ما تأكد في مداخلة دريانكور التي أعلن فيها ''وفاة'' المركز الثقافي الفرنسي بفروعه الستة، و''ميلاد'' المعهد الفرنسي بالجزائر الذي اعتبره السفير ''ترجمة لإرادتنا في إعادة تنظيم أجهزتنا الثقافية المنتشرة عبر العالم، والتي لم يكن عملها واضحا ومعروفا، فقررنا إبراز عملنا أكثر، في إطار ما يسمى بالدبلوماسية الثقافية أو دبلوماسية النفوذ''· فقد شرعت فرنسا في تغيير أسلوب عمل مراكز وملحقاتها الثقافية منذ ,2009 في ألمانيا والصين و2010 في كوريا وبريطانيا وتايوان· أما سنة 2011 فشملت النمسا وكمبوديا والشيلي والدانمارك وفنلندا، بينما تدخل الجزائر ضمن قائمة الدول الملتحقة حديثا (2012) بركب المعاهد الفرنسية عبر العالم، حيث نجد لبنان وكندا وإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية، وكذا المملكة المغربية التي تشكل بالنسبة إلى فرنسا، ثاني أهم دولة يستهدفها مخطط '' دبلوماسية النفوذ''، مضيفا: ''سنركز جهودنا على الجزائر والمغرب كمنطقتين هامتين في شمال إفريقيا''، ليوضح لاحقا أننا: ''نريد إعطاء طاقة متجددة لمصالحنا الثقافية، فكما لبريطانيا مركزها ''بريتش''، وإسبانيا ''سيرفانتيس''، وألمانيا ''غوثه''، نريد أن تكون لفرنسا علامتها المسجلة أيضا''· وحسب السفير الفرنسي، فقد خصصت وزارة الخارجية الفرنسية المسؤول الأولى على المعهد الفرنسي بالجزائر، ميزانية تقدر ب 14 مليون أورو، ستخص الجزائر بنسبة معتبرة من هذا المال· فتوحيد المراكز الثقافية الخمسة (تلمسان، وهران، عنابة، قسنطينة) إضافة إلى تيزي وزو في مؤسسة واحدة هي المعهد الفرنسي، سيوحد -حسب المتحدث- الإدارة والجهود والأموال والرؤى، وسيضبط النشاط ويوسعه، تحت إدارة مدير واحد هو جول لاسكو (المدير السابق للمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر والمستشار الثقافي لسفارة فرنسابالجزائر)· هذا الأخير أفصح من جهته قائلا: ''نحن نعمل، لتحسين عرضنا، على ضوء وثيقة اتفاقية إطار أمضاها الرئيسان ساركوزي وبوتفليقة في 2007''، فيعقب عليه دريانكور: ''نحن أصحاب أفكار جيدة لكننا لا نعرف كيف نسوقها، لهذا قررنا إعادة النظر في طريقة تعاملنا مع الآخر''·