أعلن السفير الفرنسي بالجزائر، السيّد زافيي دريانكور في الندوة الصحفية التي نشطها أمس بالمعهد الفرنسي، عن التحام المراكز الثقافية الفرنسية في الجزائر العاصمة ووهران وعنابة وتلمسان وقسنطينة وكذا مصلحة النشاطات الثقافية بسفارة فرنسابالجزائر، في جسد واحد أطلقت عليه تسمية ''المعهد الفرنسي''. وأضاف السفير أن الهدف من تجميع الفضاءات التي تهتم بالثقافة والبحث الجامعي في مؤسسة واحدة يهدف إلى توحيد الفعل الثقافي وتوضيح أطره بشكل صريح ومباشر، وهو ما لم يكن في السابق، حيث كان هذا الفعل مشتتا بين المراكز الثقافية الفرنسية ومصلحة النشاطات الثقافية بالسفارة الفرنسية بالجزائر ونفس الشيء بالنسبة للميزانية المخصصة لكل فرع. وأشار السفير أن المعهد الفرنسي الذي افتتح أبوابه يوم أول جانفي من السنة الجارية، سيكون تحت رئاسة السيد جوال ليسكو، مدير مصلحة النشاطات الثقافية بالسفارة الفرنسية بالجزائر ومؤكدا في الصدد ذاته أن الهدف أيضا من إنشاء هذا المعهد يتمثل في تطبيق بما يسمى''الدبلوماسية الثقافية'' أو ''الدبلوماسية المؤثرة'' والتي يقصد منها استعمال الثقافة في سياسة البلد الدولية بشكل مجد. وتوقف السفير عند مسألة التعاون الجامعي والعلمي بين الجزائروفرنسا فقال إن المعهد الفرنسي سيخصص 44 بالمائة من ميزانيته لهذا الغرض، علاوة على تخصيصه ل17بالمائة من الميزانية لتدريس اللغة الفرنسية ونفس النسبة لتنظيم النشاطات الثقافية، مضيفا أن الميزانية الاجمالية لتسيير المعهد لهذه السنة تصل إلى 14مليون أورو بعدما وصلت إلى 12مليون اورو السنة الفارطة. وأكد السفير أن المعهد الفرنسي بالجزائر يحتل المرتبة الاولى من حيث الميزانية الكبيرة التي خصصت لتسييره لأهمية الجزائر وكذا المغرب بالنسبة لفرنسا، بالمقابل قدم السفير أرقاما متعلقة بنشاطات المراكز الثقافية الفرنسية في سنة ,2011 فقال إن 4831 طالبا جزائريا تحصل على فيزا اقامة مطولّة، 270 باحثا علميا ظفر بإمكاينة مواصلة البحث في فرنسا ،510 تظاهرة ثقافية، 1100طالب درّس بالمراكز الثقافية وستة مشاريع لصالح المجتمع المدني احتضنها صندوق التضامن الدائم. وتطرق السفير إلى مشروع فتح فرع للمعهد الفرنسي بتيزوي وزو والذي سيرى النور قريبا، كما تأسف في السياق ذاته عن استحالة فتح فرع لهذا المعهد في الصحراء في الوقت الحالي، مضيفا أنه يتمنى تحقيق هذا ''الحلم'' في يوم من الأيام، وفي انتظار ذلك سيتعاون المعهد في الميدان الجامعي مع جامعات ادرار وتمنراست وغيرها. في سياق آخر، وبمناسبة احتفال الجزائر بالذكرى الخمسين لظفرها بالاستقلال، قال السفير الفرنسي أن المعهد لن يخصص نشاطات حول هذا الحدث الذي قال عنه إنه يحمل البصمة الجزائرية ويعتبر احتفالا كبيرا خاصا بالجزائريين رغم وجود جزء من التاريخ المشترك بين الجزائروفرنسا، إلا انه اضاف أن فرنسا تحضرّ لبعض النشاطات الخاصة بهذه المناسبة مثل تنظيم معرض الكاريكاتير بالمكتبة الوطنية علاوة على نشاطات بمبادرة فردية. من جهته، تحدث السيّد جوال ليسكو عن الصعوبات التي رافقت اجراء هذه الاصلاحات والتي انطلقت حسبه سنة ,2008 كما تناول المتحدث التعاون بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية في مجال البحث العلمي وهذا في سياق بعيد المدى، بالإضافة إلى تطرقه لمسألة التوأمة بين مدن جزائرية وأخرى فرنسية والتي قال إنها تسير على أحسن ما يرام. للإشارة، تعد الجزائر والمغرب والولايات المتحدةالامريكية والمملكة المتحدة ولبنان وإيطاليا وإسبانيا وكندا، المحطات ما قبل الأخيرة التي احتضنت المعهد الفرنسي، في حين بدأ تطبيق هذه السياسة سنة 2009 في المكسيك والصين وغيرها، وفي سنة 2010 تم تطبيقها في بريطانيا وكوريا ودول أخرى وفي 2011 جسدت في أكثر من ثلاثين دولة من بينها: الدنمارك وفنلندا والنمسا والشيلي.