نظم عدد من الحركات والأحزاب السياسية المصرية، أمس الجمعة، مسيرات انطلقت من عدد من الأماكن بعد صلاة الجمعة مباشرة لتتوجه إلى مقر المجلس العسكري بوزارة الدفاع بالعباسية لمطالبة المجلس بالتنحي فورا عن السلطة، وأطلق على هذه المظاهرات ''جمعة الرحيل''. وتضم تلك القوى حركة 6 ابريل وتحالف القوى الثورية والاشتراكيون الثوريون واتحاد شباب الثورة وشباب حزب المصريين الأحرار والحزب الشيوعي وحزب التحالف الشعبي. وحسبما أعلنت تلك القوى السياسية، فإن المسيرات تحركت من عدة مساجد منها مسجد الصحابي بميدان الحجاز ومسجد رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان المطرية وميدان الألف مسكن ومسجد الشيخ غراب بحدائق القبة وكنيسة كليوباترا بمصر الجديدة وكوبري عرابي بشبرا الخيمة ومسجد النذير بالزاوية الحمراء. ويأتي هذا التحرك في إطار دعوة عدد من القوى للتضامن مع الدعوة لعصيان مدني يبدأ بإضراب اليوم السبت. وأعلن طلاب من 36 جامعة مصرية عامة وخاصة مشاركتهم في الإضراب عن الدراسة ومن بينها جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية والمنصورة والجامعة الأمريكية والألمانية والفرنسية. وتشارك أيضا حركة 6 أبريل وائتلاف شباب الثورة في الإضراب وقد دعت إلى الزحف على مقر المجلس العسكري للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، علاوة على أحزاب غد الثورة والتحالف الشعبي الاشتراكي والوسط والتجمع والتيار المصري واتحاد العمال المستقل. ونشرت صفحة على الفيسبوك تحمل شعار ''اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة'' بيانا بتوقيع 40 حركة وحزبا بعنوان ''لنرفع راية العصيان ونسقط حكم العسكر''. ودعا البيان ''جموع الشعب المصري لمساندة الإضراب ودعمه من أجل إنهاء هذا الحكم الغاشم وبناء وطن يسوده العدل والحرية والكرامة''. وحدد الداعون إلى الإضراب مطالبهم ب ''سحب الثقة من الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ ووفاق وطني مهامها هيكلة وزارة الداخلية، وتطهير ماسبيرو مبنى الإذاعة والتلفزيون، وإقالة النائب العام، واستقلال القضاء، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاكمات ناجزة لقتلة الشهداء، وحد أقصى وأدنى للأجور فورا''. وفي الوقت نفسه انطلقت دعوات رافضة للعصيان المدني مع امتناع عدد من الأحزاب عن المشاركة أبرزها حزب الحرية والعدالة صاحب الأكثرية في البرلمان وحزب النور السلفي وحزب الوفد. وأطلق ''ائتلاف 19 مارس للأغلبية الصامتة'' على الفيسبوك حملة مضادة للإضراب اتخذت شعارا ساخرا يقول ''شغلني مكانه''. واعتبر رئيس الوزراء كمال الجنزوري في مؤتمر صحفي الدعوة إلى العصيان المدني ''جزءا من مخطط لإسقاط الدولة''، وقال إنه ينبغي أن يتوحد المصريون للخروج من الأزمة والمخاطر التي تواجه الدولة. وفي الإطار نفسه انتقد شيخ الأزهر أحمد الطيب الدعوة إلى العصيان المدني، كما أعلن البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية رفضه العصيان المدني، وقال إن الدين لا يقبله ولا تقبله الدولة.