قالت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، إن تصريحات هنري آنشر، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر الأخيرة، المتعلقة باحتمال صعود الإسلاميين للحكم في الجزائر وموقف أمريكا المسبق منه في ظل حرص الولاياتالمتحدة الأمركية على حماية مصالحها قبل كل شيء، هي بمثابة تدخل في شؤون الجزائر الداخلية، وقالت إن الشعب الجزائري لا يمكن أن يقبل نصيحة من أحد· ولقي تصريح السفير الأمريكي في الجزائر ردود فعل سلبية من مختلف ممثلي الأحزاب الجزائرية، بمن فيهم الإسلاميون، حيث قال فاتح ربيعي، الأمين العام لحركة النهضة إن هذا ''ما يأخذ عليه، لأنه يكيل بمكيالين، عندما تكون الديمقراطية في صالحه فأهلا بها، ولما تكون لغير صالحه مثلما هو الحال في غزة فتحاصر غزة، لأن الشعب انتخب حماس''، وأضاف يقول ''لا للتدخل الأجنبي، ولا للإملاءات الخارجية، الشيء الذي سمعناه من المجاهدين حتى زمن الثورة، والجهات التي كانت تقدم مساعدات للجزائر، الجزائريون رفضوا أن يملى عليهم شيء وتمسكوا بالاستقرار وسيادة القرار''· لكن بلقاسم ساحلي مفوض رئيس التحالف الوطني الجمهوري، رأى الأمر من زاوية مختلفة، حيث قال إن المهم هو تقوية الجبهة الداخلية تجنبا لأي تدخل خارجي طالما أن الولاياتالمتحدة تبحث عن مصالحها أولا وقبل كل شيء، وأضاف يقول ''إذا أردنا أن تنجح الإصلاحات في بلادنا وتكون عندنا قدرة تفاوضية مع الخارج، فلزام علينا ألا نترك مجالا للتدخل الأجنبي ولا نترك التجارب التي تأتينا من الثورات العربية، أو من أردوغان أو من مصر، ولا نريد الاستقواء بالشرق ولا بالغرب''· من جهته، قال موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية، ''اليوم أمريكا هي الدركي الذي يقوم بالإشراف على دول العالم تقريبا، وهذا مهما كانت، فهي تسعى إلى مصالحها وتسعى إلى استقرار هذه الأنظمة من أجل تواجدها، لكن يبقى لنا أن نتعامل مع هذه القوة الكبيرة من أجل الحفاظ على مصالحنا والدفاع عنها''· ويذكر أن هنري آنشر، السفير الأمريكي في الجزائر قد صرح قبل أيام لجريدة ''الخبر'' أن مواقف بلادنا من ثورات الربيع العربي تختلف من بلد لآخر وفق مصلحة بلاده، وعن احتمال صعود الإسلاميين في الجزائر، قال إن بلاده ستتعامل مع الوضع ''كما هو''·