في مشهد يحدث للمرة الأولى في تاريخ المنطقة، حاصرت قوات الأمن، في الساعات الأولى من أول أمس الخميس، ثلثا وسط مدينة تمنراست وأحكمت قبضتها على الحيّين الرئيسيين فيها هما ''سرسوف'' و''قطع الوادي''، وفرضت حظرا على الدخول والخروج منهما إلى غاية عصر اليوم ذاته· وتسرّب ''للجزائر نيوز'' أن قوات الأمن وضعت يدها على مركبات وعتاد ومؤونة يُعتقد أنها لشبكات متحالفة مع الإرهاب وعلى علاقة بتفجير 3 مارس، بعد اعتقال عشرات الأشخاص والتحقيق معهم· انتشرت قوات الأمن، عند الخامسة صباحا من يوم الخميس الماضي، وحاصرت أكبر تجمعات تمنراست سكنيا وتجاريا، ومُنعت حتى شخصيات رسمية في الدولة من دخولها· السبب ''دوافع أمنية بحتة لم يتسن معرفة تفاصيلها في حينها''، يقول أحد أعيان المنطقة وعضو البرلمان الذي طلب من قوات الأمن في ساعات الصباح الأولى السماح له بالمرور إلى قلب المنطقة المحاصرة، على متن مركبته· ويقول بعض مواطني تمنراست الذين تحدثت إليهم ''الجزائر نيوز'' إن ''هذه الواقعة الأمنية لم تعرفها تمنراست في تاريخها على الإطلاق، رغم انتشار عمليات التهريب الواسعة التي أصحت من روتين عمل قوات الأمن على اختلافها، بالإضافة إلى الجمارك''· وعلى عكس ما كان من المحتمل أن تنتجه عملية مماثلة من رد فعل سلبي للسكان تجاه حظر قوات الأمن الدخول والخروج من ''سرسوف الفيراي''، كما يدعى الحي الأول، ومنطقة ''قطع الوادي''، فإن المواطنين تعاطوا بإيجابية كبيرة مع الواقعة وتحلّوا بتفهم رفيع، تقول مصادر محلية مضيفة أن ''ذلك سهل مهمة قوات الأمن بشكل كبير''· وساد الاعتقاد في الساعات الأولى بين أهالي تمنراست الذين شهدوا التطويق بأن القوات الأمنية توصلت إلى أحد الإرهابيين من الذين يُعتقد أنهم على علاقة بتفجير 3 مارس الماضي، وظل هذا الاعتقاد سيد الموقف إلى غاية فك الحصار على الحيّين المذكورين ''اللذين يمثلان ثلثا مدينة تمنراست مساحة ويعرفان تمركزا قويا لمحترفي التهريب وتجارة المخدرات على أعلى المستويات داخل وخارج الوطن''· في حدّود الساعة الثالثة والنصف من الزوال بدأ خبر فك الحصار ينتشر بين سكان تمنراست، ليكتشفوا أن قوات الأمن اعتقلت العشرات من الأشخاص المشبوهين حقق معهم، يقول مصدر مسؤول محليا· أما السبب يضيف من زودنا بالمعلومات، فإن المسألة من دون شك تمثل إحدى تداعيات تفجير 3 مارس الذي استهدف مقر القيادة الإقليمية للدرك الوطني في تمنراست''· ولتأكُد العلاقة لدى السلطات الأمنية والحكومية بين المهربين وتجار السلاح والمخدرات والجماعات الإرهابية النشطة بالجنوب ومنطقة الساحل الإفريقي، فإن العملية بالنسبة إلى مصدرنا، لا تخلو من كونها إحدى الاحتمالات الكبيرة التي قد تتوصل عن طريقها قوات الأمن إلى المدبرين الرئيسيين لتفجير تمنراست التاريخي''· نتيجة العملية الأمنية الضخمة حسب تقديرات العديد من المصادر بعاصمة الأهقار- كانت حجز 17 مركبة من نوع ''تويوتا ستايشن'' المفضلة لدى المهربين، والمئات من صفائح الوقود المملوءة بآلاف اللترات من البنزين والمازوت· ويقول أحد المحليين ''للجزائر نيوز'' إن الكميات التي وضعت عليها قوات الأمن يدها تعادل إجمالي البنزين والمازوت في تمنراست برمتها عبر كامل محطاتها العمومية والخاصة· كما تردّد أن قوات الأمن ''وضعت يدها على كمية من المواد المتفجرة وقطع من السلاح''، لكن دون تأكيد طول العملية التي حدثت خلالها اعتقالات بين العشرات من ''شاغلي'' الحي ''بسبب التحقيق معهم''· وتسرّب للجزائر نيوز -أيضا- أن مصالح الأمن أطلقت بعد التحريات مع عدد غير معروف من الموقوفين عقب تحرير محاضر استماع، ''بينما أبقت على البعض في الساعات التي أعقبت العملية رهن الحجز''· وأحيطت العملية الأضخم من نوعها بتمنراست بسرية تامة، من حيث نتائج التحقيق الأولية، ولا تزال متواصلة، بينما زالت حركات التدخل السريع للمركبات وقوات الأمن عن المنطقة المذكورة، مثلما شهدتها في بداية العملية·