أدانت الجزائر الخميس على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني اللجوء إلى القوة في مالي رافضة ''بشدة'' التغيير المخالف للدستور، وقال بلاني في تصريح نقلته إذاعة الجزائر الدولية ''الجزائر تتابع بانشغال كبير الوضع في مالي، وبحكم موقفنا المبدئي و طبقا لأحكام العقد التأسيسي للاتحاد الإفريقي ندين اللجوء إلى القوة و نرفض بشدة التغييرات المخالفة للدستور''· وأضاف قائلا ''نعتبر أنه يجب حل كل المسائل الداخلية في مالي في إطار السير العادي للمؤسسات الشرعية لهذا البلد و في إطار احترام القواعد الدستورية''، مسجلا أن ''الجزائر تؤكد تمسكها الصارم بعودة النظام الدستوري في هذا البلد المجاور''· وكان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قد أكد منتصف فيفري الماضي، أن الجزائر ومالي متفقتان على ''محاربة الإرهاب وليس''، مؤيدا حلا سياسيا للازمة في الشمال· من جهته أكد وزير الداخلية دحو ولد قابلية أن ''الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لمالي وتكتفي بمراقبة حدودها لمواجهة أي خطر محتمل، ومع ذلك الجزائر تستقبل الذين يفرون من بلدهم هرباً من العنف والحرب سواء كانوا من هذا الطرف أو ذاك''· وكان قد أعلن في الأسبوع الماضي عن استقبال الجزائر ل 30 ألف لاجئ من المدنيين، بالإضافة إلى عدد من العسكريين العسكريين ''المصابين خلال المعارك· مشهد غامض في باماكو ويكتنف المشهد السياسي المالي في العاصمة باماكو يوم الخميس نوعا من الغموض بعد قيام جنود متمردون باعلان حل مؤسسات الدولة وتعليق العمل بالدستور وفرض حظر التجول بعد السيطرة على مبنى الاذاعة والتلفزيون· وفي هذا السياق، أعلن متحدث عسكري باسم المتمردين أمادو كونارى في خطاب تلفزيوني عن ''حل مؤسسات الدولة وتعليق العمل بالدستور''، مؤكدا أن ''قائد الجنود المتمردين النقيب أمادو أيا ساناكو سيقوم بشرح الموقف في العاصمة باماكو لاحقا''· ونقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم العسكريين المتمردين قوله إنهم ''سيطروا على الحكم في البلاد وأعلنوا تشكيل اللجنة الوطنية للإصلاح والديمقراطية'' واعدا ب ''تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة''· وأضاف أنه سيتم تنظيم انتخابات رئاسية في وقت يحدد لاحقا، علما أنه كان مقررا تنظيم هذه الانتخابات شهر افريل المقبل· مصير الرئيس مجهول ·· وأوضح المتحدث ''أن قادة الانقلاب قاموا بمحاصرة الرئيس أمادو توماني وعائلته في قصره في باماكو واعتقلوا عددا من الوزراء من بينهم وزير الخارجية سومايلو بوبيي مايغا· كما سيطروا على مبنى الإذاعة والتلفزيون''، مشيرا إلى ''سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء مقاومة كتيبة من قوات النخبة في مالي بالدفاع عن القصر الرئاسي''· كما كشف أنه اعتقل وزير الخارجية بالإنابة بدارا علي مكالو، فيما نقلت تقارير إخبارية أن المتمردين في مالي أعلنوا حظرا للتجوال ابتداء من الخميس، في الوقت الذي تضاربت الأنباء حول مصير الرئيس امادو توماني حيث نقلت بعض وسائل الإعلام أنه ترك البلاد· وكان مجموعة من الجنود المتمردين قد احتلوا يوم امس مبنى التلفزيون والإذاعة في العاصمة باماكو و قاموا بإطلاق اعبرة نارية في الهواء تعبيرا عن سيطرتهم على المؤسسة فيما نقلت تقارير إخبارية مختلفة أنباء عن تبادل لإطلاق النار مساء نفس اليوم بين جنود موالون للمتمردون وقوات الحرس الرئاسي قرب محيط القصر الرئاسي في باماكو· وفي وقت لم تتضح فيه الرؤية بعد حول حقيقة الوضع في مالي انتشر جنود موالون للمتمردين في الشوارع الرئيسية للمطالبة من المواطنين بالعودة إلى منازلهم فيما يشبه حظر التجول·