ميز حفل افتتاح الطبعة ال12 للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي بتيزي وزو حضور وفد أمازيغ ليبيا الذي صنع الحدث والعشرات من الحاضرين تسارعوا لأخذ صور معهم، خاصة وأنهم فاجأوا الحضور بإلقاء كلمتهم باللغة الأمازيغية وبكل طلاقة، حيث أكد المخرج السينمائي الليبي مذغيس مادي أن بعض الأطراف طلبت منه إلقاء كلمته باللغة الفرنسية، لكنه فضّل أن يتحدث بالأمازيغية قائلا ''هذه هي أول مرة أزور فيها بلد أمازيغي بالجزائر ولن أتكلم بغير اللغة الأمازيغية''، وأكد أن معمر القذافي قهر أمازيغ ليبيا وأرجع سبب غياب السينما الأمازيغية طيلة 42 سنة إلى الكره الشديد الذي يكنه القذافي للأمازيغ، كاشفا في هذا الصدد أنه بعد وفاة القذافي وتحرير ليبيا من طرف الثوار، استطاع أمازيغ ليبيا في ظرف 6 أشهر إنتاج 4 أفلام ناطقة بالأمازيغية. وخلال حفل الافتتاح تم العرض الأولي لفيلمين من إنتاج أمازيغ ليبيا، الأول يحمل عنوان ''المشاركة'' للمخرج صالح قويدر ومدته 11 دقيقة، حيث تناول قصة عائلة أمازيغ ليبيا، تتكون من 4 أفراد، تعاني الفقر وأوضاعا اجتماعية صعبة، حيث تقوم الطفلة البالغة من العمر 10 سنوات وشقيقها البالغ من العمر 8 سنوات بالتناوب على لبس الحذاء للذهاب إلى المدرسة بسبب عجز والده عن شراء حذاء ثانٍ، لكن في أحد الأيام تعرض منزلهم للقصف من طرف إحدى طائرات قوات العقيد معمر القذافي، فتسببت في مقتل الوالدة وبتر الساق الأيمن للطفل والساق الأيسر للطفلة، وبعدها أصبح الطفلان يذهبان معا للمدرسة وكل واحد منهما يلبس ''فردة'' واحدة من الحذاء. والفيلم الثاني يحمل عنوان ''جحا'' للمخرج الشاب مذغيس مادي مدته 26 دقيقة، وهو عبارة عن رسوم متحركة تروي قصة القبعة السحرية لجحا، حيث سافر رفقة حماره إلى بلدة معزولة، فيها فندق يشرف عليه المدعو ''بخبوخ'' الذي فرض على الزبائن والسكان سيطرته بدافع الجشع والبحث عن الثراء، وبعدما تعرّف جحا على صاحب الفندق بخبوخ فكر أن يوقعه في فخ وأن يستولي على ماله، فطلب منه أن يعطيه حماره ليستعمله كوسيلة لشراء الأغراض لفندقه، وبعدها اتهم حماره بأكل الفاكهة والغذاء الذي اقتناه، لكن جحا لم يقبل ذلك، وبفضل حيله الماكرة استطاع أن يفلت من مصيبته، حيث خرج إلى سكان البلدة وجمعهم وأخبرهم بكل الطرق والحيل التي يستخدمها بخبوخ منذ سنوات للاستيلاء على أموالهم وأغراضهم، ونجح في الهروب وعدم دفع ثمن ما أكله حماره.