''عندما أكون معك لا أخشى الموت، سأقدم لك الفرح كله وأبقى أتغزل بك طيلة العمر، أي زمن هذا الذي نعيش فيه، نخاف ضوء النهار وظلام الليل، كيف سيكون مقدار تعاستي وأنا أغادر الأرض''.هي مقاطع لمشاهد مختلفة من مسرحية منطق الحب والحياة ل ''تعاونية النواة لمسرح تيارت''، دخلت أمس غمار المنافسة على ركح مسرح سيدي بلعباس، للظفر بتأشيرة الوصول إلى المسرح الوطني محي الدين بشطارزي. عاد تأليف كتابة النص المسرحي للكاتب ''إبراهيم عبد الرزاق''، أما الإخراج فكان ل ''يدو محمد''، وقد تقمص دور البطولة الثنائي رزوق خديجة وكذا المخرج نفسه، أما عن المسرحية، تدور أحداثها عن قصة حب بين عاشقين اتفقا من خلال حبهما على تخليد اسميهما في سجل التاريخ لعل الأجيال القادمة تجعل حبهما قدوة يسيرون على خطاهما. والملفت بالعرض أن المخرج قام على تحويل تلك القصة إلى صراع بين الكاتب وأفكاره المتناقضة حيث مرات يتحاور مع البطلة على أساس أنها آلة راقنة التي يكتب عليها قصصه وروايته ومرات أخرى على أساس أنها تلك المرأة العاشقة والمحبوبة التي لا يمكن أن يستغني عنها مهما اختلفت الأقدار، أما أحيانا أخرى، يتحاور معها على أنها فكرة من أفكاره التي يتصارع معها. العرض العبثي رغم بساطته غير أنه حاول الإفصاح عن أكثر من دلالة وتأتي في مقدمتها الكشف عن الصورة الشفافة لمشاعر الحب التي تربط بين الأشخاص فهذا ما حاول البطلين إيصاله إلى الجمهور، حيث أنه إذا غاب عنصر الحب وكذا الثقة بين الأشخاص لا يمكن أن تستمر الحياة والشيء نفسه إذا غاب الفرح والأمل وحل محلهما عنصر اليأس لا يمكن الاستمرار بالحياة. ماميز العرض أنه قدم بطريقة بسيطة لا ترقى إلى الإحترافية وهذا ما أكد أحد المسرحين حيث قال ''أن المخرج استعجل النص ولم يترك له الفرصة ليجهز مما جعله بمثابة القراءة السيئة لنص الكاتب''. لكن هذه الوجهة لا تمنع من القول أن الممثلين رغم إمكانيتهما البسيطة إلاّ أن جهدهم كان واضحا على الخشبة لتوصيل رسائل مسرحية متعددة للجمهور وهذا ما اكتشفناه عند الممثلين فإنهما كانا يجاهدان على الركح لتقديم الأفضل، فمثلا الممثل المخرج كان في فترات وجيزة يتحول من ممثل إلى تقني صوت ولعل هذا ماجعل إحداث فارغ واضح على بعض المشاهد من العرض، بالنسبة للديكور رغم بساطته إلاّ أنه كان يوحي بدلالات تحمل معاني عميقة، أما بالنسبة للإضاءة كانت ثابتة في معظم الأحيان وهذا ما جعل جيلالي سليمان المكلف بالموسيقى إلى توزيع مقاطع موسيقية بطريقة حكيمة لسد الخلل. أما بالنسبة للجمهور، فقد تتبع مشاهد المسرحية طيلة العرض وكان يتفاعل مع بعض المشاهد لكن لم يرقى إلى درجة الفرجة أو المتعة وهذا ما أكدوه لنا البعض، حيث قالوا ''العرض لم يجعلنا نعيش النشوة التي تعودنا عليها سابقا، فالمهرجان في يومه الثاني لكننا لم نشعر بالعرض الذي يحرك الوجدان''.