بعد كل خمس سنوات بالتمام والكمال يعاد العرض الشرفي لنفس المسرحية السياسية المعنونة بالانتخابات التشريعية، التي يقوم بأدائها وإخراجها وتمثيلها نفس الأشخاص، وكذا تعرض على نفس الجمهور الذي ملّ وكلّ وكره وتأوه من الأمور المكررة، فالعرض لم يعد يغريه ولا يستهويه· قال حماري ناهقا·· هذه المرة هناك أشياء جديدة ومنكهات وبهارات لم تكن من قبل، زادت قليلا من التشويق في العرض· قلت ساخرا·· هل تقصد معارك بلخادم وخصومه أم تقصد أبو جرة وحلفائه الجدد أم تقصد برقع جاب الله وأصهاره أم الحزيبيات التي ستلعب دور الكومبارس في المسرحية ولا يعول عليها كثيرا في العرض؟ ضرب حماري الأرض بحافريه وقال·· حتى الطماطم أصبحت غالية جدا وإلا ستكون هذه المسرحية محل رشق من طرف الجمهور الذي يعاني ما يعاني وغيره يشطح على عتبة المسرح دون إشراكه في كل ما يجري وكل ما هو مطلوب منه هو الفرجة وفقط· قلت ضاحكا·· والتصويت عليهم، حتى يصلوا على ظهره إلى خزينة الدولة بطريقة شرعية ويمارسون فيها الحلال كما يشاءون· قال والنهيق يملأ المكان·· والغريب في كل ما يحدث أن أغلبهم يستعمل الدين للوصول إلى غايته ويعرفون أن ممارستهم للسياسة فيها الكثير من النفاق والكذب، ورغم ذلك يستمرون في ذلك من أجل الوصول إلى الهدف· قلت·· هذا هو التسوس وهذه هي السياسة وهؤلاء هم الساسة وكل من نراهم حولنا يعرفون بداخلهم أنهم مجرد منافقين وكاذبين ووصوليين، ورغم ذلك ينافقون أنفسهم قبل الشعب· قال غاضبا·· بعد كل هذا هل يمكن أن تكون الانتخابات نزيهة بكل هذه الخلطة العجيبة التي تعول عليها السلطة لكسب الرهان؟ قلت·· السلطة أذكى من أن تضع مصيرها في أيدي هؤلاء، فهي تعرف من أين تؤكل الكتف، لذلك وضعت أمامنا أمثال بلخادم وأبو جرة وأويحيى وجاب الله··· وغيرهم من الممثلين والكمبارس، أما الأبطال الحقيقيين للمسرحية فهم دائما وراء الستار، يرون كل شيء دون أن يراهم أحد ومن هنا بدأت أول أكذوبة على الشعب لتليها بعد ذلك أكاذيب لن تنتهي أبدا·